“امنستي” تحذر من إعدام مغني الراب سامان ياسين … واحتجاجات الطلاب متواصلة

“امنستي” تحذر من إعدام مغني الراب سامان ياسين … واحتجاجات الطلاب متواصلة

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

حذرت منظمة العفو الدولية من احتمال “إعدام” مغني الراب والمتظاهر الإيراني المعتقل سامان ياسين بعد نقله من سجن إيفين إلى سجن رجائي شهر، ودعت إلى “إيقاف” و”إلغاء” هذا الحكم.

وأشارت في بيان امس، إلى أنه تم نقل سامان ياسين من سجن إيفين بطهران إلى سجن رجائي في كرج، وذكرت أن هذا النقل أثار القلق من أن حكم الإعدام الصادر بحقه قد تم تأكيده، وأن السلطات القضائية والأمنية تخطط لتنفيذه.

واعتقل سامان ياسين، مغني راب من كرمانشاه ومقيم في طهران من قبل قوات الأمن الإيرانية في منزله بطهران في 2 أكتوبر (تشرين الأول)، ونُقل إلى سجن إيفين بعد أيام قليلة من اعتقاله.

وأضافت منظمة العفو الدولية في بيانها أن سلطات القضاء في إيران انتزعت اعترافات قسرية من مغني الراب لـ”إطلاقه ثلاث طلقات بمسدس في الهواء” خلال الاحتجاجات، فاتهمته بـ”الحرابة”، وبعد أسابيع قليلة فقط من اعتقاله، حكم عليه “بالإعدام” في محاكمة صورية.

وأكدت منظمة العفو الدولية أنها تلقت معلومات تفيد بأنه من أجل الحصول على “اعترافات قسرية” من سامان ياسين، بالإضافة إلى الضرب المبرح لمغني الراب، عرّضه المحققون للبرد الشديد وأنواع أخرى من التعذيب. وقبل اعتقاله، دعم سامان ياسين الاحتجاجات على مستوى البلاد في منشوراته على “إنستغرام”، واحتج على سلطات نظام الجمهورية الإسلامية بأغاني الراب السياسية.

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن إصدار “حكم الإعدام” على سامان ياسين يعد “انتهاكًا للحق في الحياة” باعتباره أحد الحقوق الأساسية التي أكدت عليها اتفاقية حقوق الإنسان، وذكّرت بأن القوانين الدولية تحظر صراحة عقوبة الإعدام في قضايا أخرى غير القتل العمد. وأكدت أن على سلطات النظام الإيراني أن توقف فورًا أي خطط لإعدام سامان ياسين و”إلغاء” حكم الإعدام الصادر بحق مغني الراب هذا. وأضافت أن المعلومات المتوفرة حول “تعذيب” سامان ياسين “لانتزاع اعترافات قسرية” يجب التحقيق فيها ومحاسبة سلطات نظام الجمهورية الإسلامية في هذه القضية.

من جهة ثانية، شهدت مختلف المدن والجامعات الإيرانية، اليوم، تجمعات وشعارات للتنديد بإعدام النظام الإيراني للمتظاهرين واستخدام العنف لقمع الانتفاضة الشعبية للإيرانيين، رغم الانتشار الأمني المكثف لقوات القمع.

ففي مشهد، شمال شرقي إيران، منعت القوات الأمنية المواطنين الإيرانيين من الدخول إلى مراسيم تأبين الشاب المعدوم مجيد رضا رهنورد، فيما تجمع المحتجون أمام المسجد الذي تقام فيه المراسيم وقاموا برفع شعارات منددة بإجراءات النظام الإيراني.

وشهدت مدينة جوانرود بمحافظة كرمانشاه، غربي إيران، أجواء أمنية مشددة. وفي الوقت نفسه تجمع الطلاب في مختلف الجامعات الإيرانية واحتجوا على إعدام المعتقلين في الانتفاضة الشعبية.

بعد مرور يوم واحد على الإعدام المفاجئ للشاب رهنورد ودفنه دون إخطار أسرته، نظم المواطنون الإيرانيون تجمعات احتجوا خلالها على إعدام رهنورد، وقتل المحتجين من قبل النظام في إيران. وأغلقت عناصر الأمن الإيراني أبواب مسجد “فاطمة الزهراء” في مدينة مشهد ومنعت الناس من الدخول، حيث كان من المقرر إقامة مراسم تأبين مجيد رضا رهنورد، الذي أعدمه النظام قبل يومين.

وهتف الحاضرون أمام المسجد: “إذا لم نتحد فسيقتلوننا واحدا تلو الآخر”، و”كل هذه السنوات من الجريمة.. الموت لولاية الفقيه”.

وعقب الاحتجاجات التي شهدتها مدينة جوانرود، غربي إيران، مساء أمس، فرضت القوات منذ صباح اليوم أجواء أمنية في المدينة فيما تعطلت خطوط الهواتف والإنترنت. وتأتي هذه الأجواء بعدما تجمع أهالي المدينة فجر اليوم الثلاثاء أمام مبنى قائممقام جوانرود وطالبوا بإطلاق سراح رجل الدين السني سيف الله حسيني، الذي اعتقلته القوات الأمنية بعد اقتحام منزله وكسر يد زوجته، بحسب مصادر في كردستان.

ونظم طلاب جامعة “سوره” بطهران تجمعات احتجاجا على أحكام الإعدام الصادرة ضد المتظاهرين المعتقلين. وجاءت تجمعاتهم هذه على الرغم من الأجواء الأمنية ومصادرة البطاقات الشخصية والهواتف المحمولة لعدد من الطلبة.

ورفع الطلاب شعارات مثل: “أخذوا محسن وسلمونا جثمانه”، و”أخي الشهيد سأنتقم لك”، و”كلنا معا.. وعليكم أن تخافوا منا”.

كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من كتابة جداريات وشعارات احتجاجا على أحكام الإعدام والقمع الواسع في عدد من الجامعات. وأظهرت صور حركة احتجاجية على لوحة إعلانات الباسيح في جامعة طهران، حيث قام الطلاب المحتجون بتعليق صور الشابة مهسا أميني وغيرها من الضحايا الذين سقطوا في الانتفاضة الشعبية.

كما قام طلاب كلية الآداب بجامعة “بهشتي” في طهران بكتابة جداريات في الجامعة احتجاجا على أحكام الإعدام، وتعليق الاستاذ محمد راغب بهذه الكلية عن العمل. وفي كلية الهندسة بهذه الجامعة، قام الطلاب بتعليق حبال الإعدام في الجامعة تعبيرا عن احتجاجهم على عمليات الإعدام الواسعة في إيران.

كما انتشرت صور من السكن الطلابي للبنات بجامعة “دامغان”، شمالي إيران، يظهر تلطيخ الطالبات جدار السكن باللون الأحمر للتعبير عن احتجاجهن ضد القمع والإعدام.

وتزامنا مع الزيادة المستمرة للأسعار في سوق العملات والذهب وتسجيل أرقام قياسية جديدة في تدهور العملة الإيرانية أمام الدولار الأميركي، أفادت وسائل الإعلام في إيران بطلب استقالة رئيس البنك المركزي.

وأفادت تقارير إعلامية إيرانية أن سعر الدولار في سوق الصرف الأجنبي، تجاوز 38 ألف تومان، وبلغ سعر العملة الذهبية أكثر من 19 مليون تومان، اليوم.

وردًا على ارتفاع سعر الدولار في إيران، خاطب رمضان علي سنكدويني، عضو لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، المسؤولين الحكوميين، يوم الثلاثاء، قائلًا: “السيد رئيسي، وزير الاقتصاد، محافظ البنك المركزي، هل تعلمون أن سعر الدولار وصل إلى 38 ألف تومان؟ ما الخبر؟ ماذا يجب أن يفعل الناس؟ وأضاف في خطابه أمام البرلمان: “ارتفاع أسعار السلع وما تحتاجه الأسرة وإغلاق البنوك للقروض الصغيرة للمواطنين، ما هذا الوضع الذي خلفتموه للناس؟ الناس بحاجة إلى قروض صغيرة. يواجه الناس مشاكل في استئجار المساكن”.

في الوقت نفسه، أعلن عبد الناصر همتي، الرئيس السابق للبنك المركزي الإيراني، أنه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) انخفضت القوة الشرائية للمواطنين بنسبة 20% في أقل من ثلاثة أشهر.

يذكر أن الزيادة في الأسعار لا تقتصر على أسواق العملات والذهب فقط. فقد أفاد البنك المركزي، في الآونة الأخيرة، أن أسعار المساكن في طهران ارتفعت بنسبة 6.8% في نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بالشهر السابق وبنسبة 45.9% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وبحسب هذا التقرير، بلغ متوسط سعر المتر المربع من المساكن في طهران 46 مليون و70 ألف تومان.

في الأيام الأخيرة، كتبت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أن مسعود مير كاظمي، رئيس منظمة التخطيط والميزانية، يعتزم الاستقالة من هذا المنصب، وقال إنه سيترك الحكومة بعد عرض موازنة العام المقبل والموافقة عليها. كما ترددت شائعات عن استقالة علي صالح آبادي من رئاسة البنك المركزي، وهو ما نفاه بنفسه.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة