ماذا تخبىء بيلاروسيا لبولندا؟
د.خالد العزي
في المحادثات الاخيرة التي جرت بين الرئيسين الروسي والبيلاروسي فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو في 23 تموز ـــ يوليو الماضي في سان بطرسبورغ، تمت مناقشة كيفية الدفاع عن نفسيهما ضد الغرب بالوسائل العسكرية والاقتصادية، فلم تتم مناقشة التكامل الاقتصادي فحسب، بل تمت مناقشة التعاون العسكري أيضًا. وقال رئيس بيلاروسيا إن مجموعة “فاغنر” المتمردة كانت متحمسة للقيام “برحلة” إلى بولندا؟!، فماذا يعني ذلك؟
يُزعم أن وارسو نفسها تحلم بالاستيلاء على غرب أوكرانيا. وبالتوازي مع اجتماع الرؤساء في ساحة التدريب، خضع محاربو بيلاروسيا الى دورة تدريبية قتالية للقوات الخاصة البيلاروسية تحت إشراف مدربين من الشركة، بحسب معلومات وزارة الدفاع البيلاروسية حول كيفية حاجتهم في الوزارة من تلك التجربة والاستفادة منها. حيث ، سجل يفغيني بريغوجين أول كيان قانوني في بيلاروسيا باسمه.
في الجولة الأولى من المحادثات بين بوتين ولوكاشينكو، افاد رئيس بيلاروسيا بمعلومات مثيرة للاهتمام. فهو وعد بوتين بعدم السماح الى فاغنر بالدخول إلى بولندا حتى الآن، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الوضع تحت السيطرة ولن يسمح لأي شخص بالسفر إلى الخارج.
من الواضح أن بولندا لا تقدر لطفه وتقوم بنقل قوات كبيرة إلى حدود دولة الاتحاد. كما يتضح من خريطة معينة أخذها معه، وبالتالي من هنا بات واضحا لماذا نقلت فاغنر الى بيلاروسيا وتحديدا تم نشر قواتها على الحدود مع بولندا.
بيلاروسيا تعتبر بانه يحضر لها عدوان من الغرب ويشتبه رئيسها في أن بولندا لديها خطط خبيثة بشكل استثنائي وهناك الكثير من المحادثات في بعض الأجزاء لقبول انضمام أوكرانيا إلى الناتو. هذه ستارة دخان. لتمزيق هذه القطعة من غرب أوكرانيا. وتحت ستار قبولهم في الناتو حتى يتمكن السكان من الدخول، اليها بحرية.
يحاول لوكاشينكو كما بوتين اعطاء انطباع لتصرفاتهم امام العالم بان الغرب يريد قطع غرب أوكرانيا وضمها إلى بولندا. وهذا هو الدفع مقابل المشاركة النشطة للبولنديين في هذه العملية ضد قوات الاتحاد الروسي والاميركيون يؤيدونه .فان فصل غرب أوكرانيا وتقطع أوصالها ونقل الأراضي إلى بولندا أمر غير مقبول من الجانب الروسي والبيلاروسي.
اقترح رئيس بيلاروسيا، بالنسبة للاقتصاد، الطلب مرة اخرى من روسيا التفكير الجاد بين البلدين بوضع خطة اقتصادية وفي المحصلة النهائية لهذه الخطة هي الاعتماد على الذات. فهناك موارد أكثر من كافية. والبلدين كما يدعيان انهما بحاجة إلى بناء خطة للتنمية اي دولتان، في وطن واحد.
لكن مقاتلي شركة فاغنر، الذين لم يُسمح لهم بعد بدخول بولندا، بدأوا بالفعل في التدريب النشط للقوات الخاصة البيلاروسية وفقًا الى أساليبهم المتقدمة، وكما ذكرت الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع في جمهورية بيلاروسيا ان دورات مكثفة عقدت وقدمت خلالها دروسا في التدريب التكتيكي في ساحة القتال بمشاركة مقاتلي فاغنر.
ان انطباعات المقاتلين البيلاروسيين عن التجربة الجديدة التي يكتسبونها مرتفعة جدا وكان هناك إقبال كثيف على الدراسة والتدريب، ويمكن للجميع استخدام كل الطرق الممكنة لتلقي المعلومات، وتطبيقها بالممارسة، والعسكر مثل الإسفنج، حاولوا استيعاب كل شيء إلى أقصى حد وتحليله لوضعه موضع التنفيذ في المستقبل.
مثلا يشير العسكر إلى ان المدربين من الشركات العسكرية الخاصة يتواجدون باستمرار مع القوات المتدربة ويقدمون نصائح جيدة لهم واقترحوا كيفية التغطية، وكيفية الدفاع، والدفاع ضد المركبات الجوية غير المأهولة، وكيفية التصرف مع المخابئ عندما يتم العثور عليها أثناء التفتيش على بعض الكمائن أو المناطق المحصنة”.