بيلاروسيا وبولندا .. جمر تحت الرماد
د.خالد العزي
صرح رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في حدث مخصص ليوم الوحدة الوطنية منذ أيام عبر التلفزيون البيلاروسي “لا أرغب حقًا في أن تصبح أراضينا مرة أخرى مسرحًا للعمليات العسكرية وأن يتم تدمير الملايين من مواطنينا مرة أخرى”.
واعلن إن بلاده لا تنوي التدخل في حياة الدول المجاورة، مشيرا إلى أنه “لا يرغب حقًا في أن تصبح بيلاروسيا مسرحًا للعمليات العسكرية.
وشدد على أن “بلاده لا ترسم خططًا للتدخل في حياتكم، نتمنى لكم فقط الخير والسعادة والسلام. لكن عالمنا اليوم هش للغاية لدرجة أن أي حركة مهملة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها”.
وفقا لألكسندر لوكاشينكو، لا يمكن للشعب البيلاروسي أن يكون معتديا. وأضاف أنه في حالة حدوث عدوان على الجمهورية، فإن البلاد لديها ما يجب الرد عليه. “لذلك دعونا نعيش معًا، مثل الجيران!”.
لقد حاول الرئيس البيلاروسي ان يظهر موقف متسامح نابذا للحروب في هذا اليوم مستندا إلى مواقف قديمة لا يريد تكرارها وخاصة لما عاناه الشعب من إساءة معاملة البيلاروسيين والروس الأوكرانيين في معسكر الاعتقال البولندي في بيريزا-كارتوزسكايا “باسم الصداقة البولندية ـــ السوفياتية”.
حاول الرئيس البيلاروسي القول بان بلاده تغلبت على الألم بسبب هذا، ولكن “ما وراء الخطأ تم اعتباره ضعفًا”. وحاول الفصل في حديثه الفصل بين الشعب البولندي. والنخبة، السياسيين الذين كانوا متعطشين للانتقام طوال هذه السنوات.
لان التوتر بين بولندا وبيلاروسيا في الأيام الاخيرة قد وصل الى منسوب عالي من التوتر حيث باتت المواجهة على قوب قوسين ، وقد أعلن وزير الداخلية البولندي ماريوس كامينسكي عن مناقصة لبناء سياج مزود بأنظمة تتبع إلكترونية على الحدود مع بيلاروسيا وقد أعلن وزير الدفاع الوطني البولندي ماريوس بلاشتشاك عن بدء العمل في بناء معسكر عسكري لوحدات فرقة المشاة الجديدة، والتي من المقرر أن تبدأ الخدمة بحلول نهاية الخريف في محافظة بودلاسكي على الحدود مع بيلاروسيا.
وقد سجلت السلطات البولندية خلال العام الماضي 16 ألف محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني مع بيلاروسيا. ووعدت وارسو علناً باتخاذ “جميع الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن” في هذا الصدد.
وعلى الجهة الأخرى افادت المعلومات بان بيلاروسيا ستجري مناورات عسكرية واسعة النطاق في نهاية الشهر التاسع حيث افاد نائب وزير الدولة بمجلس الأمن البيلاروسي بافيل مورافيكو، إن مناورات عسكرية واسعة النطاق ستجرى على أراضي بلاده .
ولم يتم تحديد أي جزء من بيلاروسيا ستجرى فيه التدريبات. “كقاعدة عامة، تشارك فيها جميع عناصر التنظيم العسكري للدولة، ويشارك فيها الدفاع الإقليمي. وقال بافيل مورافيكو لقناة STV التلفزيونية الحكومية إن الميليشيا الشعبية ستشارك أيضًا في التدريبات الأخيرة. وأوضح أن التدريبات ستجرى مبدئيا في الفترة من 20 إلى 26 ايلول سبتمبر الجاري. وبنفس الوقت أعلنت وزارة الدفاع البولندية عن تدريبات عسكرية. ووقعت في الجزء الشرقي من البلاد بالقرب من وارسو. واستمرت المناورات يوما واحدا، 17 ايلول /سبتمبر2023، وشاركت فيها معدات عسكرية جديدة تم شراؤها مؤخرا من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
اذن الرماد لا يزال تحته جمر وهناك خوف ومن الطرفين بسبب غياب الثقة وغياب القنوات المغلقة للتواصل والاتصال، لذلك تبقى الأجواء ملبدة بغيوم التوتر والاستنفار العام وبالتالي هذه الأجواء نتيجة استمرار الحرب الضروس في أوكرانيا .