أِزْهَق واسْتَفِقْ

المصطفى المفتاح
المَدى زُجاجٌ متَمدِّد
يَصْفَرُّ بُرتُقالَةٌ لاشْتِعالِ الأَصيل
والأَصيلُ يحْمَرُّ أفْقًا وماءً وسِربًا من سَحاب
يمْتدُّ نحوَ الأزْرَقِ الغامِق
لِباسًا للآتي منْ نُجَيْماتِ القَمَر
اِن كان في الفُلْك
والكوابيسُ تسْتَريحُ كما الأَحْلام
في الليلِ الأَسْودِ الدَّافِق
زَمجَرةً
نَملٌ ورَملٌ ومُفْتَرَق
يتَوالى اللَّيْلُ حلْقاتُهُ تِلوَ النَّشيدِ الأصَمّ
تلوَ النَّبيذِ تِلو الهَزيع
وحُفْرةٌ تفْغَرُ ضِرامًا والوَعيد
هاهنا النهرُ السُّفلي على ناصِيةِ الأَرَق
فازْهَق
لتَزهقَ روحُ الفِراشِ البارِد
تَدرَّب على الغِياب بَعيدًا في المسْتحيل الحَقّ
صقيعًا كالشُّواظ
واذْكُر جَوابكَ مَنْحولاً عن كتابٍ لا تَعرفُ هل من المَيْمنَة أو الميْسَرة نسيتَهُ ليعرفَكَ كفُّ فاطمة وتوتتا عازِف الحيَّةِ السَّوداء والغابةِ الشمطاءِ و السّاكِنُكَ من أصحاب السؤالِ و الجوابِ و الثَّوابِ و قارِب القَناة التَّحْتانية المُنْفلِتة
والمَدى سهادٌ
استفِقْ واقرأْ شعرا لنَجْمةِ الراعي تستغيث من رمْضاءِ الأَسْوَد تحلُّ الكِساء-الحَساءَ وثُغاءَ الشَّعْبَةِ الُمسْتيْقِظَة
والصبحُ قبلَ الَفَجرِ ورائِحةِ الخُبْز
فاخْفِقْ كما تَشاءُ أنْ تَخْفِق
أيها القلبُ المَثلوجُ بالجَزَع
ومِن نِداءِ المَدى
فتَعلَّمِ الخطَّ إذَنْ
ولا تنسَ التمارين
والاِسْمَ والقِسمَ والسَّنَة
أعْرِفُ يا صغيري أنَّ المِحْفظَةَ أثْقلُ ممّا تَبقّى في الجَيْبِ للدَّواء
قَد تُصبِحُ شاعرًا كبيرًا أو دَرَكِيًا
لا يَهُمّ
قد تصبحُ
سَتصْبحُ ما تُريدُ اِلّا الدّرَك فهو صعبٌ أكثرَ منَ الطِبِّ والحُقوقْ
لا تبالي
أَصْبِحْ ما تُريد
أنْتَ الأَهَمّ
يا أيها القلبُ أخْفِقْ على رِسْلِك
أوْ تَسابَق معي نحو لحنٍ لنعشقَ معْنَيَيْنِ وفَراشَة
تُعلِّمُنا سرَّ الحياة
واقْرأْ يا فُؤادُ وحَرِّرْ بقايا نَزْوةٍ تُلْهيك عنِ الصَّفاء
وعَن مُهْجَتي وعَن مُرادي
ولا تَعْتَبِرْ كثيرًا بالشَّجَن
تِلكَ خِدَعُ الكِتابَةِ عِندَ المُنفَلِتينَ تَوًّا من الأُميَّةِ والمُراهَقَة
والحُزنُ بالحزْنِ يُذْكَر والأشْجانُ الأُخَر
وقَبلَ أن أنسى المُراد
هلْ كانَ لي ذِكْرى مُرَامٍ وغُرفَةٌ سوداءَ والخَوفُ بمن يَختارُ يُنْكَر
والحديث عنِ الثَّغْرِ والنَّحرِ حَشْوٌ في أَرصِفَةِ شَعبَةٍ مالحةٍ بِكرْكَرَةٍ تَعرِفُني لأَعرِفَها ولا أَدْري
والحَشْوُ غُنْجٌ والحَواشي
والحَديدُ في حَوافِرِ البَغْلَةِ يعزِفُ معَ الصَّفاةِ الزَّلِقَةِ نِداءَ رِحلةٍ أقْربُ من ليلةٍ ليلاءَ بلا هِلال
قبل أن تَنْغَمسَ وتَسْتَمْرِأَ النَّوى جَدليةُ الخطابِ والتَّبْيينِ كالفَلْسفَة
افْتَحْ زَوَّادَتكَ واقْطَفْ تَيْنةً زيتونةً وبعضَ العِنب
اشْرَب قليلا منَ الماءِ واقِعياً لا زُلالاً ولا يَنْبَغي له
وَكُلْ لَسْعةً منَ الهوى
وأَكْمِل السَّيرَ سَيْرًا ولا تَتَثاءَبْ فوقَ بَهيمَتِك فقَد تَهْوي
حيثُ لا قِبَلَ للصَّخرِ بِشجَّةٍ أو كَسرٍ وأنْت تَرْفُل
وحدكَ في قُفْطانِ المُرّاكُشي جَذِلًا كَصَبيِّ شاعرٍ يحْفظُ ألفَ بيتٍ
شِبْهًا شِبْهَ شِبْهٍ يَلوي على شِبهٍ “طويلٌ سلَّمُهْ” قد يَقبَلُهُ أو يجْهلُه
والصّروفُ تَنتَظر
والوَزْنُ من الطَّنينِ يَهْذي
والمَرايا قناعٌ للَّذي سَيأتي ويسْألُه عن اسمكَ النّاس
المُتناثِرونَ الحائِرون
يُمسِكونَ لكَ بَيْرقَكَ المُسْتَكينَ وأنتَ تمشي
الى خُطاكَ مرَّةً أُخرى حتّى
يَتَفرَّد الطريقُ عن مَسيرِك وحَيْرةِ السائِل
اِزْهَقْ واسْتَفِق من عُقالي يا أَناي