اعتصام النواب أمل أم خيبة؟ رئيس “سيد” أو تحت إمرة “السيد”؟!
سمير سكاف
قد يتحطم المجتمع اللبناني بأكمله مع السقوط الحر المرتقب، إذ أصبح سعر صرف الدولار “أثقالاً وقيوداً” تشد اللبنانيين نحو الغرق والاختناق. ويصبح الخوف على الكيان أكبر من الخوف على الواقع. في هذه الظروف، تفوقت حركة القاضي طارق بيطار شعبياً وإعلامياً على الاعتصام النيابي. وبدأ الغليان الشعبي يُترجم بتحركات في الشارع ستتصاعد كل يوم. وانتخاب الرئيس خطوة ضرورية من مئات الخطوات المطلوبة. لكن، ليس المطلوب انتخاب رئيس لمجرد الانتخاب أو للإتيان به على قياس تحالفات حزب الله، بل رئيساً للوطن!
في ظروف تشبه “نهاية الأزمنة”، يشكل اعتصام النواب في المجلس النيابي تحريكاً للمياه الراكدة، ولكن هل يعطي الثمار المرجوة أم إنه سيرتد صفعة للّبنانيين؟ هل يحقق إنجازاً في انتخاب رئيس أم إنه سيصل الى حائط مسدود؟ هل يرفع منسوب الأمل أم يرفع منسوب الخيبة؟
نقاط ضعف الاعتصام النيابي
إن عفوية الاعتصام “المنفِّذ للدستور” واكبها عدم التنسيق مع الآخرين في داخل البرلمان، كما في خارجه، ما يعني أنه غير قادر على الاستقطاب الشعبي بالمعنى “الجماهيري”، على الرغم من التعاطف الكبير معه. فيما يقوم البعض بتحويله (في القسم الخارجي) الى مسرح إعلامي لا يخدم القضية المحقة. وكذلك، “ما بتمشي” مع عدد من النواب وعدد كبير من الناشطين “نحن نازلين الحقونا” أو “نحن اعتصمنا الحقونا”.
إن التعاطف النيابي مع الاعتصام يتمحور بشكل أساسي حول مجموعة من النواب المستقلين ونواب الكتائب تضم حوالى 25 الى 30 نائباً، أي ربع عدد أعضاء المجلس النيابي تقريباً. مع إمكانية ارتفاع العدد الى أكثر من النصف إذا ما اتخذت القوات وأيضاً الاشتراكي موقفاً أكثر صراحة. ولكن مشاركة الأخيرين الواسعة مشروطة بالتزام نواب التغيير بوحدة الموقف حول مرشح واحد، هو ميشال معوض في هذه المرحلة.
وقد يفقد الاعتصام أفقه إذا ما رفضت المجموعة “الممانعة” من التغييرين التوحد مع معارضي حزب الله خلف مرشح وحيد! لا بل إن البعض بدأ بتوجيه الاتهام لهم بنقل الأكثرية عملياً الى “الحزب” وحلفائه، متسائلاً ما هو الأخطر أن يعيش الوطن الفراغ أم يجري تمديد للعهد السابق؟ وهل يتحول عندها أمل انتخاب رئيس “سيد” (سيادي) الى انتخاب رئيس تحت إمرة “السيد”؟ وبالتالي، الى خيبة أمل لدى غالبية اللبنانيين؟ عندها، يتحول الاعتصام من صفعة وعي وتوعية للمجلس النيابي الى صفعة لكل اللبنانيين، لكن الخطر الأكبر يأتي من تراجع إمكانية انتخاب رئيس “عالبارد”، في حين قد ينتظر الانتخاب هذا حركة عنفية أو تلون الأرض بالأحمر.
<
p style=”text-align: justify;”>الخطوة الأولى في الاعتصام جيدة إذا ما لحقتها خطوة ثانية فعّالة و”دعسه ناقصه” إذا ما كانت يتيمة. فالاعتصام للاعتصام، وللدفع بانتخاب رئيس “ما” فقط، لا جدوى منه، متى الخطوة التالية إذن؟