جمال المحافظ يدعو إلى رأب الصدع ما بين الإعلام ووسائط التواصل
صحافة وإعلام
دعا جمال المحافظ رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال إلى “رأب الصدع”ما بين الاعلام ووسائط التواصل والذكاء الاصطناعي، باعتبارها آلية للتطور وتحقيق التنمية، مع العمل على ادراج التربية الإعلامية والاتصالية في السياسات العمومية وفي المقررات الدراسية، للمساهمة بشكل أو آخر لتفادي الانعكاسات السلبية التي قد تنتج عن لاستخدام السيئ للتكنولوجيات الحديثة.
وفي حديث مع صحيفة “القدس العربي”، الصادرة بلندن، أوضح الكاتب الصحافي جمال المحافظ، إن من شأن ادراج مادة التربية على وسائل الإعلام والاتصال في المقررات الدراسية، منذ السنوات الأولى من التعليم، واشاعة الثقافة الرقمية بين صفوف المجتمع، أن يمكن من التعامل الإيجابي مع الإشكالات التي تطرحها التكنولوجيا الجديدة ويسهم بشكل فعال في الاستخدام الأمثل لوسائط التواصل، وتمنيع المجتمع من الانعكاسات السلبية التي قد تحملها بين طياتها، نتيجة سوء استخدام التكنولوجيات الجديدة.
مد الجسور
وفي هذا الصدد شدد صاحب كتاب “الإعلام في زمن اللايقين”، رئيس المركز المغاربي على ضرورة مقاربة التربية الإعلامية، على ضرورة على عدم التعامل مع هذه التحولات التكنولوجية، بمعزل عن البيئة العامة للإعلام والاتصال، ووسائل التواصل الاجتماعي، رغم كونهما حقلين مختلفين، ومد الجسور بينهما، عوض أن يظلا جزرا معزولة .
ونظرا لما تضطلع به وسائل الاعلام من أدوار هامة في المرحلة الراهنة، خاصة في عملية التنشئة الاجتماعية، دعا جمال المحافظ الى العمل من أجل استفادة وسائل الاعلام من الإمكانيات الهائلة التي توفرها التكنولوجيات الحديثة، وتحويلها إلى أداة إيجابية، يمكنها من استثمار ما توفره من فرص إيجابية لتحقيق التنمية بأبعادها المختلفة، عوض أن تظل وسيلة من لدن البعض، تستغل لنشر التفاهة والتشهير والتضليل ونشر المعلومات الزائفة.
تغيّر في الإخبار
ولاحظ جمال المحافظ الأستاذ الجامعي الزائر بأن التغيير في البيئة الاعلامية يتجلى حاليا، في انتشار الوسائل التكنولوجية التي أصبحت ليس فقط في متناول الصحافيين، بل أيضا الجمهور، بعدما كانت الأخبار في السابق تستقى من وكالات الأنباء، والصحف، والإذاعة والتلفزيون، لكن مع دخول الانترنيت في تسعينات القرن الماضي الى الفضاء العام، غيرت معالم وسائل الاعلام، بعمق وأدت إلى ظهور فاعلين جدد في مجال النشر خاصة المعلومة الاخبارية، وهذا ما خلخل الممارسات المهنية للصحافيين، وغيّر طريقة إخبار الجمهور، وهو ما كان سببا رئيسا في إعادة توزيع الادوار ما بين المنتجين والمستهلكين للصحافة والاعلام .
لكن بالمقابل، عبر عن اعتقاده، بقدر ما يسجل إقبالا متصاعدا من لدن مختلف فئات المجتمع على استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وابحارا متزايدا في الشبكة العنكبوتية، بقدر ما يسجل، توجسا مبالغا فيه أحيانا، بدعوى «الاستخدام السيء» لهذه الوسائط، متغافلين إيجابية هذه التكنولوجيا الحديثة التي ساهمت كثيرا في رفع من سقف حرية التعبير عاليا، وأتاحت إمكانيات هائلة في مجال الحصول على المعلومات لمختلف الشرائح الاجتماعية.
وأوضح المحافظ إنه يتعين فتح ورش التربية على وسائل الإعلام والاتصال، مع ملء النقص الحاصل في الأبحاث والدراسات حول العلاقة ما بين التربية والتعليم والإعلام في ظل الثورة الرقمية.
الميديا والمواطنة
وتشكل التربية على الميديا مكونا من بين مكونات المواطنة وهو ما يتطلب انخراط المنظومة التعليمية بجميع أسلاكها في عملية اعتماد محترفات ومواد «التربية على الميديا» للتشجيع على الممارسات الجيدة في هذا الحقل وموضوعية التلقي، وإذكاء الفكر النقدي وتوعية وتكوين الكبار وأولياء الأمور والمشتغلين في محاضن التربية والتنشئة بمخاطر الأمية الافتراضية، كما يرى سعيد بنيس الاستاذ الباحث بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط في فعاليات ندوة ” التربية على وسائل الاعلام والاتصال.. رؤى متقاطعة”، المنظمة من طرف المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال والجمعية المغربية للناشرات والإعلاميات في الـ 27 من نونبر الماضي، وشارك فيها فضلا عن جمال المحافظ كلا من عزيزة حلاق رئيسة الجمعية، ومنية المنصور الإعلامية والباحثة في علوم التربية، والإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس، والإعلامي يونس مسكين، مدير مؤسسة «صوت المغرب»، والجامعية فدوى ماروب رئيسة جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان.