التوتر على حاله في السودان .. والجيش تفاجأ بتعليق المفاوضات
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
تستمر حال التوتر العسكري في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، ونقل اليوم عن سكان وشهود عيان، إنه تم سماع دوي نيران مدفعية في شمال أم درمان، بالإضافة إلى إطلاق نار من حين إلى آخر في جنوب بحري، رغم هدنة من المفترض أن تستمر حتى مساء السبت.
وافاد شهود عيان، عن “سماع أصوات من مدفعيات ثقيلة من حولنا، واهتزاز بعض المنازل”.
كما افيد عن تصاعت أعمدة دخان حول المنطقة الصناعية غربي مدينة الخرطوم، ودوي انفجار في جنوب مدينة أم درمان. ورجحت مصادر محلية بأن يكون الدخان ناتجا عن قصف من الجيش السوداني لمواقع قوات الدعم السريع.
وأعربت السعودية وأميركا عن قلقهما من الانتهاكات الجسيمة لوقف النار في السودان، كما أعلن بيان سعودي أميركي عن تعليق مفاوضات الهدنة بين الجيش السوداني والدعم السريع لعدم جدية الطرفين، وفق ما أشار بيان صدر امس. وأكدت السعودية وأميركا أنه بمجرد أن تتضح جدية طرفي الصراع سيكون هناك استعداد لمناقشة حل تفاوضي. وأشار البيان إلى أن الانتهاكات بالسودان أضرت بالمدنيين وبإيصال المساعدات لهم، وحثت السعودية وأميركا طرفي الصراع على الالتزام بجدية وقف النار.
وكانت واشنطن اعلنت امس فرض عقوبات على شركات، وقيود على تأشيرات الدخول لمسؤولين على ارتباط بطرفي النزاع.
وتستهدف العقوبات الاقتصادية العديد من الشركات في قطاعات الصناعة والدفاع والتسلح، بينها شركة “سودان ماستر تكنولوجي” التي تدعم الجيش، وشركة الجنيد للمناجم التي تدير مناجم ذهب عدة في إقليم دارفور وتوفر تمويلا لقوات الدعم السريع.
في غضون ذلك، قال الجيش السوداني إنه قدم مقترحات للوسطاء في جدة لكنه فوجئ بتعليق المفاوضات قبل الرد عليها، وحث الجيش الوسطاء على مواصلة الجهود لإقناع الطرف الآخر بتنفيذ مقتضيات الهدنة للعودة للتفاوض.
وردا على الموقف الأميركي، انتقد مسؤول عسكري سوداني في حديث لــ “الجزيرة” موقف الإدارة الأميركية التي ترعى مع السعودية مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع. وقال إن وفد الجيش سلّم الجانبين قبل يومين أدلة على عدم تنفيذ “الطرف الآخر” التزامات اتفاق الهدنة الموقع بينهما، ولم ينسحب من المستشفيات ومواقع خدمات المياه والكهرباء، بل توسع في التمركز داخل 34 مستشفى وسيطر على 29 سيارة إسعاف وآلاف المنازل في أحياء عدة بمدن العاصمة الثلاث، وهاجم مواقع عسكرية ومدنية أخرى خلال فترة الهدنة.
واستغرب وضع الولايات المتحدة الجيش والدعم السريع في كفة واحدة، و”تجاهل أن الدعم السريع يتحمل مسؤولية خرق الهدنة بسبب فشله في السيطرة على قواته التي تحولت إلى النهب والسلب واستخدام المدنيين دروعًا بشرية”. وأوضح أن ممثلي الجيش علّقوا مشاركتهم في مفاوضات جدة لمنح الرياض وواشنطن فرصة لتقييم التزام الطرفين بشروط الهدنة.
بالمقابل، قال المستشار السياسي لقوات الدعم السريع يوسف عزت إن العقوبات الاقتصادية غير مجدية في تسوية النزاعات، وقد تم تجريبها مع النظام المعزول ولم تؤثر عليه. وأكد أن مفاوضات جدة اصطدمت برفض الجيش لوجود مراقبين على الأرض، مشيرا إلى أن الوساطة السعودية الأميركية هي النشطة حتى الآن في الأزمة السودانية.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع طرحت تصورا أشمل لحل الأزمة السياسية في السودان يتجاوز الاتفاق الإطاري، ويسعى لجذب أطراف لم تكن جزءا من الاتفاق. وقال إنه بعد أن خسر الجيش مواقعه الإستراتيجية في شارع الغابة حاول مباغتة قواتهم في معسكر طيبة ولكنه فشل في مسعاه.