اليوم الــ 400 للحرب: موسكو تتسلم رئاسة مجلس الامن وكييف تندد
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الــ 400 للحرب، أفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار إن القوات الروسية تهاجم في وقت واحد بـ4 اتجاهات في شرق البلاد، وهي ليمان وباخموت ومارينكا وأفدييفكا، دون تحقيق نجاحات، وأشارت إلى أن القوات الروسية لم تتمكن حتى الآن من الاستيلاء على بلدة باخموت الإستراتيجية، فيما تحاول أيضا محاصرة أفدييفكا، مؤكدة أن الوضع لا يزال في مناطق العمليات الدفاعية صعبا للغاية.
ولفتت إلى أن القوات الروسية تركز جهودها الكبرى على السيطرة على باخموت وتحاول التقدم إلى الجزء الأوسط من المدينة وتحقق نجاحات صغيرة محدودة في بعض المناطق، دون التمكن من بسط السيطرة الكاملة، حيث يستمر القتال العنيف في كل مكان وفي المدينة نفسها.
من ناحية أخرى، قالت الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون إن 3 مدنيين قتلوا وجرح اثنان آخران في قصف روسي استهدف المقاطعة الواقعة جنوبي أوكرانيا. وأضافت أن القوات الروسية أطلقت 27 قذيفة أصابت مناطق سكنية في المدينة، وقصفت المقاطعة 54 مرة خلال اليوم الماضي. وأكدت أن القوات الروسية أطلقت نحو 440 قذيفة، كما نفذت 5 هجمات بجبهات متفرقة في خيرسون.
وفي مقاطعة دونيتسك نشرت قوات دونيتسك الموالية لروسيا مقطع فيديو عبر تليغرام قالت إنه يوثق لحظة استهداف وتدمير مواقع تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في أفدييفكا شرقي البلاد. وتظهر اللقطات المصورة لحظة استهداف المواقع الأوكرانية ليلا، ولقطات أخرى رصدتها طائرة مسيرة للأضرار في المواقع المستهدفة.
في المواقف، استبعد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي نجاح القوات الأوكرانية في طرد جميع القوات الروسية من أراضيها هذا العام، وأكد في لقاء مع موقع “ديفينس وان” (Defense One)- أن إخراج القوات الروسية من أوكرانيا مهمة عسكرية كبيرة وصعبة للغاية ولكنها ليست مستحيلة. وأضاف أن روسيا فشلت إستراتيجيا وعمليا وتفشل الآن تكتيكيا أيضا.
وقال ميلي إن الأوكرانيين يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على ضرب مقر أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم.
من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم أن كييف تسعى إلى التواصل مع السلطات الصينية لمناقشة صيغتها المقترحة للسلام. ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن زيلينسكي قوله “نبعث إشارات ونقول إننا مستعدون للقاء والتحدث. نحن بانتظار إجابة”.
كما توعد زيلينسكي بإنزال الهزيمة بما وصفه بـ”الشر الروسي” في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الروسية من بلدة بوتشا. وقال إن بلاده “لن تتسامح” مع مرتكبي المجازر التي وقعت في هذه المدينة وصارت رمزا “للفظاعات” المنسوبة إلى الجيش الروسي.
وأضاف أمام رؤساء الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش والسلوفاكي إدوارد هيغر والسلوفيني روبرت غولوب، ومايا ساندو رئيسة مولدوفا “سننتصر بالتأكيد وسنهزم الشر الروسي هنا في أوكرانيا ولن يكون قادرا على النهوض مرة أخرى”.
في سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن بلاده زادت إنتاج الذخائر الموجهة العالية الدقة، لدعم الجيش الروسي في تنفيذ ما تصفها موسكو بخطة العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأكد شويغو خلال اجتماع في المقر المشترك للقوات المسلحة الروسية أن المجمع الصناعي العسكري الروسي زاد كمية الذخائر بوجه عام، وأن روسيا تملك ما يكفيها لمواصلة الحرب.
الى ذلك، نددت كييف بتسلم روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر أبريل ـــــ نيسان، وحذرت من إساءة استغلال هذا الدور.
وأعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر تويتر إن رئاسة روسيا لمجلس الأمن تمثل “صفعة في وجه المجتمع الدولي”.
ودعا كوليبا الأعضاء الحاليين للمجلس إلى “التصدي لأي محاولة روسية لإساءة استخدام هذه الرئاسة” وأضاف أنه يذكّر بأن روسيا خارجة عن القانون في مجلس الأمن.
ونشرت الخارجية الأوكرانية بيانا توضح فيه ما وصفته بعدم شرعية وجود الاتحاد الروسي في مجلس الأمن الدولي وفي الأمم المتحدة بوجه عام، مشيرة إلى أن الميثاق الأممي الحالي لا يتضمن عبارة “الاتحاد الروسي”.
في الوقت نفسه، كتب أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني على تويتر أن هذه الرئاسة ليست “مجرد عار وحسب، إنها ضربة رمزية أخرى لنظام العلاقات الدولية المبني على القواعد”.
وتولت روسيا اليوم رئاسة مجلس الأمن خلفا لموزمبيق، إذ تتبدل رئاسة المجلس دوريا كل شهر. وكانت آخر مرة ترأست فيها روسيا المجلس في فبراير ـــ شباط 2022 حين بدأت قواتها الهجوم على أوكرانيا.
وتخطط روسيا “لممارسة كل الحقوق” أثناء توليها رئاسة مجلس الأمن، وفق ما صرح به الكرملين. وقد أعلنت موسكو في وقت سابق أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيترأس اجتماعا لمجلس الأمن بشأن “التعددية الفعالة”.
وصرحت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا بأن الوزير سيترأس أيضا جلسة مناقشات حول الشرق الأوسط في 25 أبريل ــــ نيسان.
وانتقدت الولايات المتحدة رئاسة موسكو للمجلس، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير “دولة تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بصفاقة وتغزو جارتها لا مكان لها في مجلس الأمن”. وأضافت: “للأسف، روسيا عضو دائم في مجلس الأمن ولا يوجد مسار قانوني دولي عملي لتغيير هذا الواقع” واصفة منصب رئاسة مجلس الأمن بأنه “فخري إلى حد بعيد”.