الفائز بجائزة نوبل للآداب هو…
المعطي قبال ـــــ كاركاسون
من سيخلف آني أرنو على رأس جائزة نوبل للآداب التي ستمنح للفائز أو الفائزة يوم الخميس المقبل؟ قبل لحظة الحسم، تتضارب التكهنات حول قائمة تتشكل من عدة اسماء تتميز بحضور مكشوف في عالم الثقافة والأدب وذلك بفعل ترجمة نصوصهم إلى عدة لغات.
ويشير الخبراء إلى أن اختيار هذا العام قد تتحكم فيه اعتبارات سياسية إلى حد كبير. ويجد سلمان رشدي والكاتبة الروسية المعارضة ليودميلا اوليتسكايا أو الكاتبة الصينية كان كسو الطليعية مكانهم في هذه الخانة. اختيار أحد أسماء هذه القائمة عربون على دفاع الأكاديمية عن حقوق الإنسان وحرية التعبير وإلا بقيت الأكاديمية سجينة عقلية أكاديمية تقليدية تتخبط في هفوات وأحيانا انزلاقات مثل منح الجائزة للكاتب النمساوي بيتر هاندكيه الذي آزر مذابح الصرب خلال حرب البلقان إبان عقود التسعينات أو فضائح « مي تو » التي هزت الأكاديمية. بذلك يسعى “حراس المعبد” إلى تلميع صورة الأكاديمية واسترجاع هيبتها الثقافية.
أول خطوة في هذا الاتجاه تمثلت في تغيير نصف أعضاء الأكاديمية. كما يدخل منح الجائزة العام الماضي لآني أرنو في هذا الإطار. قبل النسخة ما قبل الأخيرة، كان منح الجائزة لعبد الرزاق قرنه، من مواليد زنزيبار والذي استكشف نتاجه عوالم البؤس والمنفى والعنصرية.. إشارة تحول في رؤيا الأكاديمية لكن من دون انتماء أو دفاع عن أيديولوجية معينة. لكن يمكن لأعضائها التعبير عن آرائهم ومواقفهم. هكذا اغتنمت الشاعرة الإيرانية جيلا مساعد، التي تحتل المقعد رقم 15 ضمن أعضاء الأكاديمية الفرصة للتنديد بنظام الملالي بإيران، كما أنها تعتبر من الأعضاء المتحمسين والمدافعين عن منح الجائزة للشاعر أدونيس الذي يتردد اسمه للجائزة منذ 10 سنوات.
قبل يوم واحد على إعلان اسم الفائز، في ظرفية اجتماعية وسياسية تتميز بالعنف المستدام في المجتمع السويدي، تتضارب التكهنات ويطفو اسم سلمان رشدي على رأس القائمة. لكن هذه التكهنات غالبا ما تكون ضربة سيف في الماء بحيث يخرج من قبعة اللجنة اسم غير معروف أو يقع على الهامش ليخلق المفاجئة. هل ستميل اللجنة هذه المرة للأسماء الكلاسيكية التي تتكرر كل عام مثل أدونيس، بول أوستير، ميشال ويلبيك، أم ستختار صوتا نسويا، تبعا للاتجاه العام القاضي بتخصيص حيز هام لأصوات النساء؟ موعدنا غدا لمعرفة نتيجة أحد أهم الجوائز العالمية.
