فرنسا وأزمة الرئاسة اللبنانية ومهرجان الحوار

فرنسا وأزمة الرئاسة اللبنانية ومهرجان الحوار

 حسين عطايا

وصل عصر الاربعاء الماضي وزير الخارجية السابقة والموفد الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل  ماكرون جان ايف لودريان   وقضى 3 ايام متنقلا بين إقامات القيادات والمسؤلين اللبنانيين على اختلاف مشاربهم السياسية والطائفية ، بدأها  في لقاء رئيس مجلس النواب واحد قيادات الثنائي ” امل – حزب الله ” لفترة من الوقت خرج الرئيس بري ليقول بعد اللقاء انه كان جيداً ومريحاً .

حيث التقى كل من المرشح سليمان فرنجية وكذلك الاسم الثاني الذي يحمله في جعبته الموفد الفرنسي مع الوزير السابق زياد بارود ، كما كانت زيارة لقائد الجيش في اليرزة ، وبذلك يكون قد التقى المرشحين او المطروحة اسمائهم الا الوزير للسابق جهاد ازعور والموجود خارج لبنان وتحديداً في الولايات المتحدة على ان يلتقيه لاحقاً .

ومابين هذه اللقاءات التقى عدداً من النواب التغيريين ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي  ونجله تيمور رئيس اللقاء الديمقراطي ،  كما التقى ولمدة ساعتين على التوالي النائب محمد رعد ومعه النائب السابق رئيس دائرة العلاقات الخارجية ابراهيم الموسوي وفي هذا اللقاء طرح الموفد الفرنسي امكانية الحوار والتوافق على مرشح ثالث يُنهي الشغور الرئاسي إلا ان رعد اصر على ترشيح سليمان فرنجية .

  في جولاته المكوكية والتي استمر ليومين وبضعة ساعات ، اصر لودريان على ما تناقلته بعض المصادر والذي كان عبر سؤال عن رأي الملتقي بهم بقائد الجيش  العماد جوزيف عون ، كما انه اكد بأنه لايحمل معه معه اية مبادرة ، بل زيارته هي استطلاعية فحسب ، وهو اليوم وبعد انتهاء لقائاته يعكف على اعداد تقريره والذي يُضمنه مشاهداته وماسمعه خصوصاً ان خلال استماعه للذين التقاهم اجمعوا على توصيف المشكلة دون ان يطرحوا اية حلول ، وللحقيقة انفرد وفد حزب الكتائب بتقديم خارطة طريق مكتوبة وسلمه هي خلال لقائهم به اليوم .

إذن ، انهى الموفد الفرنسي لقاءاته واستمع لما طرحه النواب وكُتلهم وابدى رغبته بالعودة مجدداً بعد العيد ، خصوصا ان بعض المصادر المقربة من السفارة الفرنسية تحدثت عن  نية لودريان  في ان يقوم بزيارة قريبة للمملكة العربية السعودية ليلتقي المستشار في البلاط الملكي السعودي والمكلف الملف اللبناني  نزار العلولا لمناقشة ما سمعه في لبنان ولينقل اليه ما سمعه وشاهده مع القيادات اللبنانية ، كما انه سيرفع تقريره للرئيس الفرنسي ، وكذلك للجنة الخماسية والتي قد تلتقي قريبا ، لمناقشة خطة ما او خارطة طريق تستطيع إخراج لبنان من ازماته والتي ستبدأ فعلاً مع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، والذي من خلاله ومع حكومة فاعلة للمباشرة بالاصلاح واستعادة الدولة اللبنانية المخطوفة من محور الممانعة ونتيجة لهذا الاختطاف فإن لبنان يُعاني لاسيما خلال العهد المنصرم لميشال عون ، والذي يُمثل بالفعل عهد حزب الله ، والذي فشل ورغم ذلك لازال متمسكاً بفرض رئيس على بقية اللبنانيين ، 

وقد جاءت الجلسة الثانية عشرة الماضية ، لتثبت أن حزب الله لم يعُد يمتلك الاكثرية التي كان يمتلكها على إثر انتخابات العام ٢٠١٨ ، وهو اليوم قد يمتلك حق النقض او الاعتراض والتعطيل ، لكنه سيبقى شريك اساسي في السلطة لكنه ليس هو من يُسمي ويفرض رئيس للجمهورية اللبنانية  ، وبالتالي هو يستجدي تدخلاً خارجياً لإخراجه من النفق المُظلم الذي ادخل نفسه فيه يوم تبنى دعم المرشح سليمان فرنجية الذي من خلال جلسة الانتخاب الاخيرة لم يحصل وعلى الرغم من كل الجُهد التي بُذل سوى واحد وخمسين صوتاً ، وهذا يؤكد ان حوالي سبعين صوتاً هم ضد مرشحه وضد قرار الفرض والذي يتلطى خلف مهرجان الحوار الذي يُطالب به ، لاسيما ان تجارب الحوار مع حزب الله وحليفه بري لم تؤدي الى تنفيذ اية اتفاق تم التوافق عليه بدءاً من حوار العام ٢٠٠٦ وصولاً الى تفاهم بعبدا والذي انهاه حزب الله ولم يعترف به رغم توقيعه عليه .

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني