ما بين كفرشوبا والعديسة .. بطولات حزب الله الوهمية
حسين عطايا
يتظهر يوماً بعد يوم بأن حزب الله اوصل نفسه الى مأزق بدعمه ترشيح سليمان فرنجية والذي جره الرئيس نبيه بري اليهِ، وهو من يومها يتخبط في تصريحات ونقيضها، ثم يتعالى خطابه العنصري تجاه بقية مكونات الوطن، حيث الكتل المسيحية الكُبرى بجميع مكوناتها هم ضد مرشحه وقد تقاطعوا على ترشيح شخص الوزير السابق جهاد ازعور، ومعهم كتلة اللقاء الديمقراطي وكتلة تجدد وبعض النواب التغيريين والمستقلين، وبذلك لم يبق مع ترشيح سليمان فرنجية سوى الثنائي “امل – حزب الله” وبعض الملحقين بهما من بعض نواب السنة وعدداً قليلاً من النواب المسيحيين وهم لايتعدون تعداد اصابع اليد .
لذلك، وبما أن مأزق حزب الله يكبر يوماً بعد يوم، وبما أن افاق الخروج من المأزق غير متوفرة بشكلٍ يُرضي غطرسته وفائض القوة التي يظن انه يتمتع بها، كان التوجه الى توتير الاوضاع على الحدود الجنوبية، منذ ايام في تلال كفرشوبا، وقد إستُهلكت بالاعلام ولكنها دون المستوى الذي يرغب فيها حزب الله، فأستُتبعت امس الاثنين في محيط بلدة عديسة الجنوبية في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية ــــ الفلسطينية حيث تقوم دوريات الاحتلال الاسرائيلي من حينٍ لأخر بإصلاح السياج الفاصل على الحدود، وهذا الذي يحصل اليوم ولكن بتوجيه من قادة المناطق في القرى والبلدات الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة في افتعال بطولات وهمية وبحضور مندوب محطة المنار الحاضر الدائم علي شعيب، واستدراج محطات إعلامية أخرى .
بذلك اصبحت اللعبة مكشوفة وواضحة للعيان أن حزب الله المأزوم يُحاول الخروج من ازمته ولكنه يُحاول تدفيع اللبنانيين والمعارضة البرلمانية والسياسية ثمن خروجه من مشكلته، ولا يهمه ولو كانت على حساب الشعب والوطن، وهذا بحد ذاته غطرسةً سياسية للحفاظ على دويلته، من خلال هيمنته على الادارات والمؤسسات الرسمية، كما على المعابر الحدودية والتي من خلالها يُمارس شتى انواع التهريب بما فيها المخدرات وباقي الممنوعات .