لاعبو المنتخب المغربي وموت الغرب!

لاعبو المنتخب المغربي وموت الغرب!

مدريد عبد العلي جدوبي 

هل سينقرض الإنسان في الغرب خلال الحقب المقبلة؟ بعد أن يصبح المهاجرون والأعراق الأخرى يحكمون تلك البلدان؟ بعد فناء المجتمع الغربي بأكمله، ليس بفعل الحروب النووية، بل بفعل انقراض النوع البشري؟ بعد شرعنة الزواج بين المثليين، ونهاية ما يسمى بالأسرة الطبيعية التقليدية، وبفعل عزوف الشباب عن الزواج، وازدياد أعداد المسنين، وعمليات الانتحار (600 ألف محاولة إنتحار في أمريكا كل سنة)! والموت الرحيم، وإباحة الإجهاض، وطغيان الحركات اليسارية التي تعادي الأديان، وتنادي بالحرية الجسدية الجنسية المطلقة !

ومن المشاهد المثيرة للإشمئزاز، رؤية العاهل الاسباني وهو يستقبل رئيس وزراء لوكسمبورغ برفقة خليله (الزوجة) على هامش مؤتمر الناتو الأخير !!

كما قدم وزير النقل الأمريكي الجديد للرئيس بايدن خلال عملية التنصيب خليله المرافق(ة) له !

لقد تحولت مسألة المثلية الجنسية خلال العقدين الأخيرين، وبشكل متسارع من مسألة حقوق شخصية للأفراد، إلى أداة سياسية وإجتماعية بين النخب السياسية، فهناك عدد من الدول أصدرت تشريعات قانونية لحماية “حقوق” المثليين، بعد زيادة الضغوطات من منظمات مهتمة بهذا الموضوع، في حين ماتزال أخرى مترددة في مسألة الحسم الكلي في الموضوع، وطغت هذه المسألة على أمور مبدئية هي أكثر أهمية ومحورية..

فعملية إدارة الرأي حول المثلية ومن خلال وسائل الإعلام والحكومات الغربية، تسعى لإبقاء النقاش مستمرا حول هذا الموضوع، وهو أمر مقصود، الغاية منه هو التغطية على حقيقة الأهداف السياسية والتحكيمية ..

أوروبا تشهد كل عام تظاهرات حاشدة للمثليين، يطالبون فيها السلطات بتسريع سن قوانين لصالحهم، وعادة ما تتقدم تلك التظاهرات شخصيات تنتمي إلى مجالات الرياضة والفن والسياسة، أما  العديد من وسائل الإعلام فتجد في مثل هذه التظاهرات المادة الدسمة لتوسيع النقاش، وجعله متداولا  طوال السنة ..

تاريخيا بدأ الانقلاب في موقف الحضارات تجاه المثلية إبان انتشار المسيحية في أوروبا، حيث تسهل ملاحظة الثورة بوضوح في روما، ففي المكان نفسه الذي تم فيه تمجيد العلاقات الجنسية بين الرجال، سنت قوانين عقوبة الإعدام، وعقوبات أخرى قاسية ضد “الرجال” الذين تربطهم علاقات مثلية برجال آخرين.. وحتى منتصف القرن العشرين، كان للغرب دور في تفاقم معاملة المثليين، وفي العصر الحديث، قامت بريطانيا بحضر العلاقات الجنسية المثلية، ولوحظ بعد ذلك تراجع في عملية الحضر بعد اشتدت شوكة المنظمات المدافعة عن المثليين .

هناك شوائب كثيرة في هذا الشأن، أبرزها تقديس الفرد وجعله المركز وقطب الرحى، وجعل القيم والمبادئ والأخلاق أمرا هامشيا، لذا فالأنانية حاضرة وبقوة على المصلحة العامة، والحرية الفردية فوق سائر الحريات !!

هذا وقد لاحظ علماء الإجتماع أن الدعوة إلى حل الاسرة التقليدية، والعزوف عن الزواج بين رجل وإمرأة، يترك أثرا سلبيا على المجتمع، ويسبب في ظهور أمراض إجتماعية عديدة.. وينذر بإنهيار المجتمع بأكمله.

وحسب دراسة قام بها المركز الوطني البريطاني للبحث الاجتماعي، نشرتها صحيفة التلغراف البريطانية، ما يفيد بأن البريطانيين لم يعودوا ينظرون إلى الزواج بوصفه القاعدة الأساسية التي تبنى عليها الأسرة، كما أن الزواج لم يعد بالنسبة لثلث البريطانيين مختلفا عن طرق التعايش الأسري الأخرى! وأن مبررات هذا التوجه تؤيده الحكومة البريطانية مؤخرا لزواج المثليين وللأسرة القائمة على أحد الأبوين دون الآخر! إضافة إلى تزايد ظاهرة التعايش بالتراضي، وإحجام الحكومة عن تسجيع الزواج الطبيعي التقليدي .

من جانب آخر ، أثار إنتباهي رأي أحد الإعلاميين الألمان، عندما مجد العلاقات العائلية الحميمية بين أفراد لاعبي المنتخب المغربي المشارك في مونديال قطر  مع امهات بعضهم عند نهاية كل مباراة، إعتبر التحفيز المعنوي للأمهات هو من ساعد اللاعبين على الفوز.. وتساءل: متى سنشاهد نحن كذلك امهاتنا بمدرجات الملاعب؟ وزاد الإعلامي الألماني قائلا: هم تعلموا منا الكرة (يقصد اللاعبين المغاربة) ونحن يجب ان نتعلم منهم الاخلاق والرعاية بالوالدين، حتى لا نرمي بهم في الملاجئ !!

***

ملحوظة: أنصحبقراءة كتاب (موت الغرب) للكاتب الأمريكي   باتريك يوكانان .

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي