حزب الله والحرب الروسية الأوكرانية
حسين عطايا
منذ حوالي الشهر، على بدء الحرب الروسية الاوكرانية، بدأت تسري أقاويل وإشاعات عن إمكانية مشاركة حزب الله بالقتال في أوكرانيا جنباً إلى جنب مع القوات الروسية، لاسيما على مستوى حرب الشوارع التي يمكن أن تحدث في أي وقت تُقرر القوات الروسية أن تقتحم كييف، مما سيرتب على القوات الروسية العسكرية أن تستعد لحرب شوارع، وبالتالي هنا يخسر كثيراً الجيش الروسي، في حال لم يستطع تأمين مجموعات قتال شوارع، وهذا ما لاتستطيع القيام به الجيوش الكلاسيكية.
هذا الأمر، ونتيجة بعض المعلومات التي تتواتر من خلال عدة مصادر أبرزها يُفيد: إنه تم عقد اجتماع في قاعدة “حميميم” على الساحل السوري والتابعة لمحافظة اللاذقية، بتاريخ الثاني عشر من مارس- آذار الحالي، حيث شارك فيه من جانب حزب الله، مسؤل الوحدة الأمنية “ناصر حسن الشرتوني – الحاج أبوعلي”، الذي التقى المسؤل في شركة “فاغنر” الأمنية الروسية ألكسندر غويسزيسوف، حيث تم الاتفاق على أن يشارك حزب الله بعدد من الأفواج وهي – العباس، كتائب الرضوان، وكتيبة من السوريين الشيعة المنتسبين لحزب الله، والذي يجري استدعاؤهم من حلب ويبرود والسيدة زينب. على أن يتلقى كل مقاتل راتباً شهرياً مقداره ألف وخمسماية دولار أميركي (1500$). ويأتي ذلك، مقابل السماح لحزب الله شراء أسلحة مضادة للطائرات والصواريخ من شركة “الماز – اند”، والتي يرأسها – يان نونيكوف المدير العام للشركة المتخصصة بصناعة السلاح المضاد للطائرات والصواريخ. ويتم ذلك بواسطة من شركة “فاغنر” الأمنية الروسية.
ونتيجة لهذا الاتفاق، والذي تم التوصل إليه في اجتماع قاعدة “حميميم” المذكور سابقاً، تم على إثره وبعد يومين أي في الرابع عشر من مارس- آذار ، قامت لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله بفتح مقراً لها في مدينة القصير “مكتب التعبئة”، تحت مسؤلية القيادي في الوحدة الأمنية أسعد حمية، الملقب بالحاج هادي. كذلك تم افتتاح ثلاثة مكاتب في كل من مدينة حلب السورية ويبرود والسيدة زينب، على أن يجري أيضاً فتح مكاتب أُخرى في ضاحية بيروت الجنوبية، الخاضعة لسيطرة حزب الله حيث قيادته المركزية، للبدء بتسجيل اسماء المرشحين للمشاركة في الذهاب للقتال في أوكرانيا. على أن يتم انتقال أول مجموعة من المقاتلين وتعدادها مئتي مقاتل، نهار الثلاثاء الواقع في التاسع والعشرين من الشهر الحالي مارس- آذار، وسيتم نقل المقاتلين عبر مطار دمشق الدولي ومنه إلى مطار غومي الاوبلاس، جنوب غربي بيلاروسيا.
قد تكون هذه المعلومات ليست هي كل ما تم الاتفاق عليه، أو ليست بكامل صدقيتها، ولكن لا يمكننا نفي تلك المعلومات، لأن حزب الله، وعلى مدى سنوات، قد انخرط في القتال في ساحات عدة خارج الأراضي اللبنانية، بدءاً من الحرب السورية في العام 2012، حيث بدأ الانخراط الفعلي فيها نتيجة قرار حماية المراقد الشيعية المقدسة، وخصوصاً شعار تلك المرحلة “لانقبل أن تُسبى زينب مرتين”. لكن الأمر الواقع كان انخراطاً فعلياً في الحرب السورية إلى جانب قوات النظام السوري، وفي العديد من المواقع والجبهات على امتداد مساحة سوريا. كذلك، وجود حزب الله في كل من اليمن والعراق تحت مسميات مجموعات خبراء يقومون بالتدريب على بعض أنواع الأسلحة، لاسيما الصواريخ والمسيرات وغيرها .
واليوم، قد نشهد انخراطا فعلياً لمجموعات مقاتلين من حزب الله إلى جانب القوات الروسية في الحرب الدائرة في أوكرانيا حالياً.
وهنا لليوم لايمكننا مناقشة السبب الذي سيدفع بحزب الله للمشاركة في تلك الحرب، سوى القول إن هذا يُعتبر رداً من الحزب للجميل الذي يحفظه للقوات الروسية أثناء انتشال القوات السورية وحزب الله من مأزق الهزيمة، الذي كان سيعود عليهما، لولا تدخل الجيش الروسي. لاسيما القوات الجوية والتي قدمت خدمات جمة أعادت مسار الحرب إلى صالح النظام السوري وحزب الله.