اليوم 321 للحرب: تناقض في المعلومات حول سقوط سوليدار .. ودبابات بريطانية قد تغير المعادلة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 321 للحرب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية لا تزال متواصلة في سوليدار بعد ساعات على إعلان مجموعة فاغنر المسلحة السيطرة على هذه المدينة الواقعة في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا، أما كييف فأكدت أن ما ينشره الروس عن سقوط سوليدار غير صحيح.
هذا وأجرى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الأربعاء، تعيينات جديدة على قيادة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. فقد تم تعيين رئيس هيئة الأركان العامة، فاليري غيراسيموف، قائداً للمجموعة المشتركة للقوات في منطقة العمليات الخاصة، وفق وزارة الدفاع. أما نوابه فهم القائد العام للقوات الجوية ولواء الجيش سيرغي سوروفيكين، والقائد العام للقوات البرية ولواء الجيش أوليغ ساليوكوف، ونائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، العقيد ألكسي كيم.
وكان مالك شركة “فاغنر” يفغيني بريغوجين أعلن أن قواته سيطرت على كامل مدينة سوليدار الإستراتيجية، وإن القتال لا يزال مستمرا في وسط المدينة مع بعض القوات الأوكرانية المحاصرة.
ونشرت وسائل إعلام روسية صورة قالت إنها لمالك شركة “فاغنر” بريغوجين برفقة مقاتلين داخل أحد أنفاق المناجم في مدينة سوليدار. ومن جانبها، ذكرت وكالة “ريا نوفوستي” أن الصورة تخص أحد مناجم الملح.
وكانت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا قالت إن قوات مجموعة فاغنر بدأت تمشيط المدينة الإستراتيجية بعد سيطرتها كليا عليها، وأضافت أن نحو 500 عسكري أوكراني ما زالوا محاصرين داخل مدينة سوليدار.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية لا تزال متواصلة في سوليدار، وأوضحت في بيان أن “وحدات مجوقلة (محمولة جوا) عطلت الوصول إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية من سوليدار“. وقالت إن “القوات الجوية الروسية تضرب معاقل العدو، ووحدات هجومية تقاتل في المدينة”، بينما تحاول القوات الروسية منذ أسابيع السيطرة على هذه المدينة الصغيرة الواقعة في منطقة دونيتسك.
وأكد الكرملين أهمية عدم “التسرع” في إعلان الانتصار في سوليدار، وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف “دعونا لا نتسرع، لننتظر الإعلانات الرسمية”، مضيفا أن هناك “ديناميكية إيجابية في التقدم” في سوليدار، ورأى أن “النجاحات التكتيكية مهمة جدا بالطبع”.
بدورها، قالت القوات الأوكرانية إن ما ينشره الروس عن سقوط سوليدار غير صحيح وقيادة العمليات ستنشر بيانا بشأن التطورات هناك.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن الجيش الأوكراني ما زال يدافع عن مواقعه في سوليدار، مؤكدة أن الجيش الروسي يواصل القتال رغم الخسائر الضخمة.
كما قالت قيادة العمليات الأوكرانية إن مدينة سوليدار لا تزال صامدة والقتال مستمر بين الأبنية وفي الشوارع، مضيفة أن الجيش الأوكراني لا يكتفي بالدفاع عن سوليدار بل يشن هجمات معاكسة على القوات الروسية.
من جهته، قال زعيم دونيتسك الموالي لروسيا دينيس بوشلين إن “تحرير سوليدار يفتح الطريق أمام تحرير كامل الأراضي في دونباس”.
وأضاف أن السيطرة على سوليدار نقطة تحول في طريق إكمال بسط السيطرة على كل الأراضي، مؤكدا أن “تحرير” هذه المدينة مع باخموت وسيفيرسك سيمكن القوات الروسية من تدمير خط المواجهة على طول جبهة دونباس.
كما قالت قوات دونيتسك الموالية لروسيا إنها سيطرت أيضا على قرية بودغورودنوي جنوبي غرب سوليدار.
من ناحيته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صعوبة الوضع في جبهة دونيتسك.
في غضون ذلك، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها شنّت في الساعات الماضية نحو 20 غارة جوية على مواقع تمركز القوات الروسية وأنظمتها على طول الجبهات المحتدمة في أوكرانيا.
وأضافت هيئة الأركان أن المدفعية الأوكرانية قصفت 3 نقاط سيطرة روسية و10 مواقع للأفراد والعتاد الروسي.
وأشار بيان الهيئة إلى شن القوات الروسية 16 غارة جوية على البنية التحتية المدنية في خيرسون وزاباروجيا وخاركيف ودونيتسك خلال 24 ساعة الماضية.
وقال حاكم مقاطعة خاركيف أوليغ سينهوبوف إن الجيش الروسي قصف مدينة خاركيف عاصمة المقاطعة بعد وقت قصير من الإعلان عن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للمدينة أمس. وأضاف أن القصف استهدف أحياء سكنية ومصنعا للألعاب النارية على نحو أدى إلى اشتعال الحرائق فيه، كما أشار إلى أن الجيش الروسي قصف أكثر من 20 مرة مدنا في المقاطعة أبرزها مدينة كوبيانسك في الجنوب.
من ناحيتها، قالت السلطات المحلية في إقليم دونباس جنوب شرقي أوكرانيا إن قصفًا روسيًّا استهدف مدن كوستانتينيفكا وكراماتورسك وسلوفيانسك في الساعات الماضية، وأضاف مراسل الجزيرة أن القصف تسبب في انفجارات أوقعت أضرارًا مادية.
على صعيد آخر، قالت مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا إنها قدمت مقترحات مهمة بشأن وقف إطلاق النار خلال لقائها أمس الثلاثاء نظيريها الأوكراني والتركي في تركيا.
وقالت موسكالوكوفا إن وقف إطلاق النار في أوكرانيا ضروري لإنهاء خروق حقوق الإنسان ومنها الحق في الحياة، حسب تعبيرها.
من جهته، قال مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينتس على مواقع التواصل الاجتماعي إن المندوبين “بحثا في مجموعة واسعة من الملفات الإنسانية والحالات المتعلقة بتقديم مساعدة في مجال حقوق الإنسان لمواطني البلدين“.
أما الكرملين فقال في بيان إن موقف أوكرانيا والغرب لا يسمح بإجراء محادثات بشأن أوكرانيا في هذا الوقت، لكنه أشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “منفتح على إجراء محادثات بشأن أوكرانيا“.
وأضاف الكرملين أن موسكو تفضل تحقيق أهدافها في أوكرانيا بالوسائل السياسية والدبلوماسية، حسب البيان.
على صعيد آخر، قال أناتولي أنتينوف السفير الروسي في واشنطن، في تغريدة على تويتر، إن تدريب وزارة الدفاع الأميركية قوات أوكرانية على منظومة باتريوت في قاعدة بولاية أوكلاهوما يؤكد مشاركتها فعليا في النزاع إلى جانب من وصفهم بالنازيين في كييف.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت في وقت سابق أن تدريب القوات الأوكرانية على منظومة باتريوت الصاروخية للدفاع الجوي سيبدأ الأسبوع المقبل في قاعدة فورت سيل بولاية أوكلاهوما الأميركية.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون بات ريدر عزم واشنطن تسريع التدريب ليستغرق بضعة أشهر بدلا من عام كامل، مشيرا إلى أن واشنطن ستسلم منظومة الباتريوت لكييف بعد انتهاء التدريبات.
من جانب آخر، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤولين أميركيين كبار أن الولايات المتحدة غيرت بشكل جوهري نوعية الأسلحة المقدمة لأوكرانيا. وقال المسؤولون إن الأسلحة المقدمة لأوكرانيا ستمنحها قدرة أكبر بكثير.
من ناحيته، قال المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودلياك إن تدريب القوات الأوكرانية على أنظمة باتريوت التي ستحصل عليها من الولايات المتحدة وألمانيا سيستمر 3 أشهر. وأضاف بودلياك في مقابلة أن تلك الأنظمة ستكون عنصرا أساسيا في نظام الدفاع الجوي الأوكراني في المستقبل.
في إطار آخر، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن دول الاتحاد تحتاج لتقوية إمكانياتها الدفاعية، معتبرة أن وجود أوروبا قوية شيء إيجابي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضافت فون دير لاين في مؤتمر صحفي مشترك عقدته مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في بروكسل أن علاقات الاتحاد مع الناتو تعززت والتعاون بين المنظومتين وصل لمستويات عالية وسط تحديات تهدد القيم والمبادئ المشتركة للجانبين. كما أعلنت إطلاق قوة مشتركة بشأن البنية التحتية المهمة تعمل على المواصلات والطاقة والفضاء والتكنولوجيا.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو إن شراكة الحلف مع الاتحاد الأوروبي باتت أهم من أي وقت مضى، بالنظر لتغيير اجتياح روسيا لأوكرانيا التحديات في المنطقة.
على صعيد آخر، قال مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني ديمتري لوبينيتس إنه اجتمع الليلة الماضية في العاصمة التركية أنقرة مع مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا وبحضور مفوض حقوق الإنسان التركي لبحث القضايا الإنسانية العالقة بين البلدين لا سيما ملف الأسرى.
ونقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن لوبينيتس أن الاجتماع ناقش الحالات المتعلقة بتقديم المساعدة لمواطني البلدين، وتبادل مقترحات محددة.
وأكد المفوض الأوكراني أن الهدف من الاجتماع هو عودة أسرى الحرب من العسكريين الأوكرانيين والعمل على استعادة المدنيين العالقين في المناطق الأوكرانية التي تخضع للسيطرة الروسية.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة “تلغراف” في افتتاحية اليوم أن بريطانيا تستعد لإرسال دبابات “تشالنجر 2” إلى أوكرانيا، وقالت إنها إذا فعلت فسيمثل ذلك تصعيدا كبيرا في الدعم العسكري الغربي لكييف.
<
p style=”text-align: justify;”>وقالت إن إرسال الدبابات والأسلحة المناسبة الأخرى إلى أوكرانيا سيطمئن كييف، فيما يبعث رسالة واضحة إلى موسكو بأن بريطانيا وحلفاءها لا يزالون ملتزمين بمقاومة العدوان الروسي. وأضافت أنه لا ينبغي للغرب أن يخجل من تسريع هزيمة روسيا.