ذهب رياض سلامة .. ولم تخرب اورشليم

ذهب رياض سلامة .. ولم تخرب اورشليم

حسين عطايا

طوال ثلاثين عاماً تربع رياض سلامة على كُرسي حاكمية  مصرف لبنان قبل خروجه منه في 31 تموز ــ يوليو الماضي، وكان قد اصبح في اشهر الفراغ الرئاسي الاخيرة الحاكم بأمره ، فهو ممول المنظومة ، وهو من يخترع التعاميم ليؤخر الانهيار ، نتيجة البهلوانيات التي كان يقوم بها ليُطيل عمر السلطة الحاكمة وبنفس الوقت يمد يده على بعض المال العام من جراء عمليات البيع والشراء للدولار الاميركي وعبر سماسرة معروفين بولائهم له ، وكُل ذلك مما تبقى من ودائع للبنانيين مغتربين ومقيمين ، وبحماية سياسية من رأسي السلطة النشريعية والتنفيذية الللتان يرأسهما نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومن خلفهما حزب الله المستفيد الاكبر من هذه العمليات ، بحماية إعلامية عبر اعلاميين مرموقبن ، مغمورين يستضيفون مجموعةً من “الخبراء الاقتصاديين” المتواجدين غب الطلب ليشرحوا ويُثنوا على اعمال الحاكم وما يقوم به من عمليات وتعاميم لوقف الانهيار وتأخيره ، حتى انتخاب رئيس للجمهورية ، وهؤلاء معروفون بالاسماء ولو راجع المواطن اللبناني العادي بعض البرامج الحوارية السياسية والاقتصادية لوجد مجموعة من الاعلاميين والخبراء ينفذون امر عمليات بالانتشار على أغلب المحطات الاعلامية ووسائل التواصل ليُشيدوا ويُثنوا على اعمال وخطط الحاكم رياض سلامة .

حين دنت لحظة خروجه عن المشهد نتيجة انتهاء ولايته الاخيرة في حاكمية مصرف لبنان ، وبعد ان فشل الثنائي ميقاتي – بري في التجديد او التمديد او التكليف بتصريف اعمال البنك المركزي وفقاً لمبدأ استمرارية المرفق العام ، وحيث ان كل المحاولات باءت بالفشل لعدم إيجاد اي مخرج قانوني لها ، بدأ التهويل بالفراغ على النائب الاول للحاكم وبقية النواب الثلاثة ، وما بيان الاستقالة الذي اعدوه في وقت سابق قبل انتهاء الولاية إلا استجابة لهذا التهويل والتهديد  .
وحين بدا ان الامر اصبح محسوماً باستلام نائب الحاكم الاول وسيم منصوري لمهام الحاكم بدأت سلسلة جديدة يقوم بها بعض الاعلام وبعض الخبراء الاقتصاديين بالويل والثبور وعظائم الامور بعد انتهاء ولاية الحاكم وبدأت تنتشر التنبوئات بوصول الدولار الى عتبة المليون ليرة ، وبدأت الضغوط تشتد اكثر فأكثر على منصوري ورفاقه نواب الحاكم ودخل على خط التهديد والوعيد مباشرة كل من النائب علي حسن خليل بصفته المستشار السياسي للرئيس بري، بالطلب من منصوري بالاستقالة ، وكذلك تدخل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى يحذر من استلام منصوري لمهام الحاكمية وتسيير الاعمال ، إلى ان اتت كلمة سر من مكانٍ ما خارج حدود الوطن فتبدلت الامور واستتب الأمر وتسلم النائب الاول وسيم منصوري مهام الحاكمية وحدث التسلم والتسليم بهدؤٍ تام وسلاسة ، وخرج الحاكم بزفة دون طبل وزمر ظهر يوم الاثنين الواحد والثلاثون من الشهر الماضي تموز – يوليو بهوبرة من الموظفين في المصرف المركزي وهم اتباع الاحزاب والقوى السياسية التي تتحاصص كل الوظائف من الفئة الاولى حتى الاخيرة في سلم الوطائف في الجمهورية اللبنانية .

بذلك كذُبت كل التوقعات التي ادلى بها وعلى فترةٍ طويلة إعلاميين واقتصاديين “خبراء واستشاريين ” وذهب رياض سلامة وبقي الاستقرار بسعر الصرف لا بل تراجع قليلاً ويحكى عن تراجعه لعتبة الخمس وثلاثون الف ليرة للدولار الواحد في الفترة القادمة ، وبالتالي كل التهويل ذهب هباءً منثورا ومن دون انعكاسات .
وهنا ذهب ما تبقى من بعض ماء الوجه لمن أمن الحماية والغطاء لسلامة وظهر انهم اصغر من أن يواجهوا قراراً خارجياً ، وهذا ما يُؤمل ان يحدث على صعيد الانتخابات الرئاسية بدءاُ من الاسبوع الثاني من شهر ايلول – سبتمبر القادم ، حيث من المتوقع ان تحُل الروح القُدُس على البرلمانيين اللبنانيين وزعماء الامر الواقع من شخصيات واحزاب وقوىً وإن كان بعضها يمتلك مئة الف صاروخ ومئة الف مقاتل ، فهذه المجاميع تقف عاجزة عن عدم القدرة في مُجابهة تصريحٍ او طلب آتٍ عبر البحار ولو مع الحمام الزاجل ، فيُنفذ الامر دون إعتراض حقيقي وجازم .

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني