أكبر حريق يجتاح فرنسا في نصف قرن!

أكبر حريق يجتاح فرنسا في نصف قرن!

 سمير سكاف

15.000 هكتار من الغابات التهمتها النيران في 24 ساعة… فقط!/ رئيس جمعية غرين غلوب – العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة

       في منطقة الأود الفرنسية، وفي قرية ريبوت في جنوب شرق فرنسا، غير البعيدة كثيراً من إسبانيا، انطلق حريق لم تعرف أسبابه بعد.

ولكن الحريق تحول الى أكبر حريق في فرنسا في ربع قرن مع أنه لا يدخل في زمن موجات الحر الكبرى، كتلك التي حدثت منذ حوالى الشهر حيث وصلت الحرارة في الجنوب الفرنسي الى 45 درجة مئوية. وتخطت يومها في البرتغال الـ47 درجة مئوية.

شروط الحريق في الأود، تسببت بهذه الخسارة الطبيعية الهائلة. والتي وصلت الى 16.000 هكتار، وهي مساحة هائلة جداً. وأدت الى وفاة سيدة واحدة، وشملت حوالى 15 قرية. وتسببت بحرق وتدمير لعدد كبير من المنازل.

أكثر من 15 إطفائياً تعرضوا للإصابة من أصل 2.000 إطفائي يشاركون في عملية الإطفاء الفائقة الصعوبة بسبب التعدد الكبير للنقاط الملتهبة في الوقت نفسه.

وتشارك  في هذه العملية طائرات الكانادير بالإضافة إلى كل الطوافات وعربات الإطفاء الممكنة، باختلاف أحجامها. ومن هذه الشروط الصعبة، والتي أدت إلى انتقال سريع للنيران هي الأمور التالية: سرعة رياح بلغت 65 كم في الساعة، حالة جفاف استثنائية، حرارة مرتفعة وصلت إلى 34 درجة مئوية. تواجد كبير للأعشاب اليابسة. كلها أمور تجعل السيطرة على النيران صعبة. وتحتاج إلى مزيد من الوقت، حتى ولو تحسنت الظروف، وحتى لو تراجعت سرعة الرياح!

بعد النيران في إسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان… والآن فرنسا. لا شك أن التغيير المناخي يجعل أوروبا تدفع الفاتورة الأغلى عالمياً، خاصة في موسم الحرائق. وعلى الرغم من الامكانيات الأوروبية الكبيرة بالمقارنة مع الدول الأخرى، إلا أن حجم الحرائق يجعل دائماً من الإمكانيات محدودة. كما يجعل حكماً المخاطر تزداد، والمساحات الخضراء… تتراجع… بقوة!

شارك هذا الموضوع

سمير سكاف

كاتب وخبير في الشؤون الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!