الأطفال ماتوا والعمليات توقفت في مستشفى الشفاء
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تضيق إسرائيل الخناق على المستشفيات في غزة وتفرض حصارها اللإنساني على الجرحى والمرضى والأطفال وعلى اللاجئين إلى بر آمان كما يعتقدون المنشرون في ساحات تضيق بهم ولا ترحمهم الطائرات الحربية الإسرائيلية من صواريخ لا تميز بين طفل وإمراة ومسن وشاب بزعم محاربتها لمقاتلي حمـــاس في أنفاق تدعي أن الاخيرة حفرتها تحت بينية المستشفيات حيث كان الدور على مستشفى الشفاء الذي يزداد الوضع داخله سوءا وينتظر كارثة ومجزرة متوقعة تفوق خيال هذا العالم الذي يتفرج على المأساة كفيلم سينمائي.
وقد أكدت الصحة الفلسطينية اليوم السبت، توقف العمليات بمجمع الشفاء الطبي في غزة بعد نفاد الوقود بشكل كامل، معلنة مقتل 39 طفلا في العناية المركزة بسبب انقطاع الأوكسجين والأدوية.
وكشفت أن مستشفى القدس أصبح خارج الخدمة أيضاً بعد استهدافه بشكل مباشر، مشددة على أن ما يحدث في المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية في غزة “جريمة حرب وإبادة”.
وأكدت قصف إسرائيل لمجمع الشفاء بالفوسفور الأبيض، لافتة إلى أن 20 من أصل 30 مستشفى في غزة توقفت بصورة كاملة، موضحة أن الجيش الإسرائيلي بات يحاصر مستشفيات “القدس والرنتيسي والنصر للأطفال والصحة النفسية“.
وأفاد صحافيون عن دفن أعداد كبيرة من الجثث في مقبرة جماعية قرب البناء، بينما أكد الدكتور محمد أبو سليمة مدير المجمع، أن أطفالا ومرضى توفوا بسبب توقف الأجهزة بعد انقطاع الكهرباء عن المجمع، مشددا على أن ساعات فقط تفصل مرضى آخرين والطواقم الطبية عن الموت.
وأعلن المجمع خارج الخدمة بعد انقطاع الكهرباء ونفاذ الوقود وفقدان الاتصالات حتى بالصحفيين داخل المستشفى، مشددا على أن عشرات الأطفال معرضون للموت.
وأفاد “بانقطاع كافة سبل التواصل مع الباقين داخل المستشفى”، الذي لا يزال يضم آلاف النازحين والمرضى، رغم خروج البعض خلال الساعات الماضية.
جاء هذا بعدما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أنها عاجزة عن الاتصال بأي من موظفيها داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث يتعرض منذ أمس الجمعة لقصف إسرائيلي مكثف.
وأكدت أن المجمع تعرض خلال الساعات الماضية إلى هجمات مكثفة وأن الوضع داخله “كارثي”. ودعت “بشكل عاجل لوقف الهجمات وحماية المرافق الطبية وطواقمها والمرضى”.
وأعلن مسؤول مستشفيات غزة، أن الأونروا والصحة العالمية اعتذرتا عن تقديم أي شيء في مدينة غزة والشمال.
وتقدمت قوات الجيش إلى مسافة ثلاثة كيلومترات من المستشفى، الذي تزعم إسرائيل أن حركة حماس تتخذه مقرا لها، كما حاصرته من 4 جهات.
وكانت إسرائيل كثفت حصارها للعديد من المستشفيات في القطاع، لاسيما مربع المستشفيات والشفاء، في محاولة للدفع بالمزيد من المدنيين إلى خارج مدينة غزة، نحو جنوب القطاع، بما يسهل على فرقها العسكرية ودباباتها التوغل أكثر في الشمال، لاسيما في ما تعتبره المربع الأمني لقيادة حمـــاس، وتطبيق سياسة “الأرض المحروقة”.
من جهتها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن آلاف الجنود باتوا موجودين في عمق قطاع غزة. وقالت في بيان أن القوات الإسرائيلية باتت على بعد 3 كيلومترات من مستشفى الشفاء.
وأعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن قواته تواصل عملياتها في أراضي قطاع غزة، حيث تقوم بتصفية المسلحين وتوجيه الطائرات والمدفعية لقصف البنى التحتية، وفق زعمه. وأضاف أن القوات الإسرائيلية سيطرت منذ بداية العمليات البرية على 11 موقعا عسكريا لحركة حمــــاس.
كما رصدت ودمرت نفقا تحت الأرض كان يقع بجوار مدرسة، ورصدت مجموعة مسلحة لدى تحركها باتجاه المقاتلين.
وأوضح أن القوات البحرية هاجمت مبان تستخدمها حركة حمــــاس ضد قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في شمال قطاع غزة، حيث تم قصف مخازن أسلحة وذخيرة توجد بداخلها معدات خاصة بالقوة البحرية التابعة للحركة.
وتابع أن القوات البحرية تمكنت من إغلاق دائرة النار ومهاجمة المباني بتوجيه من قوات المشاة العاملة داخل أراضي القطاع التي كانت قد رصدت أهدافاً عسكرية داخل عدة مبانٍ في محيط مخيم الشاطئ.
يأتي هذا في حين اندلعت مواجهات مباشرة في محور حي النصر بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية.
ووقع عدد من القتلى والجرحى جراء استهداف إسرائيل لمنزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
يشار إلى أن الحرب التي دخلت شهرها الثاني، حصدت حتى الآن أكثر من 11078 شخصًا بينهم أكثر من 4506 أطفال من الجانب الفلسطيني.
فيما حذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة من أنّ النظام الصحّي في غزّة “منهك تماما” ويتهاوى، مؤكداً مقتل طفل كل 10 دقائق.
أما حصيلة القتلى الإسرائيليين فبلغت 1200 في أحدث رقم قدمه الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة، بعدما كان أعلن سابقا أنه 1400، سقط معظمهم في اليوم الأوّل للهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.