نشيد الأرض.. في الذكرى 47 لـ”يوم الأرض”
عبد العلي جدوبي
يقول شاعر المقاومه الفلسطينيه محمود درويش: “يندلع نشيد الأرض وإليكم الإحصائية،، ابن الشهيد شهيد، وحفيده شهيد، ولا نورث إلا الذاكرة في اليوم القادم” .
إسرائيل تواصل تقتيل المواطنين الفلسطينيين بخلق الذرائع، وتتسابق شبكات الأخبار العالمية لنقل وقائع المذابح الهمجية بالصورة والكلمة، وتنطلق أصوات التنديد اللفظي في الأقطار العربية، أما القتلة فيواصلون التلذذ بسلوكهم الهمجي .
منذ تعاقب الحكومات الإسرائيلية، وهي تنهج هذه السياسة التي تنتمي لمدرسة (جابوتنسكي) والتي تعتبر أن استخدام القوة وإراقة دماء الفلسطينيين لخلق أمر واقع، هو الطريق الذي يجب أن تسير عليه لإرهاب العرب والفلسطينيين، وبالتالي لتحقيق فكرة إسرائيل الكبرى دون أن يكون هناك توسع جغرافي لصالح الفلسطينيين، مستفيدة من التصدعات التي تشهدها المنطقة، والتناقضات الحاصلة الآن .
الملل الشديد أصاب المشاهدين، المسلسل معاد أبطاله مجرمون من محترفي القتل.. إسرائيل في هذا المسلسل الإجرامي، تستخدم كل ما تملكه من خداع الرأي العام العالمي، وهي تدرك أهمية استغلال مثل هذا التواجد الاعلامي والسياسي الكبير، ونعلم باليقين أن الكلمة محسوبة، والحركة مضبوطة، وأن أي ميل آخر للتصلب بالشكل العلني سوف يعود بالكارثة على إسرائيل ..
هناك بعض الحقائق من أسلوب التفاوض الإسرائيلي استخلصها بعض المفاوضين الفلسطينيين.. الإسرائيليون مشهود لهم على سبيل المثال الإسراف في مناقشة التفاصيل، هربا من مغبة التعرض للحصار لدى طرح القضايا الرئيسية التي تقود في العادة إلى اتخاذ المواقف والقرارات، لذلك فإن المفاوض الإسرائيلي سوف يترك على سبيل المثال الحديث عن موضوع رئيسي كالأرض مقابل السلام، وسوف يتجنب الخوض في تفاصيل وضع القدس الشريف ومستقبل مرتفعات الجولان ووضع المستوطنات وموضوع اقتسام المياه، لكنه سيبدي حماسا قويا للحديث عن وضع السكان العرب العاملين داخل إسرائيل، وقد يرحب كالعادة بصيغ التفاهم مع الجيران العرب حول استغلال الموارد الطبيعيه، من موقع أن إسرائيل أكثر استعدادا للأخذ وأقل استعدادا للعطاء، فضلا عن استخدام المفاوض الإسرائيلي المؤتمرات التاريخية والجغرافية، وحتى الأسطورية في قتل الوقت المخصص للتفاوض، ومع مرور الساعات تتضح الصورة، وتزداد ألوانها وضوحا، فلا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع دعوات إلى اتخاذ إجراءات لبناء الثقه بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهي عباره تروج لها الإدارة الأمريكية ..
لقد أصاب المشاهدون الملل بالفعل، لأن “البطل الإسرائيلي” في هذا المسلسل البئيس، يقوم بتشخيص أدوار مختلفة، وتتجمع أوراق اللعبة الجديدة القديمة لتستقر بين أيادي إسرائيل دون أن يفرض عليها أي نوع من الالتزامات، أو يوضع حد للسفاحين الذين يستخدمون أحدث الأسلحه الأوتوماتيكيه الخفيفة والثقيلة، مدعمة بطائرات مروحية لقتل الفلسطينيين العزل، كل هذا العتاد الضخم اعتبره رئيس الحكومة الإسرائيلية وسيلة للدفاع الذاتي عن النفس!
لقد أعادت الانتفاضة الفلسطينية إلى الذاكرة العربية كل ما هو خليق بالحياة، وحققت وعيا متجددا على الصعيد الدولي، باعتبارها وحدة من وحدات التاريخ الفلسطيني في النضال والجهاد، يقوده الآن بكل اقتدار وشجاعة أطفال الحجارة..