رحيل الشاعر اللبناني إلياس لحود

غياب:
بعد مسيرة شعرية حافلة، رحل يوم أمس السبت الشاعر اللبناني إلياس لحود، عن 83 عامًا. وبرحيله يفقد الأدب اللبناني أحد أبرز وجوهه الشعرية، الذي ساهم في تطوير القصيدة الحديثة وأثرى الساحة الثقافية بإبداعاته المتنوعة.
وقد نعاه وزير الثقافة في الحكومة اللبنانية الدكتور غسان سلامة قائلا ‘ن الراحل كان ” أبرع في تعريب الشعر الفرنسي”.
كتب الوزير سلامة على حسابه عبر منصة “أكس”في نعيه الشاعر الياس لحود: “لم تغادر جديدة مرجعيون الجنوبية، حيث أبصر النور، ذاكرة الياس لحود لا في مقاهي بيروت ولا في أزقة باريس. كتب شعراً اراده دائم التجدد مُدخلاً اليه الرومانسية والوجدانية وبعض فكاهة. وأبرع في تعريب الشعر الفرنسي فقرّبه من القارىء العربي بحذاقة. رحمه الله وألهم أهله الصبر على فراقه”.
يُعد الشاعر الراحل من رواد الحداثة الشعرية في لبنان، ومؤسسًا للقصيدة الحرة وقصيدة النثر.
ولد لحود في العام 1942 في بلدة جديدة مرجعيون، جنوب لبنان، وحصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية العام 1968.
أصدر العديد من الدواوين الشعرية، وجُمعت أعماله الشعرية في أربعة مجلدات صدرت. تميز شعره بالجمع بين الرومانسية والوجدانية، مع لمسة من الفكاهة، وكان بارعًا في تعريب الشعر الفرنسي، مما جعله قريبًا من القارئ العربي. وعمل الراحل طويلًا في التعليم والصحافة الثقافية، وساهم في تأسيس مجلتي “الفكر العربي” و”الفكر العربي المعاصر”، قبل أن يُطلق مجلته الخاصة “كتابات معاصرة” عام 1988، التي شكّلت منبرًا لأصوات ما بعد الحداثة في الشعر والفكر.
تأثر الراحل بقضية فلسطين وبهموم الإنسان العربي، وكتب في شعره عن انكسارات العواصم العربية، وجرح الجنوب اللبناني، وتجربة السجن، والحياة اليومية.
أصدر إلياس لحود ديوانه الأول «على دروب الخريف» سنة 1962، وهو في العشرين من عمره، وقد عكست المجموعة الأولى نزوعاً رومانسياً حساساً يترصد تحولات الطبيعة والذات، ثمّ توالت أعماله بعد ذلك: «السدّ بنيناه» (1967)، و»فكاهيات بلباس الميدان» (1974)، و»ركاميات الصديق توما» (1978)، و»المشاهد» (1980)، و»شمس لبقية السهرة» (1982)، و»الإناء والراهبة» (1990)، و»مراثي بازوليني» (1994)، «عقد فرسان» (1994)، و»جسمك عرس (1994)، و»براويز قصص» (1997)، و»سيناريو الأرجوان» (2003)، و»أيقونات توت العلّيق» (2007)، و»قصائد باريس» (2010). كما صدرت له دواوين عشقية مثل «عقد فرسان» (1994)، «براويز قصص» (1997)، و»جسمك عرس» (1994)، وقد جُمعت أعماله الشعرية الكاملة في أربعة مجلدات عن دار الفارابي عام 2012.