أهداني خوخة ومات
أفق : يكتبه صدوق نورالدين
1/
نشر الراحل أحمد صبري (1939/2022) فاتحة أعماله الأدبية في (1967). كانت ديوانه “أهداني خوخة ومات”. لم يكتب في جنس الشعر، وإنما القصة، مثلما ترجم إحدى روايات إدمون عمران المالح. كان يؤثر القول المليح عوض المالح. و الواقع أن شهرته رياضيا تدوولت بشكل واسع، خاصة تحليلاته المطولة التي حرص على نشرها على صفحات جريدة “المحرر”، وكنا نقرأها من دون أن نفهم في الشأن الرياضي شيئا، دون الغفل عن كونه اشتغل مدربا.
2/
أذكر في إحدى دورات مؤتمر اتحاد كتاب المغرب في الزمن العاصف، وبات حنينا إليه أقوى، أن فيلسوف الشخصانية محمد عزيز الحبابي (1922/1993)، وكنت أراه لأول مرة، أقدم على تدخل تحسر فيه على غياب أدباء وكتاب عن حضور المؤتمر، وختم بالإشارة لديوان الراحل أحمد صبري “أهداني خوخة ومات”. ولعل في الإشارة بلاغة قوية.
3/
حين رأس الراحل فرع اتحاد كتاب المغرب بالدار البيضاء، كانت له فضيلة الانفتاح على الفنانين. ويحضرني أنه وهو يعلن افتتاح أنشطة الفرع دعا إليه الفنان الكبير عبد الهادي بلخياط، وكان يقف بالقرب منه الروائي الراحل محمد زفزاف. ذات التوجه نحاه صديق العمر القاص والروائي محمد صوف، حيث حضر المسرحيون (عبد القادر البدوي، عبد الرزاق البدوي ونعيمة إلياس) حفل قراءة وتوقيع رواية الراحل عبد الكريم غلاب “الشيخوخة الظالمة” (دار الثقافة/1999).
والراحل يمازح محمد زفزاف، ألمح إلى أن العشاء سيكون بفندق من أكبر فنادق العاصمة الاقتصادية. ضحك زفزاف و هو يدرك وضعية الاتحاد المالية.
4/
لم يكن وسط مدينة الدارالبيضاء يخطىء صورة الراحل أحمد صبري (منتصفات) النهار جميعها. هكذا رأيته في الثمانينيات وبداية التسعينيات. يؤثر عدم تناول وجبة الغذاء في وقتها المحدد. ويفضل الانزواء في المقهى الموجه لـ”لاكوميدي”. أمامه كأس حليب، ونثرت في صحن أبيض حبات اللوز، وهو منهمك في تسويد الصفحات أو مطالعة الجرائد الرياضية الفرنسية.
5/
رحل أحمد صبري.
رحل بعدما “أهداني خوخة ومات”./.