عن الهشاشة السياسية في المغرب
فجري الهاشمي
ماذا نعني بالهشاشة السياسية؟
سوف نجيب من خلال موشرات تابعناها.
أولا: لم يعد المغاربة يثقون في السياسيين، خصوصا بعد كل الفضائح التي تابعوها في الصحافة (تورط عدد من البرلمانيين ورؤساء الجماعات…)
ثانيا: سيادة الشعبوية والعدمية واللامسؤلية في ثقافة السوشيال ميديا، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى المس بالملك نفسه.
ثالثا:ضعف التأطير السياسي للأحزاب، وهو أمر لا غبار عليه.
رابعا: سيادة نوع من “السيبة” في الإدارة المغربية، خصوصا مع توالي الإضرابات التي تعرقل مصالح الناس، وهي إضرابات وصلت حدود نوع من العصيان، وهذا يعني ضعف التأطير النقابي (إضراب موظفي وزارة العدل نموذجا).
خامسا: عدم تفاعل الحكومة وغيابها في قضايا حساسة (مقاطعة طلبة الطب للامتحانات الاستدراكية).
سادسا: إغماض العين عن تسيب الشركات في رفع نسبة أرباحها، وهو أمر توقف عنده مجلس المنافسة في اجتماعه الأخير ونبه الدولة إليه.
لن أضيف، فكل ما ذكرته يوضح ما المقصود بالهشاشة السياسية، لكن مع ذلك يطرح السؤال: هل هذه الأمور الواضحة بالنسبة إلينا غائبة عن الدولة، وهي التي تتوفر على كل الإمكانيات لمتابعة الواقع الاقتصادي والاجتماعي؟
في اعتقادي (وهذا تفسير) فالدولة تهتم بالأساسي، أي الأمن، وهي تعرف بما يتوفر لديها من معطيات قدرة تحمل المجتمع، وحين يقتضي الأمر تذخلها فستفعل…
إن هذا يعلمنا أن السياسة ليست فقط ضبط كل التوترات، ولكن هي المعرفة الاستباقية لحدودها.
Visited 26 times, 1 visit(s) today