اليوم 329 للحرب: مساعدات عسكرية غير مسبوقة من عشر لكييف
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 329 للحرب، قررت 10 دول، بينها بريطانيا وإستونيا ودول أخرى، السعي بشكل جماعي لتقديم مساعدات غير مسبوقة لأوكرانيا تتضمن دبابات، وحث الحلفاء الآخرين على اتباع النهج نفسه، والمساهمة بحزم مساعدات لدعم أوكرانيا.
وقالت الدانمارك إنها ستتبرع لأوكرانيا بنحو 19 منظومة مدفعية هاوتزر من طراز (قيصر) فرنسية الصنع تلبية لرغبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الرغم من أن ذلك سيؤثر على العتاد العسكري في الدولة الواقعة شمال أوروبا.
وكانت كييف طلبت الشهر الماضي من كوبنهاغن تزويدها بأنظمة أسلحة، مما أثار جدلا في الدانمارك حول ما إذا كانت البلاد قادرة على التبرع بالمدفعية التي تشتد الحاجة إليها في الوقت الذي تسعى فيه إلى إعادة بناء ترسانتها من الأسلحة.
وكشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس عن جولات تدريب للجنود الأوكرانيين بدعم من عدد من الدول، مؤكدا استمرار جهود بلاده في تقديم الدعم لأوكرانيا. وقال والاس إن الهدف الآن أضحى إخراج القوات الروسية من أوكرانيا واستعادة أوكرانيا لسيادتها، معلنا أن لندن سترسل مدرعات وآلاف الذخائر وصواريخ “ستكون مهمة جدا في دعم أوكرانيا”.
وكانت أوكرانيا دعت حلفاءها الغربيين إلى تعزيز شحنات الأسلحة الموجهة إليها “بشكل كبير” لمواجهة الجيش الروسي، وقد ذكرت على وجه الخصوص 12 دولة، من بينها تركيا وألمانيا، على أمل الحصول على دبابات ليوبارد التي تطالب بها منذ فترة.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في بيان مشترك مع وزير الخارجية دميترو كوليبا، “نوجه نداء إلى كل الدول الشريكة التي سبق أن قدمت مساعدة عسكرية أو تدرس هذه الإمكانية، ندعوها فيه إلى تعزيز مساهمتها بشكل كبير”.
من جهتها، توقعت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن تتجه روسيا لاستخدام عدد صغير من دباباتها القتالية الجديدة “تي-14 أرماتا” (T-14 Armata) في أوكرانيا لأغراض وصفتها بالدعائية.
وذكرت في منشور على تويتر أن هذا النوع من الدبابات قد رصد في منطقة تدريب جنوبي روسيا أواخر ديسمبر ــــ كانون الأول الماضي.
ورجحت أن يكون نشر هذه الدبابات قرارا عالي المخاطر بالنسبة لروسيا، مشيرة إلى أن برنامج إنتاجها واجه عراقيل التأخير وتقليل حجم الأسطول المخطط له، إضافة إلى مشاكل التصنيع. وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن هناك تحديا آخر لروسيا يتمثل في الجانب اللوجستي، لأن هذه الدبابات الجديدة أكبر وأثقل من الدبابات الروسية الأخرى.
كما قررت السويد تزويد أوكرانيا بمدافع آرتشر المتنقلة والحديثة، الطويلة المدى، التي تطالب بها كييف منذ أشهر عدة، وفقا لما أعلنه رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون.
وعقب اجتماع للحكومة السويدية، كشف كريسترسون في مؤتمر صحفي عن “أول قرار لبدء تسليم أنظمة مدفعية من طراز آرتشر إلى أوكرانيا”.
في المقابل، حذر الكرملين من أن تزويد الدول الغربية أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى قادرة على استهداف عمق الأراضي الروسية سيؤدي إلى تصعيد خطر في النزاع المسلح بين موسكو وكييف. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن “هذا الأمر قد يكون خطرا جدا. وسيعني ذلك أن النزاع سينتقل إلى مستوى جديد لا يبشر بالخير للأمن الأوروبي”.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إن واشنطن تعتقد أن كييف بحاجة لأسلحة تمكنها من استهداف شبه جزيرة القرم، وإن واشنطن لم تقل إن القرم يجب أن تكون خارج نطاق الضربات الأوكرانية.
وأضافت أن حلفاء واشنطن يرغبون في تغيير ديناميكية الحرب في أوكرانيا من خلال تزويد كييف بأسلحة جديدة.
بينما أوضح السفير الروسي لدى واشنطن أن موسكو سترد على أي هجمات بأسلحة أميركية قد تستخدم في مهاجمة القرم.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إنّ بلاده تسعى لاستعادة شبه جزيرة القرم التي أعلنت روسيا ضمّها في عام 2014.
واكد في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي “هدفنا هو تحرير كلّ أراضينا”، وأضاف “القرم أرضنا وبحرنا وجبالنا. أعطونا أسلحتكم وسنستعيد أرضنا”.
من جهة ثانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن التحقيقات تبحث “فرضيات” عدة وراء تحطم مروحية وزير الداخلية الأوكراني في ضواحي كييف أمس الأربعاء.
وقال إن “التحقيقات جارية. يتم بحث فرضيات عدة، ولست مخوّلا بالحديث عن الفرضيات المختلفة حتى انتهاء التحقيقات”.
وقال مصدر حكومي في برلين لوكالة رويترز إن ألمانيا سترسل دبابات محلية الصنع إلى أوكرانيا إذا وافقت الولايات المتحدة على القيام بالمثل.
وطلبت أوكرانيا تزويدها بأسلحة غربية حديثة، خاصة دبابات المعارك الثقيلة، حتى تتمكن من استعادة الزخم بعد تحقيق بعض النجاحات في ساحة المعركة في النصف الثاني من عام 2022 في مواجهة القوات الروسية.
وانتقد الرئيس الأوكراني تردّد ألمانيا في تزويد أوكرانيا بدباباتها الحديثة من طراز ليوبارد، في ظلّ تقارير تفيد بأن برلين لن تزوّد كييف بهذه الدبابات إلا إذا قامت واشنطن بتزويدها بدباباتها من طراز أبرامز.
وقال زيلينسكي “هناك أوقات يجب ألا نتردّد فيها أو نقارن. عندما يقول أحدهم سأعطي دبابات إذا فعل ذلك طرف آخر، لا أعتقد أن هذه الإستراتيجية الصحيحة التي يجب اتباعها”.
واعتبر ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن “هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حربا نووية”.
وكتب ميدفيديف، في منشور على تليغرام للتعليق على دعم حلف شمال الأطلسي (ناتو) للجيش الأوكراني، إن “القوى النووية لا تخسر أبدا في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها”.
ميدانيا، شن الجيش الاوكراني غارات جوية على مواقع روسية داخل أوكرانيا وموسكو تستهدف خيرسون وزاباروجيا
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها الجوية نفذت خلال الساعات الماضية 16 غارة على مواقع تمركز القوات الروسية وأنظمتها الصاروخية داخل الأراضي الأوكرانية، كما دمرت مدفعيتها 3 نقاط سيطرة و5 مناطق لتمركز الأفراد والعتاد ومستودعات للذخيرة الروسية، إضافة إلى إسقاطها مروحية روسية من طراز “كيه إيه-52” (KA-52).. وأكدت الهيئة أن الروس شنوا خلال أمس الأربعاء 25 غارة جوية وأكثر من 85 رشقة صاروخية على مقاطعات عدة، مستهدفين بشكل أساسي عشرات البلدات والأحياء السكنية في خيرسون وزاباروجيا جنوبي البلاد. وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية صدت طوال أمس هجمات روسية على أكثر من جبهة ومحور، ولا سيما في شرق البلاد.
ومن دافوس، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى إجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال: “من المهم أن نحافظ على الاتصال مع بوتين أيضا”. وأضاف “أدعو بقوة إلى أن تأخذ الحكومتان الفرنسية والألمانية -على سبيل المثال- زمام المبادرة هنا”.
وأشار إلى أن ذلك سيكون مثل العودة إلى المحادثات التي تضم ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا، في صيغة “نورماندي” التي أنشئت قبل اندلاع الحرب. وأوضح سانشيز أن دولا أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي ستدعم باريس وبرلين في مثل هذه المبادرة.
وردا على سؤال عما إذا كان بوتين قد يفسر استعداده للتحدث من جانب الغرب على أنه “ضعف”، أجاب: “لا، لا أعتقد ذلك”.
هذا ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن تضع اللمسات الأخيرة لحزمة ضخمة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.6 مليار دولار تقريبا. وقال مصدر مطلع لشبكة “سي إن إن” (CNN) إن حزمة المساعدات الجديدة لم يتم الانتهاء منها بعد، لكنها قد تأتي قبل نهاية الأسبوع.
وستشمل المساعدات الجديدة -وهي واحدة من أكبر الحزم التي يتم الإعلان عنها منذ بدء الحرب في فبراير ـــــ شباط الماضي، المزيد من مركبات برادلي القتالية المدرعة، وفقا للمصدر.
وإلى جانب مركبات سترايكر، فإن هذا يمثل تصعيدا كبيرا في المركبات المدرعة التي التزمت بها الولايات المتحدة لأوكرانيا في معركتها ضد روسيا، حسب سي إن إن.
وعندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تستعد للإعلان عن حزمة أمنية أخرى لأوكرانيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس لشبكة سي إن إن: “ترقبوا”.
<
p style=”text-align: justify;”>