الإصبع المقدس .. والمربع الأخير

الإصبع المقدس .. والمربع الأخير

محمود القيسي

النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت..
أن السعادة فيها ترك ما فيها..
لا دارٌ للمرء ِ بعد الموت يسكُنها..
إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها..
فإن بناها بخير طاب مسكنُه..
وإن بناها بشر خاب بانيها…”
*الإمام علي

تطالعنا في هذه الأيام الوجودية العنيفة والعنفية في لبنان والعالم على كل الأصعدة داخليًا وخارجيًا وسياسيًا واقتصاديًا وماليًا.. واجتماعيًا وأمنيًا وعسكريًا.. ومناخيًا وبيئيًا وصحيًا.. وغذائيًا ووجوديًا بإمتياز وجودي في ما تخفيه النسبية المطلقة في مفهوم المطلق النسبي وإضمار التورية في سلطة الإضمار والتورية العميقة..!؟

أعود إلى لبنان مسقط رأسنا، ومربض خيلنا و مقبرتنا الوجودية “الحتمية”.. أو مقبرتنا “الكمية” والجماعية في ظل طبقة سياسية لم تراعي مسقط رأسنا ومربض خيلنا و مقابرنا الفردية والجماعية.. سلطة لا تحترم الموت ولا تحترم الحياة.. حياة شعوبها بالمطلق والنسبية والمطلق في النسبية في الإخفاء والخفاء و الإضمار والتوريث والتورية..!؟

هبت رياح الخيل والهكسوس الداخلي والتتار والمغول هبوا إلى منصات الإعلام، والأبواق المرئية، والمسموعة، والمكتوبة، والمقروءة والملموسة.. في الحجج الجاهزة، والتبريرات اللغوية، والتمريرات المروية، والتحذيرات والمخدرات المعتادة، والتنبؤات المكيافيللية و الشعوذات النارية من هالك لمالك لقباض الأرواح المقدسة..!؟

يقول “هالك” فيما يقول و يستفيض ويقول.. ويحذر من تداعيات عدم التجديد أو التمديد.. أو التمديد أو التجديد.. أو فلتان الوضع المالي وتفلت الدولار المنفلت وتجاوز ما بعد بعد جهنم القبوات والسماوات وكاننا نعيش الخلود في الجنان الموعودة… وكيف لا وحاكم مصرف الطبقة الاوليغارشية الحاكمة والسياسية الفاسدة ومجرور فضلاتها المقدسة.. صاحب الهندسات المالية ونظرياتها التي أكلت أخضر البلد ويابسه أصبح مجرد (((عبء)) في حقيقة الأمر على الطبقة العميقة الحاكمة وشياطينها العميقة من هالك لمالك لقباض الأرواح..!؟

في حين يخرج علينا “مالك” وما أكثرهم في وعينا وموروثنا وتاريخنا محذرًا ونذيرا.. مالك الذي رأى، أنّ ما يحصل على الحدود “ليس عن عبث، وهو “تحمية الساحة” لدفع الأمور بإتجاه مفاوضات توصل إلى إتفاقات معينة”، وقال: “ما وُصول آموس هوكشتاين في المرحلة المقبلة إلى لبنان، إلّا في هذا الاطار” الوجودي اياه..!؟

وعلى صعيد الملف الرئاسي، أشار “مالك”، في حديث الى (….)، إلى أنّ “الحل لا زال بعيدًا، لكنه بات اليوم أقرب مما كان عليه منذ سنة”..!؟

وكشف مالك، عن أنّ “نواب الحاكم المركزي سيستقيلون الأسبوع القادم”.
ويعود مالك إلى ما حصل في عهد الرئيس السابق عون، معتبرًا أنّ “مهمته كانت على مدى سنوات تدمير البنك المركزي” دون إن بذكر ويتذكر شركائه وحلفائه..!؟

وختم، “أمّا وفي حال وصلنا إلى خلو سدة قيادة الجيش ورئاسة الأركان ولم يتم تعيين أي أحد، فهذا معناه أن هناك تعمدًّا لدفع الأمور بالمؤسسة العسكرية أيضا للتحلل والتفكك العسكري، تمهيدًا لمخططات خطيرة تستهدف البلد”..!؟

وهنا يأتي دور قابض الأرواح وهادم اللذات وما أدراك وإدراكنا ما قابض الأرواح وهادم اللذات الذي يخشاه ويخافه المؤمنون والملحدون والكافرون من جميع الملل والنحل والطوائف والمذاهب والمعتقدات وما أكثرها في بلاد الطوائف السياسية والأصنام الوثنية والأوثان.. وها هو دون آن يقول أو يقول يأخذنا إلى حيث يشاء ولا نشاء.. وها هو بحركة بسيطة واحدة من إصبعه المقدس يأخذنا إلى حيث يشاء ولا نشاء أو نشاء.. يأخذنا إلى المربع الأول.. أو يأخذنا إلى المربع الأخير.. دون إن نشاء أو نشاء..!؟

في كتابه “الحب والحرب والحضارة والموت” ناقش سيغموند فرويد تأثير فكرة الموت الجماعي على الانسان ومحاولة التحرر المؤقت من الأوهام. كما ناقش فرويد التراكمات النفسية المستجدة من الشعور بالذنب تجاه الآخرين أمام مشهدية الموت الجماعي.. موت الحروب السياسية، أو موت الحروب والأوبئة والفيروسات السياسية من كل الأنواع والألوان..!؟

كان الموت في مفهوم مؤسس علم التحليل النفسي الذي أشتهر بنظريات العقل واللاوعي أداة لإعادة التفكير في (((الصراع المتواصل لحساب الآخرين))) بين غريزتي الموت والحياة.. كما أكتشف فرويد آن ما من شيء يسمى حادثة أو صدفة، وأكتشف كيف إن المشاعر والأفكار والدوافع والأمنيات والأحداث، التي قد تبدو عشوائية، تحمل معانٍ خفيفة في وعيها الباطني العميق..!؟

كما يروي فرويد، قصة يأبى كثير منا سماعها، وهي عجزنا عن معرفة أنفسنا بطريقة كاملة، وجهلنا بما يحركنا أو السبب الذي يجعلنا نفعل ما نفعله، ويقول ما مفاده إن أفكارنا الواعية ليست إلا خيطًا رفيعًا يحوم بين تلافيف عقولنا الظاهرة والباطنة!؟

نعم، إن أفكارنا الظاهرة “الواعية” وأفكارنا الباطنة الواعية كذلك ليست ألا خيطًا “رفيعًا” يحوم حول وبين تلافيف عقولنا.. عقولنا الغائبة من الخوف والتخويف.. أو عقولنا المغيبة بمحض إرادتنا.. إرادتنا الغائبة والمغيبة..!!؟؟؟

Visited 7 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

محمود القيسي

كاتب لبناني