إيران: تجمعات رفضا للفصل بين الجنسين في الجامعات .. والسافرات نبض الانتفاضة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تواصلت الاحتجاجات الطلابية في جامعات إيران اليوم، في الوقت الذي تستمر فيه انتفاضة الشعب ضد نظام الجمهورية الإسلامية، وشهدت الجامعات في جميع أنحاء البلاد، تجمعات وإضرابات واعتصامات ضد النظام ورفض الفصل بين الجنسين، خاصة في مطاعم الجامعة.
وتجمع طلاب جامعة شريف في طهران، أمام مدخل مطعم الجامعة، ورددوا هتافات مثل: “أيها الباسيجي المرتزق، كُل جيدًا إنها النهاية”. وقامت قوات الباسيج بالاشتباك مع الطلاب المحتجين.
قام طلاب جامعة أمير كبير برفض الفصل بين الجنسين أمام الجامعة وغنوا معا نشيد “من أجل”. كما تجمع طلاب من كليات جامعة العلامة طباطبائي، ورددوا شعار “لا تقل لي مثير الشغب، أنت مثير الشغب أيها الظالم”. ونظم طلاب كلية الآداب واللغات الأجنبية تجمعاً احتجاجياً ضد التهديد بطرد الطلاب من السكن، والتهديدات الأمنية والأحكام التأديبية الصادرة بحق الطلاب.
وأكد طلاب كلية العلوم الاجتماعية في بيان إنه “في خضم كل القمع والضغوط وإراقة الدماء، يبقى الطالب حياً ويقظاً. يجب أن يعلم قامعو حركة الشعب الإيراني ومصادروها أنهم لن يصلوا إلى حلمهم بإسكات الجامعة”.
وفي كلية الهندسة احتج الطلاب أيضًا على قتل المتظاهرين من قبل النظام بتعليق حبال المشانق وكتابة أسماء قتلى الاحتجاجات عليها.
وفي محافظة البرز تجمع طلاب جامعة آزاد كرج في باحة الجامعة تحت شعار “كل هذه السنوات من الجرائم الموت لولاية الفقيه”. كما تجمع طلاب جامعة آزاد بجوهردشت تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية”.
وفي محافظة خراسان رضوي، رفض طلاب جامعة فردوسي في مدينة مشهد الفصل بين الجنسين، اليوم الأحد، من خلال نزع الستائر جانباً والجلوس أمام مقصف الجامعة بعد أن واجهتهم قوات أمن الجامعة.
وفي هذا الصدد، كتبت قناة التلغرام التابعة لمجلس النقابات الطلابية أنه بعد اعتصام الطلاب “التقطت قوات أمن الجامعة مع رجال أمن بالزي المدني صوراً للطلبة المعتصمين”. وردد طلاب جامعة يزد للفنون والعمارة في تجمعهم أيضًا هتافات مثل “الحياد يعني انعدام الشرف”، و”الجامعة تغرق في الدم.. الفصول الدراسية محرمة”.
وعلى الرغم من جهود النظام لقمع الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد، استمرت الاحتجاجات وقال محلل سياسي، مجتبى هاشمي، أن “انتشار الاحتجاجات في الجامعات الإيرانية جعل القوى القمعية غير قادرة على التركيز في جامعة بعينها”.
ويوم أمس السبت، خرج المتظاهرون إلى الشوارع في مدن مختلفة من إيران من طهران وشيراز إلى دزفول وبندرلنكه وطالبوا بإسقاط النظام الإيراني. وفي طهران، نظم المواطنون تجمعات ليلية في شارع شريعتي ومنطقة لاله زار، وخلعت نساء في شارع شريعتي بطهران حجابهن ولوحن به.
ونظم المتظاهرون تجمعات في أحياء أرياشهر وستارخان ورددوا هتاف “الموت للديكتاتور”، وشوهدت تجمعات للنساء دون الحجاب الإجباري في شارع كاشاني بطهران، وكذلك كان عليه الامر في شارع ولي عصر ورغم وجود قوات الأمن، كانت الفتيات يسرن في الشارع دون الحجاب الإجباري.
واظهرت فيديوهات أن مدخل مركز للشرطة في طهران بارس قد اشتعلت فيه النيران بزجاجة مولوتوف مساء أمس 22 أكتوبر.
وقام محتجون في بلدة بهاران في سنندج بإغلاق أحد شوارع هذه البلدة بإشعال النار. وفي مهاباد، نظم المواطنون تجمعات احتجاجية في أماكن مختلفة وأغلقوا الشوارع بإشعال النيران أيضا.
وفي أعقاب مظاهرة حاشدة لنحو 80 ألف إيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية في برلين، هددت صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري الإيراني، المواطنين الألمان في مقال لها مساء السبت 22 أكتوبر (تشرين الأول).
ووصفت هذه الصحيفة تنظيم هذه المظاهرة في برلين بأنه “تدخل واضح من ألمانيا”، و”دعم لمن يحاولون الإطاحة بالنظام” وكتبت أن هذا التجمع “بالتأكيد لن يمر دون رد من إيران وسيكون مكلفًا للألمان”.
يذكر أن عددا كبيرا من الإيرانيين في الخارج تجمعوا في مسيرة بالعاصمة الألمانية برلين، يوم أمس السبت، تضامنا مع الاحتجاجات المناهضة للنظام في جميع أنحاء البلاد داخل إيران. وأعلن متحدث باسم الشرطة الألمانية أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 80 ألف شخص.
وقد رافق تهديد صحيفة “جوان” ضد “الألمان” إشارة هذه الصحيفة إلى استضافة السفارة الألمانية في طهران لـ”السفراء الأوروبيين” الذين، بحسب هذه الصحيفة، “يناصرون الاضطرابات في إيران”، بالإضافة إلى اعتقال ألماني خلال احتجاجات أردبيل.
يذكر أن النظام الإيراني حاول منذ بداية الاحتجاجات الحالية في إيران، أن ينسب أسباب هذه الاحتجاجات إلى دول غربية وإسرائيل، وأعلن حتى الآن اعتقال عدد من مواطني الدول الأوروبية، بينهم سائح ألماني في أردبيل، بتهمة “التورط” في هذه الاحتجاجات.
وفي أوائل سبتمبر (أيلول) وقبل بدء الاحتجاجات، أكدت وزارة الخارجية الألمانية أن النظام الإيراني احتجز وسجن مواطنًا ألمانيًا آخر.
وكان جمشيد شارمهد، وناهيد تقوي، وهما مواطنان إيرانيان ألمانيان، قد ألقي القبض عليهما في إيران في وقت سابق.
كما زعمت صحيفة “جوان” أن اختيار مدينة برلين لتجمع الإيرانيين في الخارج كان “محسوبًا ومخططًا له بشكل مؤكد” من قبل الدول الغربية.
ومن المقرر تنظيم مسيرات مماثلة في مدن أوروبية أخرى. وفي خبرها الرئيسي على موقعها على الإنترنت، اليوم الأحد، انتقدت وكالة أنباء “إرنا” الحكومية بشدة مظاهرة الـ80 ألف إيراني في برلين وأعلنت عدة نظريات “تستند إلى الإشاعات” دون تقديم أدلة.
واحتجت وكالة الأنباء على وجود بعض الأقليات ومشاركة بعض مواطني الدول الأخرى في هذه المظاهرات.
وفي مقال مماثل، اتهمت صحيفة “إيران” التابعة لحكومة إبراهيم رئيسي، ألمانيا “بمحاولة إيصال هذه الرسالة السياسية إلى إيران بأن هذا البلد ينوي أن يصبح مركزًا للتجمع والتخطيط للمعارضة التي تسعى للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية”.
هذا وقد أشار حامد إسماعيليون، الذي كان أحد المنسقين الرئيسيين للتجمعات الكبيرة والمتعددة للإيرانيين في الخارج في الأسابيع الماضية، إلى أن النشطاء يخططون لتنظيم مظاهرة في مدن مختلفة يوم السبت المقبل 29 أكتوبر (تشرين الأول).
وقد خرجت حتى الآن مظاهرات مؤيدة للشعب الإيراني المحتج في أكثر من 150 مدينة حول العالم.