عملية مجدو: اسرائيل تعلن مقتل المنفذ و”الذئاب المنفردة” تؤكد سلامته

عملية مجدو: اسرائيل تعلن مقتل المنفذ و”الذئاب المنفردة” تؤكد سلامته

حسين عطايا

   قام أحد المناضلين الفلسطينيين نهار الاثنين بتنفيذ عماية عسكرية في منطقة “مجدو” جنوبي مدينة حيفا الساحلية، بفلسطين المحتلة، استهدفت سيارتين على الطريق الذي يربط “مجدو” بمدينة حيفا، ولكن الهيئتين السياسية والعسكرية لدى الاحتلال الاسرائيلي تكتمت على الموضوع، إلى أن أعلنت عنها يوم أمس الأربعاء. وهذا الأمر دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تقصير مدة زيارته إلى ألمانيا فعاد لمتابعة التطورات.

في بيان الجيش الإسرائيلي أن فلسطينياً تسلل من جنوب لبنان عبر أحد الأنفاق، وقطع هذه المسافة وصولا إلى “مجدو”، وبأنها قتلت منفذ العملية وتحتفظ بجثته .

هذه الرواية، كذبها بيان قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان بالأمس، حيث أعلنت أنها لم تلاحظ شيئاً غير طبيعي في المنطقة، وقد دعا الناطق باسمها على توخي الحذر وضبط النفس من كلا الطرفين إسرائيل ولبنان .

كذلك صدر بيان في داخل فلسطين من مجموعة اسمها “المجلس الثوري ـــ الذئاب المنفردة”، تبنت فيه “عملية مجدو”، وقالت إن المنفذ على قيد الحياة. وفي مكان آمن ولدينا توثيق للعملية.

وأشار المجلس في البيان، إلى أنه “في ظل الأزمات الداخلية التي تعصف بالكيان الصهيوني، وتحت تأثير ضربات المقاومة الفلسطينية، ومنها “قوات الجليل – الذئاب المنفردة”، يعمد الجيش الإسرائيلي كعادته إلى تصدير أزماته، وهذا نلمسه بوضوح من خلال السجال الحاصل حول “عملية مجدو”، التي نفذها أبطال “الذئاب المنفردة في قوات الجليل”.

وأكد أن “كل ما تبثه الاستخبارات الصهيونية من أنباء حول تنفيذ العملية عارٍ عن الصحة ومنفي جملة وتفصيلا، وإننا في المجلس نتحدى أجهزة الاستخبارات الصهيونية أن تنشر أي معطيات حول منفذ العملية، و”ننصحها بمراجعة سياساتها الإجرامية تجاه أبناء شعبنا، وعدم العبث بالمقدسات، ومنها الأسرى الأبطال”.

وتابع البيان: “نؤكد لشعبنا الفلسطيني العزيز ولكل أحرار العالم سلامة البطل منفذ العملية، وأنه في مكان آمن، وإننا نحتفظ بتوثيق للعملية”. معاهدا “أبناء شعبنا على ديمومة استهداف العدو، والاشتباك المباشر وتنفيذ أهدافنا داخل فلسطين وخارجها، مؤكدين على توحدنا مع جميع الفصائل المؤمنة بالكفاح المسلح”.

وفي وقت سابق كشف الجيش الإسرائيليّ أن منفّذ تفجير لغم كبير عند مفترق “مجدو” قرب مدينة حيفا، الإثنين، هو شخص تسلَّل من لبنان إلى إسرائيل، وبعد تفجير اللغم عاد إلى منطقة الحدود حاملا حزاما ناسفا، وهناك قتله الجيش الإسرائيلي، ويحتفظ بجثمانه .

بذلك تكون الرواية الإسرائيلية تحاول أن تخدم حكومة بنيامين نتنياهو في الهروب إلى الأمام، ظناً منها أن هذا الأمر يخفف من غضب الشارع الإسرائيلي في موضوع مشروع القانون الذي تسعى حكومته إقراره للتخفيف من صلاحيات المحكمة العليا، للنجاة من ملاحقته من قِبل المحكمة مع عدد من وزراء حكومته باتهامات بالفساد ومخالفات القوانين. وتشهد منطقة تل ابيب وعدد من المدن الإسرائيلية تظاهرات حاشدة شبه يومية.

واليوم أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي في بيان، أن “اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى إسرائيل من لبنان”. لافتا إلى أن “اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة”.

وأضاف: “إن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، يحث الطرفين على ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات”.

من جهتها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، أنَّ “منفّذ العملية يبدو فلسطيني الأصل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان، ويحتمل أنه يتبع فرع “حماس”. بعد أن كانت أجهزة الأمن الإسرائيلية، أفادت مساء أمس الأربعاء، أنها “قتلت شخصًا تسلل “على ما يبدو” من لبنان، بعد تفجيره عبوة ناسفة بالقرب من مفترق مجيدو قرب مدينة حيفا”.

وجاء ذلك في بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) والشرطة الإسرائيلية، بعد “تعتيم” كبير على القضية.

وخلال اليومين الماضيين، تزايدت التساؤلات في الإعلام الإسرائيلي حول حقيقة ما حدث قرب مفترق “مجدو”، وسبب فرض حظر نشر حول القضية، وسط تكهنات باستخدام منفذ الهجوم عبوة ناسفة “نوعية” كتلك التي كانت تستخدم ضد القوات الإسرائيلية لدى اجتياحها جنوب لبنان عام 1982.

ميدانيا، تفقد وزير الحرب الإسرائيلي وكبار قادة الجيش الاسرائيلي الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى أنه “تم منع عملية كبيرة وصعبة تحمل في طياتها ضررًا كبيرًا”، ذلك خلال تفقده وكبار قادة الجيش الحدود مع لبنان لتقييم الأوضاع الأمنية. كما شدد على أن “منفذ عملية مجدو سيندم عليها”، مضيفا: “سنجد المكان والطريق المناسبين وسنوجه ضربة للمسؤولين”.

شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *