الحرب في أوكرانيا: محطات المترو تتحول الى ملاجىء
السؤال الآن- وكالات
تحولت محطات المترو في العاصمة الأوكرانية كييف إلى ملاجىء للنساء والأطفال والطلاب الأجانب وكبار السن، من القصف الروسي وغارات الطيران التي تعصف بالشوارع والمباني والمؤسسات، وحتى على مقربة من هذه المحطات.
وأفيد اليوم عن وقف حركة مترو الانفاق على الخط الذي يمر في وسط العاصمة قرب المقار الرسمية.
مع انطلاق الحرب لجأ العديد من المواطنيين الأوكران بشكل عشوائي إلى ملاجىء تحت الارض ومنها محطات أنفاق المترو في كييف وخاركوف، ولوحظ أن أعدادا كبيرة من الأهالي تركوا منازلهم نحو محطات المترو، بدءا من ساعات الليل الأولى، ومن بينهم طلاب عرب وأجانب يتابعون دراساتهم هناك، بانتظار إيجاد وسائل ليعبروا نحو حدود مولدافيا تمهيدا لانتقالهم نحو بلادهم.
إشارة إلى أن الطلاب المغاربة يليهم الهنود والأتراك هم الأكثر عددا في جامعات أوكرانيا. ونقلت وسائل الإعلام صورا للحركة الكثيفة للعائلات والأطفال التي اتخذت من محطات المترو ملاجىء لها، بعد أن أحضروا أكياس النوم وبطانيات وقناني الغاز، بالإضافة إلى حيوانات منزلية، ومجلات الكلمات المتقاطعة، علها تخفف من قلقهم وتهدئ نفوسهم ويمضي ليلهم دون خوف، على الرغم من كون كثير منهم ظهرت على وجوههم علامات الإرهاق والتعب، وبدوا قلقين من تطورات الأوضاع ومن احتلال روسيا لبلدهم. واصطحب الأوكران أيضا حقائب وضعوا فيها احتياجاتهم الضرورية أثناء بقائهم في ملاجىء المترو.
وتعد شبكة مترو الأنفاق في كييف أكبر وأقدم شبكة مترو في البلاد. ومثلها مثل شبكة مترو أنفاق لندن مصممة بحيث تستخدم كملاجئ للسكان في حالة الحرب.
وكان عمدة كييف قد أعلن سابقا أن المدينة جهزت محطات مترو الأنفاق لتوفير الملاجئ للسكان في حالة حدوث غزو روسي للبلاد. وأضاف:
“سيكون الملجأ الرئيس للحماية من القصف هو شبكة مترو أنفاق كييف، وسيكون جاهزاً لاستيعاب السكان الذي يمكنهم اللجوء إليه في حالة الهجوم”.
وكانت أوكرانيا قد أقامت دورات تدريبية للمدنيين، بمن فيهم تلاميذ المدارس دون خوف وبطريقة منظمة، على ما يجب عمله في حالة حدوث قصف على المدينة. وكان التوجيه يقضي بالذهاب إلى محطات مترو الأنفاق، فهي خطوط مواصلات لكنها أيضاً ملاجئ للحماية من القصف. ومترو كييف هو أحد أهم وسائل النقل العام السريع تم افتتاحه في 6 نوفمبر 1960، ويعتبر أول مترو أنفاق في أوكرانيا والثالث في الاتحاد السوفييتي السابق، بعد موسكو وسانت بطرسبرغ.
وتعتبر محطة ارسينالنا الأهم ويتطلب الوصول إلى رصيف المحطة، المرور بمرحلتين من السلالم المتحركة الطويلة جدًا والتي يبدو أنها لا تنتهي. وهذه المحطة هي جزء من الخط الرابط بين ضفتي نهر “دنيبر” الذي يمر عبر المدينة، وتدين باسمها للمصنع الذي يقع على بعد بضعة أمتار منها، والذي كان مسؤولا أثناء الحرب العالمية الثانية عن إنتاج أسلحة للجيش الأحمر في الاتحاد السوفيتي.
وما يميزها الديكور الهادئ والمقاعد الخشبية والجدران الرخامية ذات لون كريمي، والأسقف المقببة الجبسية البيضاء والأعمدة الرمادية وبعض المنحوتات البرونزية، وهي تعد منطقة جذب سياحي للزوار وكانت واحدة من أكثر الأماكن ازدحامًا، حيث يمر بها المسافرين يوميًا لوقوعها بالقرب من أماكن ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، مثل ميدان الاستقلال ودير “كييف بيشيرسك لافرا” والمتحف الوطني للحرب العالمية الثانية.
ويرجع عمق العديد من محطات المترو في كييف إلى أنها صُممت لاستخدامها كملاذ آمن في حالة وقوع هجوم بالقنابل أو كارثة نووية، بالإضافة إلى أن درجة الحرارة داخلها تظل ثابتة طوال العام وتعد مكانا جيدًا للهروب من البرد القارس في الشتاء الأوكراني.
وبجانب “أرسينالنا”، توجد العديد من محطات على عمق مقارب، مثل “أدميرال تيسكايا” في مدينة “سان بطرسبرج” الروسية (102 متر تحت الأرض) ومحطة “بارك بوبيدي” في موسكو (84 مترًا) ، بالإضافة إلى محطة “بوهونج” في بيونج يانج بكوريا الشمالية (100 متر تحت سطح الأرض).