اردوغان يقترح تحقيق دولي بتفجير السد في خيرسون .. وتحذير أوكراني من الألغام العائمة
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
بعد يوم من تفجير سد نوفا كاخوفكا في خيرسون، اقترحت تركيا تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انهياره، فيما إتهمت موسكو، “مخربين أوكرانيين” بتفجير جزء من خط أنابيب لضخ الأمونيا بمنطقة خاركيف،
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن إصلاح خط أنابيب “تولياتي-أوديسا” سيستغرق شهرا إلى 3 شهور، فيما تشير أوكرانيا غلى أن خط الأنابيب المذكور تعرض مرارا للقصف الروسي.
وبينما حذر مسؤول أوكراني كبير من خطر ألغام عائمة طفت على السطح بسبب الفيضانات وكذلك من انتشار الأمراض والمواد الكيميائية الخطرة، أعلنت السلطات الموالية لروسيا فرض حالة الطوارئ في مناطق سيطرتها بمقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا، بعدما فاضت المياه إثر انفجار سدّ نوفا كاخوفكا، وقالت السلطات المحلية الموالية لروسيا إن إعلان الطوارئ جاء بعد ارتفاع منسوب المياه، مشيرة إلى غرق نحو 2700 منزل وإجلاء حوالي 1300 شخص من المناطق التي غمرتها المياه. واتهمت هذه السلطات القوات الأوكرانية باستهداف المقاطعة بأكثر من 90 قذيفة مدفعية باتجاه مدينة نوفا كاخوفكا وعدد من البلدات المحيطة بها.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن عمدة مدينة نوفا كاخوفكا الموالي لموسكو فلاديمير ليونتييف، أن 7 أشخاص على الأقل فُقدوا إثر الفيضانات التي غمرت المنطقة. واتهم ليونتييف القوات الأوكرانية باستهداف المدينة بطائرة مسيّرة أثناء إجلاء المدنيين العالقين، مشيرا إلى وجود 100 شخص ما زالوا عالقين في المدينة.
كما أعلن عمدة المدينة نفوق آلاف الحيوانات في محمية نيجني دنيبروفسكي جراء الفيضان، ووصف الكارثة بالهائلة.
وقالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن من المتوقع أن تبقى مستويات المياه مرتفعة في بعض مناطق خيرسون لمدة تتراوح بين 3 و10 أيام بعد دمار السد.
وأظهرت صور التقطتها بالأقمار الاصطناعية شركة “ماكسار تكنولوجيز” أمس الثلاثاء حدوث فيضان واسع النطاق في جنوبي أوكرانيا، ودمارا كبيرا بسد نوفا كاخوفكا ومحطة الطاقة الكهرومائية بالمنطقة. وقالت الشركة إن صورا لمساحة تتجاوز 2500 كيلومتر مربع بين نوفا كاخوفكا وخليج دنيبروفسكا جنوب غرب مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود، تظهر أن المياه غمرت العديد من البلدات والقرى.
وتظهر الصور المنازل والمباني غارقة في المياه، ولا يظهر منها في الكثير من الصور سوى الأسطح، في حين تغطي المياه الحدائق والأراضي والبنية التحتية. ويقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زاباروجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتعد الأكبر في أوروبا.
وقال أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء أثناء زيارته لمدينة خيرسون على نهر دنيبرو إن أكثر من 80 منطقة سكنية تضررت من الكارثة التي تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالوقوف وراءها. وأضاف كوبراكوف للصحفيين “المياه تقلقل الألغام التي زرعت في وقت سابق وتسبب انفجارها”، وأضاف أنه نتيجة للفيضانات، تنتشر الأمراض المعدية والمواد الكيميائية في المياه. وأوضح أن السلطات الأوكرانية أجلت سكان 24 منطقة غمرتها مياه الفيضانات، وأن المياه غمرت كذلك 20 منطقة سكنية على الأقل في الأراضي التي تحتلها القوات الروسية.
وألقى كوبراكوف باللوم على روسيا في انهيار السد قائلا “فعلوا ذلك من أجل إفساح المجال أمام القوات في هذا الاتجاه من خلال إغراق هذا الجزء من خط المواجهة“.
في المقابل، قال مستشار مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن واشنطن ولندن وشركاءهما أعطوا الضوء الأخضر لتفجير سد كاخوفكا ويتحملون مسؤولية ذلك.
ونفى المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا الاتهامات الأوكرانية، وقال في جلسة عقدت أمس إن كييف هي التي قامت بتخريب متعمد ضد منشأة بنية تحتية بالغة الخطورة. وأشار إلى أن قيادة القوات المسلحة الأوكرانية كانت أعلنت صراحة عن استعدادها لتفجير هذا السد لتحقيق مكاسب عسكرية منذ العام الماضي، مشيرا إلى أن هناك حملة تضليل منسقة من الغرب ومن كييف مفادها أن روسيا هي التي فجّرت السد.
في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه من الممكن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انهيار سد كاخوفكا. وذكر بيان صادر عن مكتب أردوغان أن الرئيس التركي أبلغ زيلينسكي بأن طريقة تفاوض مماثلة لتلك التي تم تبنيها فيما يتعلق بمبادرة ممر تصدير الحبوب من البحر الأسود يمكن اتباعها لتناول مسألة السد.
وحذّر الرئيس التركي من تزايد الخسائر البشرية كلما طال أمد الاشتباكات بين روسيا وأوكرانيا. ودعا الطرفين إلى العودة للمفاوضات، مؤكدا اعتزام تركيا مواصلة الجهود بحزم من أجل تأسيس السلام العادل بين البلدين.
من جهته، قال زيلينسكي إنه تحدث مع أردوغان عن العواقب الإنسانية والبيئية للعمل “الإرهابي” الروسي في محطة كاخوفكا، وأضاف “سلمت الرئيس التركي قائمة باحتياجات أوكرانيا الملحة للقضاء على الكارثة”.
وفي موسكو، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي أن تفجير كييف محطة كاخوفكا الكهرومائية جاء بتحريض من الغرب. وأضاف بيان صادر عن الكرملين أن بوتين بحث في اتصال مع أردوغان الوضع في كاخوفكا، واتهم كييف والغرب بتصعيد الأعمال القتالية.
وفي التطورات الميدانية، انطلقت صفارات الإنذار صباح اليوم في العاصمة كييف، ودعت السلطات السكان للتوجه إلى الملاجئ.
وفي خيرسون، أعلنت الإدارة العسكرية في المقاطعة مقتل شخص واحد وإصابة آخر جراء قصف القوات الروسية المنطقة مرات عدة خلال يوم أمس.
وفي باخموت، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الأوكرانية تقدمت أمس مسافة تتراوح بين 200 و1100 متر في مناطق مختلفة باتجاه المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا.
وأفادت هيئة الأركان الأوكرانية بأن القوات الروسية شنت أمس 41 غارة جوية ونحو 60 هجمة صاروخية، في حين وقع 30 اشتباكا على جبهات القتال شرقي البلاد. وأضافت أن القوات الأوكرانية نفذت 21 غارة جوية على مواقع روسية ومنصات صواريخ مضادة للطائرات، كما أسقطت طائرة حربية من طراز سوخوي 25، و4 طائرات استطلاع.
كما أعلن حاكم مقاطعة كورسك انقطاع الكهرباء عن بلدتين في المقاطعة الروسية، وإصابة شخص إثر إسقاط متفجرات على محطة كهرباء فرعية قرب الحدود خلال الليل. وصرّح أوليكسي كوليبا نائب رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية بأن الوضع صعب في منطقة كورابيلني بمدينة خيرسون مركز المقاطعة. وأوضح أن مستوى المياه ارتفع 3.5 أمتار في هذه المدينة التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
من جهته، رأى ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي اليوم أن أوكرانيا بدأت على ما يبدو هجومها المضاد، داعيا إلى شن هجوم روسي بعد صد قوات كييف.
وقال في منشور على تليغرام “يتحدث العدو منذ فترة عن شنّ هجوم مضاد كبير. ويبدو أنه بدأ بالفعل شيئا ما… علينا أن نوقف العدو ثم نطلق هجوما. و“ذكر ميدفيديف، أن الهجوم الأوكراني ليس مفاجأة لروسيا، لأن كييف بحاجة إلى تبرير الأموال والأسلحة التي تتلقاها من الغرب، وفق تعبيره. وأضاف أن خيبة أمل الغرب من تلك الجهود قد لا تكلف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئاسته فقط، “بل حياته ذاتها”.
وقد أعلن الرئيس الأوكراني أنه تلقى عرضا “جادا وقويا” من قادة دول على استعداد لتزويد كييف بمقاتلات من طراز إف-16، وقال إنه ينتظر وضع اللمسات النهائية على اتفاقات مع حلفاء رئيسيين.
وبحسب بيان على موقعه الإلكتروني، قال زيلينسكي “شركاؤنا يعرفون عدد الطائرات التي نحتاجها. يوجد بالفعل تفاهم بشأن العدد مع بعض شركائنا الأوروبيين… إنه عرض جاد وقوي”.
واتهم حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية القوات الأوكرانية بقصف مناطق في المقاطعة المتاخمة لأوكرانيا بصواريخ غراد، من دون وقوع إصابات. وقال إن الصواريخ أصابت منطقتي غرافوفكا وشيبيكينسكي، وإن بعضها سقط بالقرب من مدرسة.
وكان حاكم بيلغورود قال في وقت سابق إن القوات الأوكرانية قصفت اليوم وأمس 6 مناطق حدودية.
في المقابل، أفادت الإدارة العسكرية في مقاطعة سومي الأوكرانية بمقتل شخصين وإصابة آخر في هجوم روسي بطائرة مسيّرة من طراز شاهد. وأضافت أن الهجوم وقع في قرية يوناكوف، كما أشارت إلى قصف روسي على بلدات أخرى بالمقاطعة.