اليوم 292 للحرب: تأهب جوي في أوكرانيا … والكرملين يرفض مؤتمر السلام
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 292 للحرب، نقلت صحيفة التايمز عن جنرال بريطاني أن مشاة البحرية شاركوا في عمليات سرية بأوكرانيا ذات خطورة سياسية وعسكرية عالية، فيما تم الاعلان مساء اليوم عن حالة التأهب الجوي والتحذير من خطر هجمات روسية في معظم مناطق أوكرانيا.
من جهته، رفض الكرملين اليوم مقترح الرئيس الأوكراني لعقد مؤتمر دولي للسلام ورهن التوصل إلى تسوية بـ”تقبل أوكرانيا للحقائق الجديدة على الأرض”. وقال إنه ينبغي لأوكرانيا أن تأخذ في الحسبان “الحقائق” التي طرأت على الصراع الأوكراني حتى يكون هناك سلام بين الجانبين.
ورفض ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اقتراحا من 3 خطوات قدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإحلال السلام، مضيفا أن التقدم غير ممكن “بدون أخذ الحقائق في الحسبان”.
ميدانيا، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الروس قصفوا مقاطعة خيرسون خلال الساعات الماضية نحو 80 مرة. وكانت السلطات الأوكرانية في مقاطعة خيرسون قد قالت إن القصف الروسي على البنية التحتية والمناطق السكنية تسبب بانقطاعات كبيرة في الكهرباء والمياه والاتصالات.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن القوات الروسية استخدمت على ما يبدو ذخائر عنقودية في قصفها مناطق مأهولة بالمدنيين في خيرسون 3 مرات على الأقل منذ انسحابها من المدينة. وأضافت إن هذه الهجمات كانت جزءا من سلسلة هجمات على المدينة أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وأدت إلى إخلاء العديد من سكان المدينة، بما في ذلك المرضى من مستشفى خيرسون.
واتهمت الإدارة الموالية لروسيا من وصفتهم بالإرهابيين الأوكرانيين بمحاولة اغتيال أحد قادتها. وقالت أن فيتالي بوليوك النائب الأول لحاكم منطقة خيرسون الموالي لروسيا أصيب بجروح خطيرة وقتل سائقه نتيجة انفجار سيارة كانا يستقلانها.
وفي شرق أوكرانيا، تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف في مقاطعة دونيتسك، بينما أقر الطرفان بأن الوضع صعب في ساحة المعركة وزعم كل منهما النجاح في صد هجمات الطرف الآخر. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية، إن قواتها صدت هجمات للقوات الروسية في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك. وأكدت هيئة الأركان، أن قواتها استهدفت 6 مناطق تمركز للقوات الروسية قرب خط التماس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها تواصل عملياتها الهجومية في عدة محاور على جبهة دونيتسك، حيث صدت هجوما مضادا للقوات الأوكرانية. وأعلنت السلطات الموالية لروسيا في مدينة دونيتسك عن مقتل 4 مدنيين وجرح 4 آخرين نتيجة قصف صاروخي أوكراني استهدف المدينة خلال الساعات الماضية.
من جهته أعلن دينيس بوشيلين حاكم مقاطعة دونيتسك الموالي لروسيا عن السيطرة على أكثر من 50% من أراضي المقاطعة، وقال إن قواته تسعى لاستكمال السيطرة عليها.
وشهدت المنطقة قتالا عنيفا في الأسابيع القليلة الماضية ومن غير الواضح أي أجزاء دونيتسك تقع الآن تحت سيطرة روسيا وأيها تحت سيطرة أوكرانيا.
وفي زاباروجيا التي يتقاسم الجانبان السيطرة عليها، نفى الكرملين وجود أي أسلحة ثقيلة في محطة زاباروجيا النووية، والتي سيطرت عليها القوات الروسية في مارس ــــ آذار الماضي. وثمّن الكرملين ما سماه مستوى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن محطة زاباروجيا النووية.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وافقت على إرسال فرق دائمة إلى محطات البلاد النووية بما فيها زاباروجيا. وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي -عقب لقاء عقده في باريس مع مدير الوكالة رافايل غروسي- إن البعثات تهدف لتأمين المحطات وتسجيل جميع المحاولات الرامية للتأثير عليها من الخارج، خصوصا القصف الذي ينفذه “المعتدي الروسي“.
وأكد أن فرق الوكالة ستنتشر في محطات في زاباروجيا وروفنو وخميلنيتسكي وبيفينوكراينسكا وتشيرنوبيل، من دون تحديد جدول زمني.
وفي مجال الطاقة، عقد في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمرين لدعم أوكرانيا. ويهدف المؤتمر الأول الذي تشارك فيه 70 دولة ومنظمة دولية إلى تلبية احتياجات أوكرانيا لتجاوز فصل الشتاء، في حين يركز المؤتمر الثاني الثنائي بين فرنسا وأوكرانيا على مشاركة الشركات الفرنسية في إعادة إعمار أوكرانيا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمته بمؤتمر “التضامن مع أوكرانيا إن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية استثنائية بقيمة 76.5 مليون يورو تضاف إلى الـ200 مليون يورو التي سبق أن وعدت بها باريس.
وقدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده التي تضررت فيها البنى التحتية للطاقة بسبب الضربات الروسية بحاجة إلى 800 مليون يورو على الأقل كمساعدات طارئة لتلبية احتياجات السكان خلال فصل الشتاء. وقال زيلينسكي عبر الفيديو خلال افتتاح المؤتمر، نحتاج إلى عدة فئات من المحولات والمعدات المستخدمة لإصلاح شبكات التوتر العالي وتوربينات الغاز.
وفي بروكسل، عقد وزراء الطاقة الأوروبيون اجتماعا جديدا ضمن محاولة للاتفاق على سقف لأسعار الغاز، وذلك بعد إخفاقهم في التوصل إلى توافق خلال الشهور الماضية. ويعد هذا الاجتماع الخامس منذ صيف هذا العام ضمن محاولة لتقليل أسعار الكهرباء الأخيرة في الاتحاد الأوروبي.
ويأتي الاجتماع وسط انخفاض متزايد في درجات الحرارة في مختلف الدول الأوروبية، وصل هذا الأسبوع إلى ما بين 5 و10 درجات تحت الصفر.
وتشهد هذه الاجتماعات خلافات حول سقف السعر، حيث تعرض المفوضية الأوروبية سعر 225 دولارا للميغاوات، في حين ترغب 12 دولة أوروبية بينها بلجيكا وإيطاليا في خفضه إلى ما دون 200 دولار.
وأفادت مصادر أوروبية أن حزمة العقوبات التاسعة على روسيا ستشمل 144 شخصية، بينهم عسكريون وصحفيون وأصحاب وسائل إعلامية.
وذكرت أن العقوبات ستشمل 4 قادة لمجموعات عسكرية غير رسمية تابعة لموسكو وأشخاصا متهمين باختطاف أوكرانيين. وكشفت أن عدد الأفراد على قائمة العقوبات الروسية يصل إلى 1200 شخص من ضمنهم مسؤولون حكوميون ورجال أعمال. كما تشمل العقوبات تجميد أرصدة بنوك روسية وأخرى تستهدف أقارب للرئيس الشيشاني ومسؤولين حكوميين ومحافظي مقاطعات.
من جهته، رأى الوزراء الأوكراني دينيس شميكال، أنه يجب محاسبة إيران على تورطها في الحرب الأوكرانية. وقال إن إيران متواطئة في جرائم الحرب الروسية التي يجب محاسبة مرتكبيها.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو اليوم، أن خبراء أوكرانيين قدموا في اجتماع مع الجانب الإيراني أدلة “كافية” على إمداد روسيا بأسلحة إيرانية. وأضاف: “لدينا مئات الوقائع المسجلة عن قصف أراضي أوكرانيا بواسطة طائرات مسيرة إيرانية”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية.
كما أشار إلى أن الجانب الأوكراني أوضح في الاجتماع مع طهران، أن عواقب دعمها للحرب على أوكرانيا ستكون أكبر بكثير من فوائد تعاونها مع روسيا.
في المقابل، قال وزیر الدفاع الإيراني محمد رضا آشتیانی، إن الجانب الأوکراني لم یقدم خلال الاجتماع أي أدلة علی استخدام روسیا طائرات مسیرة إيرانية في الحرب، وفق ما نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
وكان مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة قال في وقت سابق، إن روسيا طلبت شراء مئات من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية من إيران، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
يشار إلى أن القوى الغربية تتهم إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة تستعملها في عمليتها العسكرية بأوكرانيا. وتستخدم موسكو بالفعل مئات من الطائرات المسيّرة “شاهد-136″، الإيرانية الصنع، غير أنها تنفي استخدام ما تسمى طائرات “كاميكازاي” المسيرة.
بينما أقرّت طهران في نوفمبر الفائت بإرسال طائرات مسيّرة إلى روسيا لكنها قالت إنها زودتها بها قبل بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.