تيمور جنبلاط يترأس “التقدمي الاشتراكي”: نظرة جديدة أم ماضي لا يمضي؟
حسين عطايا
وليد جنبلاط المسكون بماضي آل جنبلاط الذي يمتد لبدايات القرن الماضي والمجبول بدم فؤاد ومن ثم والده كمال، كان ذلك هاجسا لا يفارق حياته، اراد ان يورث نجله تيمور على حياة عينه وليس كما حصل مع الجد والاب ومعه هو حيث تم توريثه عباءة الدروز والحزب في السادس عشر من اذار ــــ مارس في العام ١٩٧٧، بعد ان امتدت يد الغدر للمعلم كمال جنبلاط في ذاك اليوم المشؤوم .
تمت عملية التوريث على مراحل، ففي اذار – مارس ٢٠١٧ تم توريث تيمور قصر العائلة في المختارة والكوفية الفلسطينية تقديراً لنضال كمال جنبلاط الى جانب شعب فلسطين، ومن ثم في العام ٢٠١٨ اورثه النيابة يوم تخلى عن مقعده النيابي في الشوف للنجل تيمور والذي ترأس فيما بعد الكتلة النيابية “اللقاء الديمقراطي “.
ويوم امس الاحد في الخامس والعشرين من حزيران يونيو تم توريث تيمور رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي والتي استقال منها جنبلاط الأب في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ايار – ماي .
كان من الممكن ان يتم ذلك بطريقة أفضل تُحافظ على ما تبقى من بعض الديمقراطية والتي كانت لا تزال للعام ٢٠١٧ متوفرة في المؤتمر العام للحزب، تُحافظ على بعض من اثار ديمقراطية كمال جنبلاط في حزبه، فهي كانت حتى في احلك ايام الحرب تجري ممارستها نسبيا، فكان ينتخب نصف اعضاء مجلس القيادة والنصف الاخر يحق لرئيس الحزب تعيينه، وقد كان مُكرساً ذلك مكرسا في نصوص النظام الداخلي وحقاً قانوناً برضى المؤتمر العام او الجمعية العامة للحزب التقدمي الاشتراكي .كان من الطبيعي ان يتولى تيمور جنبلاط الشاب والذي يحمل فكراً ومقاربة تغييرية في السياسة اللبنانية وقد لمس المجتمع السياسي في لبنان، بعض اثارها، إن في الانتخابات الماضية والتي حصلت منذ ما يُقارب السنة، وكذلك في مقاربة انتخاب رئيس الجمهورية ورفضه إملاءات حزب الله عبر مرشحه الوحيد سليمان فرنجية، وتماهى في أدائه مع اطراف المعارضة اللبنانية الاخرى .
لكن الذي حصل في المؤتمر التاسع والاربعين للحزب التقدمي الاشتراكي الذي عُقد امس الاحد تبين أنه لا يشبه الى حدٍ ما مقاربات تيمور جنبلاط والتي تظهر بعض صورها، فأتت الانتخابات مموهة بالديمقراطية المشوهة والمعلبة وذلك وفقاً لما نقله موقع محلي، حيث نشر لائحة باسماء المرشحين المطلوب إنجاحهم وفقاً لتعليمة ما في المطبخ الذي يتولى التحضير للمؤتمر والانتخابات، والغريب ان هذه اللائحة نجحت كاملة ومن دون اية اخطاء، والاغرب ان هذا الامر لم يلق رداً او توضيحا او تكذيباً من قيادة الحزب الاشتراكي لهذا الخبر .
بذلك، تكون انتخابات المؤتمر الاشتراكي لم تُقدم لجمهوره بشكلٍ عام الخطوة التي ينتظرها، والتي تٌعيد تجديد وتنشيط الحزب التقدمي الاشتراكي وترشيده بما يتوافق مع التطور السياسي الحاصل على الساحة اللبنانية لاسيما بعد انتفاضة ١٧ تشرين – اوكتوبر، والانتخابات التي حصلت العام الماضي وخصوصاً نتائجها في بيئة الحزب الاشتراكي والتي اصبحت في مكانٍ ما، مختلف عما قبل، اي كان من المفترض ان يكون هذا المؤتمر نقطة تحول في تاريخ الحزب والحياة السياسية اللبنانية والتي ينتظرها الشباب اللبناني لا سيما على تسلم رئاسة الحزب شاباً يعيش هواجس الشباب اللبناني والذي ينظر بطريقة مختلفة للسياسة في لبنان، وتتماشى مع ما ينتظره الشباب اللبناني على اختلاف فئاتهم والتخلص من بعض شوائب الحرب وغيرها، لكن لم تكن نتائج البيدر مُطابقة لنتائج الحقل .