اليوم 288 للحرب: موسكو تتلقى دفعة مسيرات من إيران ومعارك ضارية في دونيتسك
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 288 للحرب، رجحت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الجمعة، نفاد مخزون روسيا البالغ عدة مئات من الطائرات المسيرة الإيرانية.
وقالت إنه من المرجح أن موسكو تلقت إمدادات جديدة من الطائرات المسيرة من طهران، مضيفة أنه للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، كانت هناك تقارير هذا الأسبوع عن هجمات روسية على أوكرانيا باستخدام طائرات مسيرة إيرانية.
وكان مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة قد قال إن روسيا طلبت شراء مئات من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية من إيران. وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف: “نعرف أن إيران تعتزم زيادة شحناتها من الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى روسيا، بكميات كبيرة”، لافتا إلى أن موسكو تقوم بذلك لمعالجة نقص حاد في الإمدادات العسكرية.
ورجح أنها لم تشحن بعد “لكن من الواضح أنها في دفاتر الطلبيات”.وفق توقعات المصدر الأممي.
وتستخدم روسيا بالفعل مئات من الطائرات المسيّرة “شاهد-136″، الإيرانية الصنع. لكن موسكو تنفي استخدام ما يسمى طائرات كاميكازاي المسيّرة، بينما أقرّت إيران، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أنها أمدّت روسيا بطائرات مسيرة.
ميدانيا، أكد مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية قصفت خط المواجهة بالكامل في دونيتسك عبر ضربات جوية ومدفعية خلال الساعات الماضية.
وأضاف أن الأعمال القتالية مستمرة بالقرب من بلدتي باخموت وأفدييفكا وأن القوات الروسية تحاول التقدم أيضا بالقرب من ليمان، التي استعادتها القوات الأوكرانية في نوفمبر الماضي. كما أضافوا أن القوات الأوكرانية ردت في باخموت وأجزاء أخرى من منطقة دونيتسك بوابل من القذائف الصاروخية.
وكانت الاستخبارات البريطانية، قد قالت إن روسيا تتجه إلى حصار باخموت في دونيتسك، وتعزز سيطرتها بتخومها.
بالتزامن، أعلن مسؤولون في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، أنهم سيساعدون المواطنين على إخلاء أجزاء من الأراضي التي تحتلها روسيا على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وسط مخاوف من اشتداد القتال.
وقال حاكم المنطقة إن المسؤولين رفعوا مؤقتا الحظر المفروض على العبور للسماح للأوكرانيين الذين يعيشون في القرى على الجانب الآخر من نهر دنيبرو باجتيازه خلال ساعات النهار وإلى نقطة محددة.
وكثفت روسيا في الآونة الأخيرة حملتها لقطع إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة في المدن الأوكرانية. وتقول أوكرانيا والغرب إن هذه الاستراتيجية تهدف عمدا إلى إيذاء المدنيين، وتعتبرها جريمة حرب، فيما تنفي موسكو ذلك.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة تستعد لإرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 275 مليون دولار إلى أوكرانيا، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محاولات الغرب للحفاظ على هيمنته تزيد احتمالات الصراع في العالم.
فوفق مصادر رويترز ووثيقة اطلعت عليها؛ فإن حزمة المساعدات الأميركية ستتيح لكييف قدرات جديدة للتصدي للطائرات المسيرة وتعزيز دفاعاتها الجوية. ومن المتوقع أن تضم الحزمة قذائف لمنظومة “هيمارس” الصاروخية وذخيرة من عيار 155 مليمترا وعربات عسكرية من طراز “هامفي” ومولدات كهربائية، حسب المصادر المطلعة والوثيقة. وأشارت الوكالة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قد تعلن عن الحزمة اليوم الجمعة.
من جانبه، قال الرئيس الروسي اليوم إن رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته على المشهد العالمي هي المسؤولة عن زيادة مخاطر نشوب صراع محتمل.
وخلال كلمة ألقاها في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي المنعقدة في العاصمة القرغيزية بشكيك، أضاف بوتين أن الغرب يريد الحفاظ على الهيمنة بأي وسيلة، ويلجأ للعقوبات والثورات الملونة ومضاعفة الفوضى.
كما اتهم الغرب بتشجيع ما سماها الإبادة الجماعية والإرهاب في إقليم دونباس. ودعا بوتين إلى العمل من أجل تعزيز التنسيق العسكري والأمني بين أعضاء مجموعة شانغهاي وكذلك في رابطة الدول المستقلة.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه بفضل صمود قواته استطاعت أوكرانيا إيصال 13 مليون طن من الحبوب لـ40 دولة، متهما روسيا بتعمد الحد من حركة سفن تصدير الحبوب.
وأضاف زيلينسكي أن جهود بلاده الدبلوماسية والعسكرية تسهم في تحقيق أمن العالم، وأن حرب روسيا تسببت في أزمة غذاء عالمية تضررت منها الدول الفقيرة في العالم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في أعباء كبيرة للعالم، وإنه لا منتصر في الحرب ولا خاسر في السلام. وأضاف أن جهودنا ستستمر لحل الأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة ونقف في صف السلام. وأعلن أنه سيجري مباحثات الأحد المقبل مع رئيسي روسيا وأوكرانيا لمعالجة تباطؤ عمليات تصدير الحبوب.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا لا تخطط حاليا لضم المزيد من الأراضي، لكن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به لتحرير الأراضي التي تم ضمها، حسب تعبيره.
وأضاف بيسكوف أن موسكو ترى أن استعادة أوكرانيا شبه جزيرة القرم تمثل تهديدا مستمرا. وانتقد المتحدث باسم الكرملين تصريحات ألمانيا التي قالت إن أوكرانيا ليس عليها أن تقتصر على أراضيها في صراعها مع روسيا، وحذر بيسكوف من أن هذا سيوسع الصراع.
وقال الكرملين أمس الخميس إنه عازم على الأقل على تأمين الجزء الأكبر من الأراضي الواقعة في شرق وجنوب أوكرانيا التي أعلنت موسكو أنها جزء من روسيا، لكن بدا أنه تخلى عن الاستيلاء على أراض أخرى في الغرب والشمال الشرقي استعادت أوكرانيا السيطرة عليها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قواته ستطرد روسيا في النهاية من جميع الأراضي التي استولت عليها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وفي سياق آخر، قال زيلينسكي إن حكومته تعمل على رفع معدلات الإمداد الكهربائي بشكل مستمر، لكنه أكد صعوبة استعادة الإمداد الكهربائي بالكامل، كما كان قبل ما سماه “إرهاب الطاقة الروسي“.
ويتزامن ذلك مع جدول جديد لانقطاعات الكهرباء أعلنت عنه الجهات المختصة أمس الخميس لمواجهة تراجع الإمداد بعد الغارات الروسية الأخيرة.
في المقابل، قال الرئيس الروسي إن ضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا جاء ردا على استهداف الجيش الأوكراني جسر القرم وخطوط الكهرباء التابعة لمحطة كورسك النووية.
وندد بوتين خلال حفل تكريم عدد من العسكريين والضباط بموقف الدول الغربية التي اتهمها بغض الطرف عما يقوم به الجانب الأوكراني ضد بلاده.