رهانات إسقاط الأدوية والمواد الغذائية على غزة

تولوز- المعطي قبال
شرعت فرنسا منذ اليوم في عملية إسقاط المعونات الغدائية والطبية على غزة. وقد تلتحق بها دول أخرى مثل كندا، بريطانيا، مصر، الأردن. وتستعد كل من إسبانيا، ألمانيا، بلجيكا، اللوكسمبورغ، هولاندا بدورها في تنظيم دوراتها الجوية.
المساعدات التي أسقطتها فرنسا مستخلصة من الشاحنات الموقوفة من طرف إسرائيل. كانت الطائرات محملة بستة أطنان من المواد الغدائية وستليها في الأيام القادمة ثلاث دورات أخرى. يؤكد المسؤولون الفرنسيون على أن نظام الدورات الجوية يبقى ضروريا في هذه الظرفية التي يوجد فيها الفلسطينيون في حالة احتضار جسدي ومعنوي جراء الجوع و”العقاب” السادي المفروض من طرف إسرائيل. قد تخفف هذه المساعدات الجوية من أعباء المجاعة والأمراض إن هي مرت في ظروف تنظيمية سليمة وسلمية، هذا مع العلم أن إسرائيل قد تدفع بمرتزقتها لنشر الفوضى والعنف بين الفلسطينيين.
يرى صحافي فلسطيني غزاوي أن الدقيق الذي تسقطه الطائرات سيختلط بدم الفلسطينيين. من هنا تحفظ بل انتقاد المنظمات غير الحكومية لمثل هذا النظام خصوصا تشير المنظمات أن هذه النظام بالغ التكلفة وفيه الكثير من المخاطر.
هذا ما أشار له بيكي رايان الذي يعمل لصالح المنظمة غير الحكومية كاير والتي يوجد مقرها بدير البلح في وسط غزة. أما هيلينا راندال مديرة أطباء العالم فتشير إلى أن العملية مهزلة وافقت عليها إسرائيل “حتى تظهر للرأي العام بأننا نقوم بعمل ما”.
تضيف المنظمات غير الحكومية حججا أخرى منها احتمال مواجهات بين الفلسطينيين. علاوة على أن إسقاط أكياس الأدوية بدل أن يعهد إلى المستشفيات قد يصبح سلعة للبيع والمقايضة.
الوضع جد مختلف عل ما عرفته سابقا مناطق حربية مثل الفيتنام والعراق وأفغانستان والتي أسقطت بها الجيوش الأمريكية جوا الدبابات والآليات الحربية الفتاكة. تبقى على أي نية فرنسا في وضع حد للحصار الإسرائيلي والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني خطوة ديبلوماسية وسياسية إيجابية صفق لها أكثر من بلد عربي. كما أنها ضربة قوية لـ “المؤسسة الإنسانية الأمريكية من أجل غزة” التي تعتبر “فخا قاتلا” بالنسبة للفلسطينيين, وقد عملت هذهالمؤسسة ما في وسعها لتهميش المنظمات الإنسانية الحقيقية العاملة في غزة.