“أربعة عقود من القلق” بالمجتمع المغربي
إعداد: عمر بنعطية
“قلق في المجتمع ، 40 عاما من الأحوال المجتمعية المغربية”،
Malaise dans la société: 40 ans d’actualité sociétale marocaine“
عنوان الكتاب الصادر حديثا باللغة الفرنسية لمؤلفه محمد جبريل ، ضمن منشورات “الفينيك” Le Fennec ، بمساهمة من المعهد الفرنسي المغربي.
يقدم هذا الكتاب، في 472 صفحة، – المقسم إلى ستة أجزاء، هي:
“الشباب في حاجة إلى آفاق” ، و”الحياة اليومية” ، و”طرق الوجود” ، و”مرجل الدار البيضاء”، و”الهوامش الإقليمية”، و”شبكة المحافظة”. – “بانوراما لتطور الظواهر المجتمعية في المغرب، من السبعينيات إلى يومنا هذا، في شكل مشهد مكون من مجموعة مختارة من المقالات من مختلف الأنواع”. يعرض الكتاب، الصادر باللغة الفرنسية بعنوان: – “شباب دون أفاق” و”الحياة اليومية ” و “أنماط وجدانية” و”الغلاية البيضاوية” و”الهوامش الجهوية” و”فخ المحافظين”، أبرز الظواهر التي شهدها المجتمع المغربي خلال السنوات الأربعين الأخيرة.
كما يسلط الكتاب، الذي يضم مجموعة من المقالات التي صدرت بين عقد السبعينيات والفترة الحالية، الضوء على بانوراما تطور الظواهر المجتمعية في المغرب، من خلال روبورتاجات ويوميات وتحليلات صحفية، ومواضيع مجتمعية متنوعة، تم نشرها ما بين سنتي 1970 و2018.
وقد أبرز محمد جبريل في تصريح له مناسبة تقديم كتابه لجمهور القراء بالدار البيضاء، أن كتابه يروم بالأساس “إجراء نوع من المقارنة بين حقبة السبعينات والثمانينات والحقبة الحالية، للوقوف على التغيرات التي شهدها المجتمع في مختلف المجالات، وعلى رأسها تلك المتعلقة بالشباب والحياة الحضرية والمجالات القروية”، لإبراز مدى التقدم أو التراجع الذي شهده المجتمع المغربي.
وأضاف جبريل أن هذا الإصدار يعد أيضا فرصة لاكتشاف ومقارنة كيفية معالجة القضايا المجتمعية على المستوى الصحفي بين الماضي والحاضر. وأشار إلى أنه اشتغل لتجميع المقالات وإخراج هذا العمل إلى الوجود، مبرزا أن المرحلة الأولى تمثلت في تحديد المواضيع التي سيتطرق لها، لتليها مرحلة تجميع وتصنيف المقالات، ثم اختيار تلك التي سيتم إدراجها في هذا المؤلف.
وأعرب جبريل عن أمله في أن يعطي هذا المؤلف نظرة للقراء، وخاصة الشباب منهم، عن تطورات المجتمع المغربي، من خلال منظور صحافي .
الكاتب والصحفي محمد جبريل
أما الباحث السياسي محمد الطوزي فقدم للكتاب بالتأكيد على أن مواضيع جبريل تعود بنا إلى خمسين عامًا من الحياة المهنية التي زاولها جبريل كصحفي ملتزم منذ السبعينيات حتى يومنا هذا.
وبحسب محمد الطوزي، كان جبريل من بين أوائل من أدركوا أهمية نقطة التحول التي يمر بها المجتمع المغربي. وأن الكتابات التي يقدمها لنا جبريل، صاحب الأسماء المستعارة التي لجأ أحيانا إلى التوقيع بها، (مثل: محمد الشاوي، أو أبو نظر، أوأحمد العروسي) هي “كتابات متنوعة للغاية”.
يلاحظ الطوزي، الذي أعرب عن سعادته بتدبيجه لمقدمة الكتاب، بتجريد كل أرقام السنوات 79 و 80 و 81 ، بما في ذلك الأرقام التي تشكل معظم المواد التي يقدمها جبريل في كتابه.
ذلك ما ألمح إليه جبريل، عند تأكيده بأن كتابه هو صيغة لـ“نهج صحفي لهذا التطور المتعدد الأوجه في هذه الفترة الطويلة، بالإضافة إلى وجهات نظر أوسع مجمعة حسب الموضوعات ووفقًا لفترة زمنية، وليس بالضرورة ترتيبًا زمنيًا”.
يأمل محمد جبريل أن يمنح القراء، وخاصة من بينهم الأجيال الجديدة، مقياسًا معينًا لكل من التغييرات الواضحة أو النسبية والقصور الذاتي أو الانحدار، والتي تفاقمت بسبب المحافظة.
يعد محمد جبريل من أبرز الصحفيين المغاربة الذين يكتبون باللغة الفرنسية، ويتمتع بسمعة متميزة، لرصانة أسلوبه ومقالاته الوازنة، والتي نشرها بالعديد من الصحف والمطبوعات، من بينها “مغرب انفرمسيون”، و”لاماليف”، و”ريفاج”، و”المجلة الأدبية المغربية”، والموقع الخاص بمغاربة العالم “ديما بلادنا”. كما تخصص جبريل في تغطية القضايا المجتمعية والثقافية من خلال منشورات أخرى ودوريات ومؤلفات جماعية ودراسات وكتالوغات حول الفنون التشكيلية.