زلازل تركيا وسوريا المأسوية بين معابر الحياة والعبور الى الموت

زلازل تركيا وسوريا المأسوية بين معابر الحياة والعبور الى الموت

سمير سكاف

لا يدرك المتابعون، بسبب الصور القاسية جداً، أن الزلزالين اللذين وقعا في تركيا وسوريا كانا من الممكن أن يكونا أكثر هولاً بكثير مما يعتقدون، وأنه للأسف وعلى الرغم من الارتفاع المتزايد في عدد الضحايا، فإن النتيجة جاءت بحجمها “رحومة” جداً على البلدين وعلى أهلهما بالنسبة لمفاعيل زلازل أقل قوة منها، كما في زلازل إيران أو هاييتي الأخيرة على سبيل المثال، 10.000 أو 20.000 قتيل في تركيا وسوريا أو أكثر:عدّاد الموت في تصاعد. ولكن ما هي الأمور التي قد تحدث أو لا تحدث مستقبلاً؟

1ــــ في الزلازل التي تشبه زلازل تركيا وسوريا، هذه هي الأكثر فتكاً منذ العام 2000: ضرب منطقة كاشمير في 8 تشرين الأول 2005 زلزال بقوة 7.6 ريختر أدى الى سقوط 80.000 ضحية، في حين أن زلزالاً بقوة “مشابهة” أي 7.9 ضرب شرق سيشوان في الصين في 12 أيار 2008 أدى الى وفاة 87.500 ضحية. أما زلزال هاييتي في 2010 فقد كان الأكثر قتلاً مع أكثر من 316.000 ضحية، وهو بقوة 7 درجات ريختر… فقط! من دون أن ننسى أن زلزال إيران في 26 كانون الأول 2006 والذي أدى الى سقوط أكثر من 50.000 ضحية كان بقوة 6.6 ريختر فقط! والأقرب الى زلازل اليوم هو زلزال النيبال، في 25 نيسان 2015 بقوة 7.8 ريختر، وأدى الى سقوط 8.800 ضحية فقط! لكن العداّد التركي – السوري سيتخطاه بكثير، للأسف! وقد يقترب من زلزال غوجارات في الهند مع 20.000 قتيل بزلزال بقوة 7.7 ريختر في 26 كانون الثاني 2001.

2 ــــ من غير المتوقع أن تحدث ارتدادات قوية لاحقاً. أي أن أي هزة ارتدادية قد لا تتخطى 5 درجات على مقياس ريختر. لأن الارتدادات تفقد من قوتها مع الوقت. وهي بالتالي من الأرجح ألا تكون مؤذية.

3 ــــ من المستبعد حصول أي تسونامي لهذه الزلازل بسبب مركز الهزات الأرضية على البر، وبعيداً عن البحر. وهو طبعاً ليس في البحر. ومن نِعم الرب عدم وقوع مركز الزلزال في البحر وإلا فإن معظم المدن الشرقية في البحر المتوسط كانت ستتضرر كثيراً.

 

4 ـــــ ثلاثة عوامل تلعب ضد انقاذ الناس من تحت الركام اليوم وهي: الوقت والصقيع والنقص في التجهيز المحترف. وهذا ما ينذر بعواقب مؤسفة.

5 ـــــ صعوبة الإنقاذ المتوازي في أماكن مختلفة وكثيرة من فرق محترفة ومجهزة  يجعل من عمليات الإنقاذ ضعيفة الإنتاج. وكل المساعدات المحترفة الموعودة ستصل متأخرة، وستكون من دون فعالية، إلا من تلك التي وصلت بالفعل في اليومين الأولين.

6 ـــــ عدم فتح المعابر الى مناطق شمال سوريا لإدخال فرق الإنقاذ والمساعدات سيجعل عبور أهلها الى الموت سالكاً وبسرعة! الصرخات تعلو وتتزايد من كافة مناطق الشمال السوري الذي لا تصله المساعدات بعد. ومن الضروري، لتجنب الموت المتزايد، تخطي الأزمات السياسية وتغليب المصلحة الانسانية من جانب كافة الأفرقاء… فوراً!

7 ــــــ تصدع البنايات قد يؤدي الى سقوط كثير منها في السنوات اللاحقة إذا لم يجرِ تدعيمها ومعالجتها، إن أمكن. فسقوط الكثير منها سيحدث تباعاً وعلى مسافات زمنية متفرقة.

8 ـــــ حدوث الزلازل هذه لا تنفي ولا تؤكد حدوث زلازل أخرى في المكان نفسه أو في الأمكنة الأخرى. ولا تعطي أي إشارة زمنية عن توقيت حدوث زلازل أخرى، (يمكنها أن تضرب في اليوم نفسه، ويمكنها أن تضرب بعد مئات السنوات). هي تؤكد فقط أن المنطقة ناشطة زلزالياً وبالتالي فإن احتمال وقوع زلازل أخرى لاحقاً هو شبه أكيد.

<

p style=”text-align: justify;”>معلومة هامة: ما هو الفارق بين درجة وأخرى على قياس ريختر؟ إن زلزالاً بقوة 7 درجات على مقياس ريختر هو أقوى بعشرة أضعاف من زلزال بقوة 6 درجات. وأقوى ب 100 مرة من زلزال بقوة 5 درجات. وأقوى ب 1.000 مرة من زلزال بقوة 4 درجات! وهكذا دواليك. وبالمقارنة فإن زلزال تركيا وسوريا على سبيل المثال بقوة 7.8 ريختر هو أقوى بحوالى 12 مرة من زلزال إيران المدمر بقوة 6.6 ريختر، على سبيل المثال.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *