قطر على خط الأزمة الرئاسية .. و”حزب الله” في البازار
حسين عطايا
منذ اسبوع وصل الموفد القطري حمد بن جاسم آل ثاني إلى بيروت، لتحضير الارضية التي سيبدأ منها الموفد القطري الرسمي وزير الدولة القطري للشؤن الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي ، حيث من المتوقع وصوله مطلع الشهر المقبل ، وقد تيسر للموفد القطري الحالي زيارة غالبية الكتل النيابية والنواب المستقلين، وقد تطرق لتسمية اربعة شخصيات لبنانية منها : قائد الجيش العماد جوزيف عون وهو اولوية بالنسبة للموفد القطري ، كما اسم الوزير السابق زياد بارود، والنائب نعمت فرام كذلك اللواء الياس البيسري مدير عام الامن العام الحالي بالوكالة ، وذلك ليٌظهر ان المبادرة القطرية تنطلق من مقاربة جديدة تقول ان ترشيح كل من سليمان فرنجية وجهاد ازعور قد سقط وبالتالي المطلوب البحث عن شخص ثالث من ضمن الاسماء الاربعة المطروحة ، وبذلك يخلق مناخ جديد في المبادرة اي انه لايحمل إسم شخصية واحدة يُريد فرضها على القوى السياسية والكتل النيابية اللبنانية .
البعض يُحدد سقوفاً للمبادرة القطرية كما المبادرة الفرنسية حتى نهاية شهر تشرين الاول – اوكتوبر ، لكن في السياسة اللبنانية وكما تعودنا لاشيء محسوم ولاشي ثابت بل متغير ومتحرك باستمرار ، وفي الاشهر الاخيرة تحدث عدد من السياسيين والاعلاميين الى تحديد مواعيد لانتهاء الفراغ الرئاسي ولكنها قد تعطلت لا بل فشلت .
لذا ، لاشيء واضح حتى الان ، حيث ان التسوية الاقليمية والدولية غير ناضجة وبالتالي قد تصدق التوقعات وقد تطول وفقاً لسير الامور خلال الأيام أو الاسابيع المقبلة.
لكن الاأهم ، الدخول الامركي وبقوة على الخط الرئاسي من خلال تحريك ملف الحدود البرية ، والذي يحمله معه كبير المستشارين لشؤن الطاقة في البيت الابيض آموس هوكشتاين والذي يتوقع حضوره الى لبنان في النصف الاول من الشهر القادم .
يُضاف ذلك بالطبع لموعد المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان اي اودريان والذي قد ضرب موعداً لزيارة رابعة للبنان ايضا مطلع الشهر القادم ، واليوم تحدث وللمرة الاولى عن ضرورة بحث السياسيين اللبنانيين لخيار ثالث في ملف الرئاسة اللبنانية ، وهذا الامر معطوف على كلام منسوب للشيخ نعيم قاسم والذي اشاد فيه بعقيدة الجيش اللبناني والذي قد يكون من باب الغمز لموافقة حزب الله على ترشيح العماد جوزيف عون ، خصوصاً ان الحوار مع التيار العوني ورئيسه جبران باسيل لا يزال يراوح مكانه ولم يتقدم ، وبالتالي حزب الله اصبح محشوراً في ضرورة وضع حد للفراغ الرئاسي والذي يٌصيب كافة مؤسسات الدولة اللبنانية بالانهيار والتآكل شيئاً فشيئاً مما يُصعب عليه الأمور ويزيد من درجة الأزمة التي يتحملها امام جمهوره وبيئته وكافة اللبنانيين .
إن كان حزب الله لازال يُعلن تمسكه بترشيح سليمان فرنجية ، فذلك من باب زيادة سقف اسعاره وصولاً الى مقايضة فعلية قد تُبقي على بعض من نفوذه ويطمئن لتغطية شرعية لسلاحه ، تحت حجة الحاجة اللبنانية لحماية التنقيب على النفط والغاز في البحر بعد ان تبخر موضوع المقاومة واصبح ذلك غير شعبي بنظر الاكثرية الساحقة من اللبنانيين خصوصاً على اثر توقيع اتفاق الترسيم البحري للحدود الجنوبية وما نتج عنه من اعتراف وتطبيع مع الكيان الاسرائيلي .
لذا فإن حزب الله يبحث عن ثمن للموافقة على صفقة ترسيم الحدود البرية والانتخابات الرئاسية لحفظ ماء وجهه وحفظ سلاحه مع بعض النفوذ في السلطة اللبنانية القادمة .
بذلك فإن حزب الله يكون قد دخل في بازار السياسة اللبنانية كغيره من قوى واحزاب سياسية ، اما ما كان يُسوق له من خطابات الطهر والعفاف كلها شعارات سقطت مع سقوط اسبابها الموجبة على أثر موافقته على صفقة الترسيم البحري وبرعاية امريكية والتي كان في الماضي يُسميها الشيطان الاكبر .
إذن لبنان على موعد مع زحمة وفود ومبعوثين قد تكون هذه المرة لها بعض النتائج الايجابية خصوصاً ان السفير القطري قد التقى للمرة الثانية النائب محمد رعد رئيس كتلة حزب الله النيابية ” كتلة الوفاء للمقاومة ” ومن ثم زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو ، هذه الامور قد تُشعر بجدية الاتصالات القطرية والتي تتم بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية .