إسمي نورس وانا من غـــزة
حسين قاسم ــــ بلجيكا
اسمي نورس، وأنا من غـــزة. أسكن قرب شاطئها، حيث أقضي معظم أوقاتي متجولًا في أحيائها الفقيرة. لا أحد يلتفت نحوي او يهتم بي، ولا يُطعمني، رغم شهوتي للمأكولات اللذيذة، هذه اللذة الممنوعة على فقراء بلادي. اخترت التجوال بين مكبات النفايات في أماكن سكن الأثرياء، ، مع أني اصبحت مشهوراً ذائع الصيت، لكن لا أحد يسأل عني، او يأخذ رأي، او يسأل عن حالي، وان الجميع يتكلم باسمي دون استشارتي، أطالب ببيتٍ فيشيدون لي مسجداً فارغاً باستثناء سجادة لا تتسع لنومي،
أنا النورسي الغـــزاوي الفلسطيني، أجنحتي واسعة وطويلة. رفضت اللجوء الذي فُرِض عليّ، قررت أن أعيش وأكون الحاضر والمستقبل. وبمنقاري المعكوف، أقطف زهور الحرية، حيث تكون حريتي الروحية أولاً، تليها حريتي في اتخاذ القرار، وأخيرًا حريتي في مواجهة الموت.
أنا الوسيم الذي سيهب جماله لكل زاوية في غزة، من بيت لاهيـــا لبيت حـــانون، إلى الشجاعــية والـزيتون، وصولاً إلى رفــح ودير البلــح.
كفلسطيني فدائي، جرّبت كل المجازر، ولكن ما يحدث في وطني اليوم يفوق أصعب التحديات، حيث لاحقتني كمن وُجِد للموت أو كأن الموت مُسجل على جبيني.
كطائر نورسي فلســـطيني، أُغط بين محمود وياسر، أأخذ من الأول الكلام ومن الثاني السلام.
أنا الفلســطيني الفــدائي الذي خلق من جزمة أفقا.
كنورسي لم يعد فضائي يتسع لذكر الرموز، ولا لاعداد الشهداء ولا للجرحى والمعتقلين
كطائر مع الغيم، سأطيح بالضَّيم، واسطع من جديد.