زيلينسكي يسعى لتطوير الأسلحة الأوكرانية .. فهل يستغني عن الغرب؟
د.خالد العزي
تخطط كييف للاقتراب من مجموعة الشركات الغربية الكبيرة، وقد وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيادة إنتاج أسلحته الخاصة إلى الحد الأقصى، لا سيما القذائف والطائرات بدون طيار والصواريخ والمركبات المدرعة. ووفقا له، فإن الدولة لديها الأموال اللازمة لذلك.
ورأى مدير مركز أبحاث الجيش والتحويل ونزع السلاح فالنتين بادراك فرصة جديدة للتعاون مع الشركات الغربية الكبرى مثل راينميتال (ألمانيا). لكن الخبراء يعتقدون أنه لن يكون من الممكن تحقيق مثل هذه الخطط إلا إذا رفض الجانب الروسي ضرب المنشآت ذات الصلة، حيث أكد رئيس القسم أوليكسي ريزنيكوف في مؤتمر صحفي بتاريخ 29 آب /اغسطس2023 أن شركة ألفا البولندية لم تف بعدد من العقود لتوريد أنواع مختلفة من الأسلحة والذخيرة إلى كييف، المبرمة مع وزارة الدفاع الأوكرانية في عام 2022.
وأشار ريزنيكوف إلى أنه لسوء الحظ، حتى اللاعبين المؤثرين في السوق لم يتمكنوا من الوفاء بجميع العقود الموقعة، والتي تنطبق أيضًا على الشركات الأمريكية. ووفقا له، تم بالفعل رفع العديد من دعاوى التحكيم ضد ألفا. وبعد ذلك عرضت الشركة على وزارة الدفاع توفير قذائف أخرى، والتي يتم الآن دراستها من قبل متخصصين أوكرانيين.
تعتبر أوكرانيا الدولة الثانية في الاتحاد السوفياتي السابق، وطبعا هذه الدولة حافظت على مصانعها وانتاجها العسكري وروسيا تعرف جيدا بان الكثير من الصناعات الحربية المتعلقة بالصواريخ والدبابات والطائرات وصواريخ الفضاء كانت تؤخذ من أوكرانيا حتى بداية الحرب بين الدولتين.
ومع بداية الحرب اعتبرت روسيا بانها تستطيع القضاء على أوكرانيا ومخزونها العسكري بسرعة، لكن مع استمرار الحرب والزخم القوي التي تعيشه الحياة الميدانية تطلب ذلك تزويد أوكرانيا بسلاح جديد وفعال وذخيرة حيوية للاستمرار في المعارك والتصدي للجيش الروسي الذي يمتلك ترسانة حربية اكبر من أوكرانيا بالعديد من المرات مما دفع الدولة بالاعتماد على الدعم الغربي الذي كان متوقعا تلبية الحاجات للدولة في قتالها الشرس مع روسيا .
لكن ظهر في الدعم الحربي الغربي العديد من المشكلات لجهة السلاح ونوعيته والذي لم يساهم فعليا في دفع الجبهات الاوكرانية للامام كما كانت تتصور أوكرانيا، السلاح قديم وغير فعال وغير متطور خردة، وبالتالي غياب الذخيرة المطلوبة للجبهات المطلوبة .
ولكن العقود التي ابرمت مع شركات اوروبية وتحديدا من الدول الاشتراكية السابقة لسد النواقص لكن الشركات كانت تتهرب من تنفيذ العقود مما وضع اوكرانيا في مأزق فعلي لعدم مصداقية الغرب ومن هنا يعتمد الأمر على استنتاجهم للشركات الغربية والبولندية منها، فيما إذا كان سيتم تسليم الذخيرة إلى القوات المسلحة الأوكرانية، أو ما إذا كان الشركاء البولنديون سيضطرون إلى إعادة الدفعة المسبقة. في الوضع الحالي، تفاقمت أيضًا مشاكل الشركات المملوكة للدولة الأوكرانية – المستوردين الخاصين، لأنهم ببساطة لا يملكون المال، وبالتالي يمكننا التحدث عن الإفلاس، كما حدد رئيس وزارة الدفاع.
لذلك بدأت اوكرانيا فعليا بتعزيز صناعاتها المحلية والاعتماد عليها في تلبية مطالبها من تامين الأموال اللازمة ودفعها لتحديث التصنيع والاستغناء عن الغرب مما يعني بان التحديث للصناعات الاوكرانية سيجعلها تلبي حاجاتها العسكرية برفد الجبهة بصناعتها دون اخذ الموافقة من أحد، اضافة الى تطوير مقذوفات وسلاحها بما يخدم استراتيجية الهجومية دون قطع التعدي على نفسها امام الغرب والناتو .
من هنا بات هذا التوجه ضروري لأوكرانيا في عملية التطوير والاستغناء بالاضافة الى ان نمو هذه الصناعات سيضع اوكرانيا في نفس مراتب الدول الغربية المصنعة للسلاح ولكن الاوكران سيكون لديهم ميزات مختلفة عن الآخرين بانهم يمزجون بين تطوير السلاح الغربي والشرقي ولقد عرفنا بان الدولة التي تشكل الرافد الأول للسلاح الى أوكرانيا هي روسيا نتيجة اكتساب المغانم الحربية وإعادة ترميمها وتطوير أنظمة جديدة فيها .
كانت التصريحات التي أدلى بها رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي مهمة جدا والتي قال فيها إن البلاد تخطط لزيادة حجم إنتاجها من الأسلحة، وخاصة القذائف والطائرات بدون طيار والصواريخ والمركبات المدرعة، إلى الحد الأقصى. والدولة لديها الأموال اللازمة لذلك. وعقد زيلينسكي اجتماعًا خاصًا حول هذه القضية بمشاركة ممثلين عن وزارة الصناعة الإستراتيجية وشركة (اوكران غرام بروم Ukroboronprom ) اي التصنيع الحربي الأوكراني ورؤساء الشركات المتخصصة. حيث رفع شعار “نحن نعمل على تعظيم حجم الإنتاج في أوكرانيا كي تستطيع أن تفعل ذلك. وصناعتها الدفاعية لاحقا ستعطي نتائج أفضل.