معرض فرنكفورت للكتاب بين سند ألمانيا لإسرائيل ومساندة كبار الفاعلين الثقافيين لفلسطين

معرض فرنكفورت للكتاب بين سند ألمانيا لإسرائيل ومساندة كبار الفاعلين الثقافيين لفلسطين

باريس- المعطي قبال

       دعا تحالف الناشرين من أجل فلسطين وهو تجمع يضم 500 ناشر عالمي ينتمون إلى 50 دولة، يمثلون كبريات دور النشر العالمية، دعا إدارة معرض فرانكفورت إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل. وفي رسالة مفتوحة بعث بها التحالف في 24 من شتنبر الماضي طالب الموقعون من إدارة المعرض فك الروابط التي تجمعها بالمؤسسات الثقافية الإسرائيلية التي تبرر القمع الموجه ضد الشعب الفلسطيني.

كما نددت الرسالة بنظام الإبادة والأبرتايد الاستعماري الممارس من طرف إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني. وينحدر الناشرون الموقعون على الرسالة من كل من البرازيل، كولومبيا، الهند، أندونيسيا، إرلندا، اليابان، كينيا، المكسيك، المغرب، النرويج، نيجيريا، الفيليبين، إسبانيا، تانزانيا، تركيا، الكبيك وفرنسا ممثلة بمنشورات لافابريك. ويهدف تحالف الناشرين إلى الاحتفاء بالروح الإبداعية الفلسطينية وانتقاد التواطيء الاعلامي للصناعات الثقافية الغربية.  وفضحت الرسالة التواطيء الألماني مع قوات الإبادة مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تتضامن فيه موجه هائلة من من الكتاب والفنانين والمؤسسات الثقافية في مجموع أنحاء العالم وتدافع عن حرية فلسطين فإن مجموعة من المؤسسات الألمانية تتشبث بعزلتها محاولة ممارسة رقابة على تعابير التضامن متناقضة مع الرأي العام الألماني الذي يعارض بشكل عام الأعمال العسكرية التي تقوم بها إسرائيل بغزة.

تأتي هذه الخطوة ردا على ممارسات وأعمال السنة الماضية لما أعرب مدير معرض فرانكفورت يورغن بوز، في خضم حرب غزة، أعرب عن «تضامنه مع إسرائيل». وقد أضيفت لفعاليات المعرض برامج إسرائيلية نكاية بالمحتجين والمعارضين. ومن التبعات الوخيمة لهذه المواقف حجب جائزة ليبيراتور التي كانت من نصيب عدنية شبلي عن روايتها «تفصيل ثانوي»، صدرت عن دار بيروت وقدمت ترجمتها للفرنسية عام 2023 من طرف ستيفان بيجول. وقد أثار هذا التصرف ردود فعل سلبية داخل وخارج المعرض.

كما وقع مآت الكتاب والمثقفين الحاصلين على جائزة نوبل للآداب أمثال آني أرنو، عبد الرزاق قرنه، اولغا توركاشوك هذه العريضة التي أطلقوا عليها «ستريك جيرماني»، مقاطعة ألمانيا. وندد الموقعون بالرقابة والحجز اللذان مورسا على بعض التظاهرات المساندة لغزة والتي بررها المنظمون بـ «توجهها المعادي للسامية». وشدد المدافعون على «ستريك جيرماني» على بيع وتسليم الأسلحة من طرف ألمانيا لإسرائيل والتي عرفت معدلات مضاعفة منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة.   

ستنعقد الدورة القادمة لمعرض فرنكفورت للكتاب من الأربعاء 16 أكتوبر إلى يوم الأحد 20 منه. هل ستسلك المؤسسات الألمانية مثل السنة الماضية نفس سلوك القمع في حق المؤسسات الفلسطينية؟ هل ستلوح بنفس شعارات الإرهاب والعداء للسامية والمساندة العلنية لعمليات الإبادة التي تمارسها إسرائيل في حق فلسطين ولبنان؟ هل ستتعامل بازدراء مع الناشرين العرب وتلميع صورة إسرائيل.

المهم أن لا الناشرين والا الفاعلين الثقافيين نسوا الاحتقار الذي عاملتهم به ألمانيا وسيكونون على استعداد للرد بذكاء على إسرائيل وراعيها الألماني.

Visited 119 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".