رحيل “عرّاب الطائف” الرئيس حسين الحسيني

رحيل “عرّاب الطائف” الرئيس حسين الحسيني

السؤال الآن ــــ بيروت

عن عمر يناهز الــ 86 توفي صباح اليوم رئيس مجلس النواب اللبناني السابق حسين الحسيني، بعد تعرضه لوعكة صحية، نقل على اثرها الى المستشفى حيث توفي.  

وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد الرسمي لمدّة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم وتنكيس الأعلام على الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات، كما تم تعديّل البرامج العاديّة في محطّات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم.

 وأعلن رئيس مجلس النواب الحالي نبيه برّي، في بيان، عن تأجيل جلسة مجلس النواب المقرّر انعقادها في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد الخميس إلى يوم الخميس المقبل الواقع في 19 كانون الثاني 2023، لانتخاب رئيس للجمهورية.

 وفقيد لبنان الرئيس الحسيني، ترأس مجلس النواب في لبنان منذ العام 1984 ولغاية 1992 بعد نهاية الحرب الأهلية. وانتخب عضواً في البرلمان منذ عام 1972عن البقاع في دورات متتالية. وفي العام 2008، وأعلن استقالته من مجلس النواب، متوجهاً بجملته الشهيرة: “أمام حقيقة أن السلطة قادرة إذا أرادت وحقيقة أنها حتى الآن لا تريد أعلن استقالتي من عضوية هذا المجلس”.

لعب الحسيني دوراً كبيراً في التوصل إلى اتفاق الطائف، ما جعل كثيرين يطلقون عليه لقب “عرّاب الطائف”، لاسيما أن العديد من وثائق المداولات والمفاوضات الخاصة بالاتفاق بقيت في عهدته، ولم يكشف عن تفاصيلها كاملة.

وفي بيان له قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ “لبنان فقد اليوم قامة وطنيّة ودستوريّة أصيلة هو دولة الرئيس حسين الحسيني. وبغيابه تطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل السياسي والبرلماني العريق”. وأضاف: “لقد شكل حضور الرئيس حسين الحسيني علامة فارقة في تاريخ العمل النيابي في لبنان، وطبع العمل التشريعي بخطوات أساسية على مدى سنوات عديدة. وكان لدوره الرائد في حقبة مؤتمر “اتفاق الطائف” فضل كبير في إقرار “وثيقة الوفاق الوطني” التي أنهت الحرب اللبنانية. كما عرف، بحسه الوطني وإدراكه العميق لخصوصية لبنان ودوره، كيف يؤمن التوازنات اللبنانية في صلب إصلاحات دستورية تشكل ضمانة الاستقرار في لبنان، فيما لو جرى تطبيقها بالكامل واستكمل تنفيذها”.

وتابع: “بغياب الرئيس حسين الحسيني، نخسر أنا وعائلتنا أخاً وصديقاً كان على الدوام خير ناصح ومتابع، وكنت أفخر وأعتز بما كان يقوله بتواضع، وبالنصح الذي كان يوجهه، لكونه يكتنز كماً من الخبرات السياسية والوطنية”.

وختم: “دولة الرئيس، نودّعك اليوم، ولكنك باق أبداً في الوجدان وفي ذاكرتنا الوطنية، رجل دولة بامتياز، لم يكن مروره عادياً بل ترك بصمات لا تمحى وسيسجّلها التاريخ بتقدير واعتزازط.

 من جهته، غرّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر “تويتر”: “رحم الله الرئيس حسين الحسيني، بوفاته يكون لبنان قد خسر رجلاً كبيراً من رجال الطائف لطالما شكل الاعتدال نبراسه، والحوار طريقه والدستور كتابه، وتجديد الوفاق الوطني هدفه. اسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهم عائلته الصبر والسلوان”.

 أما النائب أشرف ريفي، فكتب: “برحيل الرئيس حسين الحسيني يفقد لبنان قامة وطنية برلمانية عريقة ورجلاً كان الضمانة للبنان العيش المشترك، ورجل دولة من الطراز الأول مؤمناً بالعمل المؤسساتي ومحافظاً على الدستور”.

كما نعاه وعلق على وفاته شخصيات سياسية متعددة أشادت بدروه.

لطالما اعتبر الراحل ان اتفاق الطائف خشبة خلاص اللبنانيين شرط تطبيقه بالكامل، وانتقد دور القوى السياسية اللبنانية وتعاونها مع النظام السوري لإفراغ وتعطيل هذا الاتفاق، خاصة بعد العام 1992 وانتقال النظام السوري من دور مساعد في إدارة الأزمة مع الأشقاء العرب إلى دور الشريك مع الأطراف اللبنانية القائمة في إدارة لبنان.

ويؤكد الحسيني لبنان هو من أوجد “العروبة” بدوره وموقعه، وأن رؤيته للبنان ومشروعه الوطني في إقامة دولة ديمقراطية برلمانية قد تعرض لانتقادات خاصة من قبل المكون الشيعي وتحديداً من حزب الله.

ويعتبر الحسيني ان “الحق الطائفي الآن لا يساوي شيئا أقل من الحق الوطني، والحق الوطني لا يساوي شيئا أقل من الحق القومي، فالحق المسيحي، والحق الإسلامي هو الحق اللبناني، والحق اللبناني هو الحق العربي، فلا حق لأي طائفة خارج لبنان ولا لبنان لطائفة واحدة، ولا معنى للعروبة إذا لم تكن تعني الاعتراف بالطوائف والتعايش والتفاعل والتكامل بين الطوائف”.

ولطالما إعتبر الحسيني أن لا بديل عن الطائف، “البديل عن الطائف هو اتفاق الطائف، الطائف وسيلة لانقاذ لبنان وخطة عمل الاقامة الدولة اللبنانية، وهو غير صالح للانتقاء، وغير قابل للتجزئة.

وبرأيه أن استبعاد دور مصر فتت العالم العربي بعد كمب ديفيد، لم يستطع السادات وكمب ديفيد أن يغيرا الوصف للحالة بأن اسرائيل احتلت فلسطين وشردت اهلها … ذهاب مصر شرذم العالم العربي، وما لجوء دول الخليج للاحتماء ببعضهم الا لذهاب مصر، وليس قبل ذلك، بغياب مصر جرت محاولة أن تلعب إيران دورا حقيقيا في المنطقة العربية عبر ثورتها التي بنيت على رفض التعامل والعداء مع إسرائيل ومناصرة كل حركات التحرر الفلسطيني وغير الفلسطيني بما فيهم اللبناني، لكن هناك عوائق عرقية ومذهبية تحول دون لعب إيران دور الشامل أو الجامع في المنطقة العربية، ودورها يمكن أن يطمئن البعض ولا يطمئن البعض الاخر. ايضا جرت تجربة في تركيا من خلال تزيين الاسلام المقبول من الغرب وتصنيف الاسلام بالمعتدل والمتطرف، لكن فشلت تركيا لذات الأسباب العرقية والمذهبية وتاريخ بينها وبين المنطقة. من هنا ندعو إلى العودة إلى مصر وليس إلى اعادة مصر للعرب. لان الانقاذ العربي في عودة مصر للعب دورها الحقيقي”.

وبإعتباره  “لا يفيد لبنان ان تكون بينه وبين سوريا علاقة غير شعبية من دون تأييد، تحول سوريا الى مشارك في ادارة الازمة اللبنانية اساء للعلاقات اللبنانية السورية اساءات بالغة لدرجة تحول مجرد الكلام عن سوريا الى حالة نفور، لا احد لا يعترف بوجوب اقامة علاقات جيدة مع سوريا، لكن الممارسة التي حصلت هي التي اساءت للعلاقة. أما بيننا كعرب وإيران وتركيا، محكومون بحتمية اللقاء، فنحن منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في منطقة فراغ، في غياب النظام العالمي الذي كان قائما انذاك، ومنذ ذلك الوقت حتى الان هناك سعي جدي لاقامة نظام عالمي جديد، الصورة الان في مجلس الامن هو صورة مجلس امن المنتصرين في الحرب العالمية الثانية”.

<

p style=”text-align: justify;”>وداخليا رأى الحسيني إنه “لا يمكن استقرار الوضع في لبنان قبل مشاركة الجميع، ما هو قائم يعتبر ظالما، يجب فض الاشتباك وطمأنة الجميع انهم باقون لكن بأحجامهم الحقيقية”.

شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *