خطاب بوتين كبح الانقلاب ومنع التصادم وتهديد بالمحاسبة

خطاب بوتين كبح  الانقلاب ومنع التصادم وتهديد بالمحاسبة

د. خالد العزي

حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه الذي وجهه في 23 حزيران ـــ يونيو 2023 والذي جاءعلى أثر محاولة التمرد العسكري، دعوة الجميع لنبذ المغامرة وعدم  الانجرار نحو التصادم مع القوات المسلحة الروسية.

وتبين ذلك من خلال مناشدته “مواطني روسيا وأفراد القوات المسلحة ووكالات إنفاذ القانون والخدمات الخاصة والجنود والقادة الذين يقاتلون الآن في مواقعهم القتالية وصد هجمات العدو والقيام بذلك بشكل بطولي أعرف، وأولئك الذين عن طريق الخداع أو التهديد، انجروا إلى مغامرة إجرامية، ودفعوا إلى طريق جريمة خطيرة – تمرد مسلح“.

كان من المهم جدا للشعب الروسي، معرفة رأي الرئيس المنتخب وإعلان موقفه مما جرى للرأي العام وتحديد ماهية المطلوب منه في هذه الأوقات  الحرجة، ولو في كلمة توجيهية مقتضبة.

لم يخف بوتين في كلمته حالة الاضطراب والانزعاج التي عبرت عنها لغة جسدة وكلماته التي تدل على ان المغامرة التي مارسها قائد فاغنر يفغيني بريغوجين خطيرة جدا، “في ظل خوض روسيا صراعا شديدا من أجل مستقبلها، وصد عدوان النازيين الجدد وأسيادهم. عملياً، تم توجيه الآلة العسكرية والاقتصادية والمعلوماتية بأكملها في الغرب ضدنا. ونحن نناضل من أجل حياة شعبنا وسلامته، من أجل سيادتنا واستقلالنا. من أجل الحق في أن تكون روسيا وتبقى  دولة لها تاريخ يمتد إلى ألف عام”.

طلب الرئيس من شعبه  الالتفاف حول الدولة ومؤسساته، أمر مهم جدا لافشال الحركة الانقلابية من خلال التوضيح بإن هذه المعركة التي يتقرر فيها مصير شعبنا تتطلب توحيد جميع القوى والوحدة والتماسك والمسؤولية.

حاول بوتين في كلمته مقاربة الأحداث من خلال الوقوف امام هذه  الضربة بمقارنتها، بالضربة الصاعقة التي  وجهت لروسيا في عام 1917، “عندما كانت البلاد تشن الحرب العالمية الأولى. لكن الانتصار سرق منها. المؤامرات والشجار والتسييس وراء ظهور الجيش والشعب تحولت إلى صدمة كبرى، تدمير الجيش وانهيار الدولة، خسارة مناطق شاسعة. نتيجة لذلك، مأساة الحرب الأهلية. وشدد على إنه “لن يدع هذا ان يحدث مرة أخرى. سوف نحمي كل من شعبنا ودولتنا من أي تهديدات. بما في ذلك – من خيانة داخلية”.

واكد بوتين “بأن من قاتل من جنود وقادة مجموعة فاغنر وماتوا. هم من الأبطال الذين حرروا مدن وبلدات دونباس، قاتلوا وضحوا بأرواحهم من أجل نوفوروسيا، من أجل وحدة العالم الروسي. كما تم خيانة اسمهم ومجدهم من قبل أولئك الذين يحاولون تنظيم تمرد، ودفع البلاد نحو الفوضى وقتل الأخوة. لهزيمة في نهاية المطاف، والاستسلام“.

كما شدد على ان “القوات المسلحة والوكالات الحكومية الأخرى تلقت الأوامر اللازمة، ويجري الآن اتخاذ تدابير إضافية لمكافحة الإرهاب في موسكو ومنطقة موسكو وعدد من المناطق الأخرى. كما سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق الاستقرار في روستوف- نا. لا يزال الأمر صعباً، بل إن عمل السلطات المدنية والعسكرية معطل”.

وافاد  بوتين في كلمته بان من نظّم وحضّر التمرد العسكري، ورفع السلاح ضد رفاقه في السلاح، خان روسيا. وسوف يجيبون عليه. وأنا أحث أولئك الذين يتم جرهم إلى هذه الجريمة على عدم ارتكاب خطأ قاتل ومأساوي وفريد ​​من نوعه، على اتخاذ الخيار الصحيح الوحيد – التوقف عن المشاركة في الأعمال الإجرامية”.

في مجمل التصريح الموجه للشعب اعطى أوامره لقيادة الوحدات العسكرية كونه القائد العام بانها ظاهرة  التمرد وابعادها عن التصادم  الداخلي كي لا يؤثر على  الروح المعنوية للجيش المتواجد في ميدان المعارك في الجنوب الروسي.

وقد يحسب لبوتين في هذا الخطاب إنه استطاع ردم الهوة في كبح مؤيدي الانقلاب وتخويف الرأي العام من المحاسبة التي تنفذها القوى الامنية ممن فتح سريها باب الوساطة بين الطرفين منع لاراقة الدماء في الشوارع حيث استطاع الرئيس البيلاروسي من انجاز اتفاق  بين الطرفين سريعا بانهاء حالة التمرد واعطاء ضمانات أمنية  لفاغنر بالخروج  من المدن ومن ثم الاختيار بين الاندماج  في وحدات الجيش او الذهاب الى المنفى مع بريغوجين حيث يتم استقبالهم في بيلاروسيا.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني