الموسيقى.. الهجرة والتاريخ: أي علاقة؟

الموسيقى.. الهجرة والتاريخ: أي علاقة؟

متابعات:

         أكد إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية، أن البعد الثقافي للهجرة المغربية لا يزال يحتاج إلى تثمين وأبحاث علمية، إذ أن البعد الاقتصادي، على أهميته ظل هو البارز وأدى أحينا إلى حجب الأبعاد الأخرى، إلا أن الواقع يُظهر أن للهجرة أبعادًا أخرى، سياسية  وثقافية وفنية و رياضية واجتماعية بالأساس، لم تنل حظها الكافي من  النقاش و الدراسة الرصينة . 

ولاحظ اليزمي في لقاء تقديم ومناقشة كتاب “الموسيقى والغناء في قلب التاريخ: اليهود والمسلمون في البلدان المغاربية” لمؤلفه الباحث الأمريكي كريستوفر سيلفر، المنظم الجمعة 18 أبريل 2025 في اطار فعاليات البرنامج الثقافي لمجلس الجالية المغربية بالخارج بالدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، بأن مؤرخي السينما، والفنون التشكيلية، والفوتوغرافية، والأدب، شرعوا في السنوات الأخيرة في تسليط الضوء على هذه المسارات الخفية، عبر التوقف عند أسماء ومسارات عشرات الرواد المغاربة الذين أسهموا في التأسيس الثقافي للهجرة.

فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، وذكر اليزمي بأن أبناء الجالية المغربية في الخارج، عملوا في إبراز أصواتهم الإبداعية، مضيفين أبعادًا جديدة للإرث الثقافي في مجالات كل من الغناء في أواخر ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي والفنون التشكيلية والسينما والأدب مشيرا كذلك إلى بروز كاتبات مغربيات فرضن وجودهن بقوة. كل واحدة منهن، بطريقتها الخاصة، ساهمت في إثراء هذا التراث، ويرفضن حصرهن في هوية واحدة خانقة، هو ما بلور بأن الحداثة المغربية مدينة، هي الأخرى، للهجرة.

أما الباحث كريستوفر سيلڤر صاحب الكتاب الواقع في 421 صفحة من القطع المتوسط، والذي ترجمه إلى اللغة العربية المؤرخ  ذ. خالد  بن الصغير ، فاستعرض مضامين مؤلفه  الذي يتضمن ستة فصول تتناول بالخصوص البدايات الأولى لصناعة التسجيلات الصوتية والموسيقية في البلاد المغاربية، وتسجيلات صوتية وغنائية وطنية المغزى والأبعاد والاصغاء إلى أصوات الحرب العالمية الثانية، والغناء على نبضات الاستقلال ووقع نغمات أوثاره وإسدال الستار على خواتم الكلام أصوات.

   وأوضح سيلفر أستاذ التاريخ  والثقافة اليهودية ما ككيل بمونتريال بكندا، خلال هذا اللقاء الذى ساهم فيه أيضا أحمد عيدون الباحث في علوم الموسيقى، أن القصد من تأليف كتابه، “كان من أجل تعريف المغاربة بجزء من تاريخهم” وذلك من خلال الاشتغال على أرشيف الأسطوانات القديمة، الذي عمل شخصيا على جمعه وتكوينه من خلال الزيارات التي قادته إلى كل من المغرب والجزائر وتونس وفرنسا وكندا. وأوضح أن جغرافية الموسيقية المغاربية هي جغرافية لا تعترف بالحدود، لأن المشترك بين هذه البلدان كبير جدا ولاسيما الموروث الموسيقي.

ومن جهته أعلن الباحث عبداللطيف المعروفي، مؤلف كتاب “تاريخ المغاربة بهولندا.. حضور وذاكرة، بأن مجلس الجالية المغربية بالخارج  بصدد الاشتغال على موضوع “أغنية الغربة”، بعدما تمكن المجلس من تجميع 800 أغنية وتدوين كلماتها وترجمتها، وتحليل مضامينها لفهم جوانب من تاريخ الهجرات المغربية إلى الخارج و معرفة مختلف المواضيع التي تناولتها هذه الأغاني . وبعدما تساءل المتدخل في هذا السياق، هل تشكل الأغاني مصدرا من مصادر كتابة التاريخ؟ شدد على أهمية اعتماد الأغاني من بين مصادر رصد واقع المعيشي لمغاربة بالمهجر. كما طرح تساؤلات أخرى حول دور الأغنية المغربية اليهودية؟ وبأي معنى يمكن الحديث عن “هوية خاصة” لهذه الأغنية كما شدد الباحث على أهمية إحداث أرشيف وطني سمعي يعنى بجمع وحفظ الثرات الغنائي المغربي بكل ألوانه وتعابيره .

 أما الباحث ابراهيم مزند فعبر عن اعتقاده بأن للأغنية المغربية اليهودية  مميزات فنية خاصة  وأن لها مساحة حرية تعبير أوسع وجرأة في تناول بعض المواضيع التي كانت تشكل طابوهات في الفترة التي أنتجت فيها، خاصة ما بين عشرينيات وستينيات القرن العشرين.

Visited 3 times, 3 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة