المعرض الدولي للكتاب بالرباط (2025) يناقش موضوع “مؤرخو الهوامش”

المعرض الدولي للكتاب بالرباط (2025) يناقش موضوع “مؤرخو الهوامش”

 مبارك بيداقي

        اختار واضعو البرنامج الثقافي للدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب 2025 بالرباط، طرح ومناقشة محور يتميز ببعض الجدة تحت عنوان “مؤرخو الهوامش”، وذلك باعتباره موضوعا غير مطروق بما فيه الكفاية في اللقاءات والمنتديات.

وستتم مقاربة الموضوع صباح الثلاثاء 22 أبريل، من خلال ثلاثة باحثين ملمين بكتابة الهامش وهم الدكتور الجلالي العدناني، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمّد الخامس بالرباط، المختص في القضايا الترابية ومؤلف كتاب «الصحراء في محكّ الاستعمار»، الذي سيقوم بتسيير اللقاء، والمصطفى اجْماهْري، كاتب وناشر سلسلة “دفاتر الجديدة” وأحمد بومزكو الكاتب المعروف بأعماله حول تراث منطقة سوس وتاريخها.

ويقصد، غالبا، بتاريخ الهوامش تاريخ المدن والجهات والفئات الاجتماعية البسيطة، وقد برز هذا الاتجاه، بشكل خاص، منذ سبعينيات القرن الماضي في عدد من الجامعات الأمريكية ثم الفرنسية تحت مسميات مختلفة. وقد استفاد هذا الاتجاه من تخصصات علمية ليست بالضرورة في سياق مادة التاريخ، بل تنتمي إلى مجالات الأنتروبولوجيا، والجغرافيا وعلم السياسة وعلم الاجتماع، والبحث الميداني والشهادة الشفوية.  كما اغتنى هذا الاتجاه بصياغة مقاربات في مجال الكتابة التاريخية تقوم على كتابة “التاريخ من الأسفل”، وفقا لما جاء في كتاب يحمل ذات العنوان من تأليف خالد اليعقوبي وخالد طحطح.

والملاحظ أن “مؤرخي الهوامش” في المغرب، يعملون، غالبا، في إطارات مستقلة عن الجامعة المغربية وذلك بالنظر إلى غياب دراسة تخصص التاريخ الجهوي في الكليات المغربية. بحيث يبقى هذا المجال قائما على مبادرات شخصية وتطوعية تنهض بها فعاليات مستقلة مرتبطة بمدنها ارتباطا عضويا. وليس هذا الأمر جديدا بالنسبة للثقافة المغربية حيث برزت في الماضي أسماء علمية ووطنية كبيرة مثل العلامة المختار السوسي مؤلف كتاب “المعسول” في عشرين مجلدا، ومحمد داود في تطوان، وعبد الرحمان بن زيدان في مكناس، ومحمد العبدي الكانوني في آسفي، وبول باسكون وأعماله عن الحوز وغيرهم. ومن الجيل الثاني برزت في هذا المجال أسماء كثيرة أغنت بدورها التاريخ الوطني والجهوي بكتابات متميزة مثل إبراهيم كريدية بالنسبة لآسفي، وعمر لخضر بالنسبة للصويرة، والمصطفى اجْماهْري بالنسبة للجديدة ودكالة، وأحمد لعيوني بالنسبة لمنطقة امزاب، وأحمد بومزكو بالنسبة لمنطقة سوس، وعبد الباسط الكراري بالنسبة لسطات، وعيسى العربي بالنسبة لمنطقة آيت عتاب-أزيلال.

للإشارة تشكل كتابة تاريخ الهوامش رافدا لإغناء التاريخ الوطني من خلال إنجاز مونوغرافيات مركزة تغطي جهات المغرب ومناطقه المختلفة، وتبرز العطاءات المحلية على صعيد التراب المغربي وحضارته الممتدة عبر التاريخ.

Visited 14 times, 14 visit(s) today
شارك الموضوع

مبارك بيداقي

من قدماء ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء