بيربوك في مهمة حماية اوكرانيا من الصقيع

بيربوك في مهمة حماية اوكرانيا من الصقيع

 د.خالد العزي

قامت وزيرة الخارجية الألمانية الاتحادية أنالينا باربوك بزيارة غير متوقعة لكييف منذ حوالي الاسبوع منتقلة بالقطار. وهذه هي الرحلة الرابعة التي تقوم بها بيربوك إلى أوكرانيا منذ أن أطلقت روسيا عملية عسكرية خاصة، ولم يتم الإبلاغ عنها لأسباب أمنية.

تكهنت وسائل الإعلام الألمانية بان سبب ذهاب باربوك إلى كييف هو مظهر من مظاهر التضامن مع أوكرانيا قبل بدء اجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 الجاري، وقد ترافقت زيارات بوربوك إلى كييف مع الاحداث الدولية الكبيرة باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، فهي تستهدف أيضًا الجماهير المحلية في ألمانيا.

صرحت الوزيرة الألمانية  حول نية الاتحاد الأوروبي لربط شبكة الطاقة الأوروبية بشكل أوثق مع الشبكة الأوكرانية. لتقديم المساعدة لأوكرانيا في فصل الشتاء المقبل.

وفي عام 2022، شنت روسيا هجمات صاروخية على شبكة الكهرباء الأوكرانية في الفترة من من الشهر التاسع حتى  الحادية عشر من العام الماضي.  في الوقت الذي حاول الاتحاد الأوروبي فيه إنشاء محطات فرعية للمحولات تربط نظام الطاقة في نظام واحد وتضمن إمداد المستهلكين بالكهرباء. ونتيجة لهذه الهجمات، انقطعت إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة عن محطات الطاقة الحرارية في العديد من مناطق أوكرانيا. ومن وجهة نظر الحكومة الأوكرانية، ساهمت هذه الهجمات أيضًا في تشكيل موجة هجرة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا.

 يتوقع الغرب بإن تكرر روسيا هذا الشتاء سيناريو  العام الحالي، بعد ان  تم الإعلان عن الانتهاء من ربط نظام الطاقة الأوكراني بنظام الطاقة الموحد لأوروبا EntSO-E في كييف في الشهر الثالث من العام الماضي. ولكن إذا حكمنا من خلال نوايا بوربوك، فإن العديد من جوانب هذا التوحيد لا تزال دون حل. ويبدو أنها ناقشت مع المسؤولين الأوكرانيين التدابير المحددة التي يمكن أن تتخذها أوروبا للحفاظ على نظام الطاقة الأوكراني قيد التشغيل، بما في ذلك إمداد تلك الأجزاء منه التي يمكن تدميرها خلال حملة الشتاء 2023/24.

وفقا لعدد من الصحف والمجلات الألمانية الرائدة، ناقشت باربوك في كييف أيضًا قضايا انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وفي أوروبا، ينظر بعض الساسة بجدية إلى هذه الخطوة باعتبارها فرصة للحفاظ على سلامة الأراضي والحكومة الحالية في كييف. وفي هذا الصدد، تعتزم بوربوك التحقق والحصول على التأكيد المناسب حول مدى التقدم الذي أحرزته كييف (التي تتمتع بالفعل بوضع المرشح منذ العام الماضي) نحو استيفاء شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

لقد طُلب من أوكرانيا تنفيذ إصلاحات في سبعة مجالات، بما في ذلك العدالة والإعلام ومكافحة الفساد والأوليغارشية. وكان على بوربوك أن تصل إلى نتيجة أولية. وليس من قبيل الصدفة أن يتم إلقاء القبض على رجل الأعمال الأوكراني إيغور كولومويسكي واتهامه بالاختلاس قبل وقت قصير من وصولها إلى كييف.

مما لا شك فيه أن مسألة الإبلاغ عن الوضع على خط الاتصال المسلح بين القوات المسلحة الروسية والأوكرانية أدرجت أيضا في خطط الوزيرة الألمانية. والحقيقة هي أن وسائل الإعلام الألمانية تميل إلى الإبلاغ عن النجاحات في تقدم القوات المسلحة الأوكرانية في الاتجاه الجنوبي. ويعبر المراقبون الدوليون عن وجهات نظر أكثر انتقادًا. واستمعت بيربوك إلى آراء المسؤولين الأوكرانيين في هذا الشأن لنقلها إلى شركائها في الائتلاف الحاكم.

لابد من القول بان أوكرانيا نجحت الى حد معين من خوض المعارك العسكرية على الجبهات  ضد الغزو الروسي وبنفس الوقت محاربة الفساد المتفشي في الكواد وهذا شان كل دول الاتحاد السوفياتي وروسيا في الطليعة ، وايضا محاربة المخدرات بعد ان اصبحا روسيا الطريق الرابط بين الشرق والغرب لنقل المخدرات للأسواق  من خلال العصابات  العالمية المنظمة .

 

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني