عداد قتلى الزلزال يصل الى 9600 .. والموت يوحد السوريين
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا اول من امس، إلى أكثر من 9600، اليوم الأربعاء، فيما بلغ عدد المصابين نحو 38 ألفا.
فقد أعلن مسؤولون وعاملون طبيون، أن 7108 أشخاص قضوا في تركيا، و2547 في سوريا، فيما لا يزال عناصر الإنقاذ يحاولون العثور على ناجين عالقين تحت الأنقاض.
وأعلنت إدارة الكوارث التركية نصب 50,818 خيمة لإيواء الأسر في مناطق الزلزال، بينما عملت طائرات الجيش التركي على نقل عدد من المصابين في أضنة وملاطية إلى مدينة إسطنبول.
من جهته، أعلن وزير البيئة التركي أن 684 هزة ارتدادية، وقعت حتى الآن في جنوبي البلاد. وفيما ارتفعت في شمال غربي سوريا، أصوات العديد من المنظمات المحلية مؤخراً مطالبة بالمساعدة، لاسيما في غياب أي آليات كبيرة ووسائل تقنية حديثة للمساعدة في البحث عن ناجين.
وتحدث مراسلون صحفيون عن نقص شديد في المستلزمات الطبية ومراكز الإيواء في حلب. كما أكدت أن عائلات كثيرة لا تزال عالقة تحت الركام في تلك المدينة. ولم تصل أي مساعدات إغاثية حتى الآن إلى الشمال السوري.
يأتي هذا فيما تستمر جهود الإنقاذ في كل من البلدين بحثا عن ناجين تحت الأنقاض على الرغم من تراجع الأمل كلما تقدم الوقت في العثور على أحياء. فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تتوقع الأسوأ، وتخشى أن تكون “الحصيلة أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى”.
واوردت رويترز تحقيقا من سوريا وصفت فيه الاوضاع جانبي خط المواجهة في الحرب الأهلية السورية، واشارت الى صورة معبرة رجل يرتدي زيا عسكريا حمل جثة هامدة لطفل من تحت أنقاض مبنى مدمر في مدينة حماة التي تسيطر عليها حكومة النظام. فيما حمل عبر الجانب الآخر، عامل إنقاذ من الدفاع المدني يرتدي سترة باللونين الأسود والأصفر فتاة صغيرة ترتجف لكنها على قيد الحياة، من بين أنقاض منزلها في أعزاز التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وقاللت “إلا أن هذا المشهد ليس يتيماً في تلك المأساة، فقد تجلت العديد من المشاهد المماثلة خلال الساعات التالية للزلزال الذي ألحق دمارا هائلاً.
بيد أن الزي الرسمي حدد بوضوح رجال الإنقاذ على طرفي الصراع الذي قسم البلاد”.
وقال رمضان سليمان (28 عاماً) “الزلزال هز مناطق المعارضة والنظام على السواء، وأنا أؤيد الثورة السورية من كل قلبي، لكني أهتم بأهلي”، معبرا عن تعاطفه مع المدنيين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وأضاف الشاب الذي نزح إلى إدلب من دير الزور في شرق سوريا خلال الحرب، لرويترز “أنا إنسان، إنهم بشر، نتعاطف مع الموجودين في تركيا، ونشعر بالشيء نفسه عندما يحدث ذلك في أماكن أخرى مثل أوروبا. هذه هي الإنسانية“.
وفي مدينة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، عبر يوسف حبوش عن أسفه لأن الزلزال أجبر كثيرين على ترك منازلهم مرة أخرى. وقال الرجل الذي فر من دمشق في ذروة الصراع “علاوة على النزوح من بلداتنا وبعد أن وجدنا أخيرا منازل، نواجه الآن نزوحا آخر“.
أما على الجانب الآخر، فقال حسن حسين من مدينة طرطوس الساحلية التي تعتبر معقلاً للنظام “هذا آخر ما كنا ننتظره. إنها دولة يسكنها الموت“.
وفي جبال اللاذقية بالقرب من مسقط رأس بشار الأسد، أكد السكان أن العديد من المباني انهارت، وأن هناك الكثير من القتلى. في حين شدد ساكن يدعى أبو حميد على أنه شعر “بالقرب من سوريين آخرين ومنهم الموجودون في المناطق التي تسيطر عليها المعاضة.” وقال “قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ وقت طويل.. فالزلزال لم يميز بين أحد“.
من جهة ثانية، ومع تأكيد العديد من السوريين والأتراك المنكوبين أنهم يسمعون أصوات أحبابهم إلا أنهم عاجزون عن الوصول إليهم، استمرت جهود الإنقاذ في سوريا وتركيا بحثا عن ناجين تحت الأنقاض.
إلا أن الوقت يلعب لصالح عداد الموت، فكلما تأخر عمال الإنقاذ في الوصول إلى العالقين تضاءلت فرص نجاتهم، لاسيما في ظل هذا الطقس البارد.
فبعد 3 أيام عادة من أي كارثة، تقل فرص الأمل في العثور على ناجين تحت الركام، لاسيما إذا كانوا كما هي الحال في كوارث الزلازل عامة، بلا ماء أو طعام، أو ربما في أماكن يتراجع فيها معدل الأوكسيجين.
هذا ما أكده الخبير الذي عمل في مجال الإغاثة من الزلازل لمدة 15 عاماً. فقد أوضح أن الفترة التي تتراوح بين يوم وثلاثة أيام بعد وقوع أي زلزال تسمى “الفترة الذهبية” من أجل إنقاذ الأرواح، أما بعد ذلك فالأمل يتضاءل. كما أوضح أن الأشخاص العالقين عادة تحت هياكل الأبنية غالباً ما يكونون مصابين أو عظامهم مكسرة، ولا يمكنهم البكاء أو الصراخ طلباً للمساعدة، ما يصعب العملية أكثر.
<
p style=”text-align: justify;”>في المقابل، أكد ديفيد لويس، منسق فريق البحث والإنقاذ الدولي في المناطق الحضرية التابع لوكالة الإطفاء والإنقاذ في نيو ساوث ويلز بأستراليا، لصحيفة نيويورك تايمز، أنه تم العثور أحيانا على بعض الناجين بعد أربعة أيام وأكثر من وقوع الزلزال. كما شدد على أن مقدار الوقت الذي يمكن للشخص أن يصمد فيه تحت الأنقاض يعتمد على عدة عوامل، منها درجة الحرارة، ووصوله إلى الطعام والماء.