المأدبة الاحتفالية في العيد الاحتفالي

المأدبة الاحتفالية في العيد الاحتفالي

د. عبد الكريم برشيد

فاتحة الكلام

          يقول الاحتفالي، يمكن تعريف الاحتفالية في كلمات وعبارات، ولكنه أبدا لا يمكن اختزالها في مقالات وفي كتب ولا حتى في مجلدات، وفي مجال التعريف المختصر نقول اليوم ما يلي، الاحتفالية هي خلق متجدد، وهي وجود متمدد، وهي الواحد المتعدد، وهي في الواقع والتاريخ احتفال وتعييد، وهي عطاء ولقاء وسخاء ومحبة وإخاء، وهي اللقاء وهي التلاقي، وهي حالات ومقامات و شهادات ومشاهدات، وهي أعمار إنسانية حية في الزمن الاحتفالي الحي، وقد تكون مجرد ساعة من الساعات، وتكون هذه الساعة ساعة واحدة فقط، فرح صادق مقتسم مع الصادقين، وتكون بهذا ساعة جديدة دائما، وتكون متجددة، وتكون خالدة وابدية وسرمدية، ولو أن هذا الاحتفالي كان يعرف هذه الاحتفالية، معرفة شاملة و كاملة وكلية ونهائية، ما كان لكل هذه الكتابات الجديدة اليوم فيها وعنها أي معنى، ولكنا قد اكتفينا بالبيان الأول، ولما قضينا خمسين سنة من أعمارنا من أجل أن نعرفها، ومن أجل التعريف بها بعد ذلك.

وهذا الاحتفالي، السخي في العطاء، والعاشق للمعرقة، والمؤمن بأن كل ما يعرفه وكل ما قد يدركه وكل ما قد يحسه، لا يمكن أن تكون له أية قيمة إلا إذا كان مبتسما مع كل الناس، وفي هذا يقول الاحتفالي في كتابه (الرحلة البرشيدية) مخاطبا أحبابه وضيوفه القراء ما يلي:

(نحن العيد يا أصحابي، ونحن أهله وصحبه، وما هذه اللحظات المتطايرة، فينا ومن حولنا، إلا لحظات للتعييد..

أنظروا .. أو تخيلوا .. لقد أوقدت الشموع والقناديل حتى تروني، ومعي كل ظلالي الملونة، وحتى أراكم أحسن..

إنني أدعوكم إلى مائدتي، وهذا العشاء هو العشاء الأول، وأعدكم بأنه لن يكون الأخير، وكلمة الأخير لا وجود لها في مملكة هذه الساعة التي لا تشبهها أية ساعة..

 أنتم أصحابي.. كلكم أصحابي، وليس بينكم أي يهوذا، أليس كذلك؟

ومن كان منكم خائنا، أو كان في نفسه شيء من الغدر، فإنه لا يمكن أن يكون منا، أو أن يشاركنا الخبز والملح والماء وهذا الهواء)..

هكذا نطق الاحتفالي، الباحث عن المدينة الاحتفالية، وعن المواطن الاحتفالي، وعن الزمن الاحتفالي، وعن العيد الاحتفالي، وذلك في كتاب (الرحلة البرشيدية) والذي نشرته إيديسوفت بمدينة الدار البيضاء

 الساعة العيدية تساوي عمرا

هي ساعة واحدة إذن، في زمن احتفالي واحد، من أجل تحقيق المعنى الأسمى في الوجود، والذي يتجلى في مسرح الحياة وفي حياة المسرح والمسرحيين، والذي أمكن الاحتفالي أن يختزله في المبدأ الوجود التالي، والذي هو: ــ إنسانية الإنسان وحيوية الحياة ومدنية المدينة.

وميزة المدينة الاحتفالية الأساسية، كما يتخيلها ويتمثلها والمواطن الاحتفالي هي، الإرادة والقدرة، أي أن كل ما يريده يقدر عليه، وهي الغنى مع السخاء، ليس في الجيوب طبعا، ولكن في النفوس وفي القلوب وفي الأرواح، وما معنى أن تكون هذه الطبيعة غنية، إذا لم تكن سخية، وإذا هي لم تعط الناس ما يحتاجه الناس  بغير حساب؟

وكذلك هو الاحتفالي دائما، والذي يتدفق معرفة وحكمة وعلما وجمالا ومحبة بشكل دائم ومستمر.

والكاتب الاحتفالي، والمفكر الاحتفالي، والمبدع الاحتفالي، كلهم يلعبون أدوارهم التي كتبت لهم في الحياة، وهم في هذا يشبهون الطبيعة الأم، يصنعون مثلها الفرح في مواسم الفرح، وهم مثل نهر.

متدفق، في هذه الطبيعة الجديدة والمتجددة، يسيرون دائما إلى الأمام وإلى حيث الناس الأحياء، وهم في سفرهم الإبداعي الخلاق، باتجاه الحياة والأحياء، لا يسألون أنفسهم إلى أين هم ذاهبون، ولا من أجل ماذا، أو في مقابل ماذا .. ويؤمن الكاتب الاحتفالي بأن الكتابة تعيش وتحيا وتغتني بالإضافات، وليس بالحاجات يمكن أن نقضيها بتركها، أو بالقفز عليها، أو بتاجيلها إلى الأزمان المجهولة، والتي قد تأتي أو لا تأتي، وفي كتاب (الرؤية الاحتفالية بين العيدية والمأتمية)، وفي العنوان الفرعي (كل الفنون وكل العلوم لا تكفي) يقول الكاتب الاحتفالي، الباحث عن الشمولية والكلية ما يلي:

(إنني أنا الكاتب، كتب علي أن أكون كتابة في كتاب هذا الوجود، كما كتب علي أن أكتب بالقلم، وأن أعشق هذا القلم لحد الهيام، وبقدر عشقي لهذا القلم فإنني أخشاه أيضا، لماذا؟ لأن هذا القلم ـ في المقام الأول ـ قد أسعدني كثيرا، وصالحني مع نفسي ومع العالم، وأضاء لي طريق وجودي، ولكنه ـ في المقام الثاني ـ خاصمني مع كثير من الجهات النافذة، والتي أساءت فهمي، وعن غايتي من هذا القلم العجيب فقد قلت مرة (شخصيا، لا أريد أن أحمل هذا القلم ما لا يحتمل، ولا أطلب من هذه الأداة الكاتبة أن تأتي بالخوارق والمعجزات، وكل ما أريد منها أن تكون كتابتها كتابة حقيقية أولا، وأن تكون صادقة وأمينة ثانيا، وألا (تقوّلني) ما لم أقله ثالثا، وأن تكون فصيحة وبليغة بعد ذلك، وأن تحسن فعل التبليغ المبين، وألا تزيف الواقع والوقائع، وألا تخونني كما خانني بعض الرفاق، وكما خذلني بعض الأصدقاء، وألا تتنكر لرسوليتها النبيلة، ولا تخون دورها ووظيفتها، وإن كانت ـ بعد ذلك ـ غامضة وملتبسة، غموض الحياة والوجود فلا بأس، لأن بلاغة الغموض الإبداعي جزء أساسي وحيوي من بلاغة الوجود والحياة).

وأنا الذي قلت وكتبت، في المسرحيات وفي البيانات وفي الحوارات، وأنا الذي سأقول وأكتب وأردد غدا، ودائما وأبدا، العبارة التالية: جنس أدبي واحد لا يكفي، وجنس فني واحد لا يكفي، وصناعة واحدة لا تكفي، ولهذا كانت كل اللغات ضرورية، وكانت كل الأجناس الأدبية والفنية ضرورية، وفي هذا المعنى فقد قال الاحتفالي في كتاب مخطوط (مسافر وجهته السحاب)  ما يلي:

(لو كان الشعر وحده يكفي ما وجد الغناء

ولو كان الغناء وحده يكفي، ما أوجد الإنسان الرقص

ولو كان ممكنا أن يكون الرقص وحده كافيا، ما أوجد معه الموسيقى)

نعم، ولو كانت الموسيقى كافية ما كان التشكيل بالألوان وبالأصباغ وبالأضواء والظلال ضروريا، ولما كانت الحاجة إلى من يعيد رسم هذا الوجود المرسوم، ولمن يساهم في إغناء هذا الكون الغني بالأشكال وبالصور وبالمشاهد العجيبة والغريبة، وفي هذا المعنى فإنني انا الاحتفالي أقول:

(لقد عشت الشعر، واعتبرت حياتي قطعة شعر، واعتبرت أن هذا الشعر الذي في الوجود وفي الحياة وفي الطبيعة، أهم وأخطر من الشعر الذي في الكلمات وفي العبارات وفي المدونات، ولأنني اقتنعت بأن هذا الشعر المتكلم وحده لا يكفي، فقد عشقت الموسيقى أيضا، ولأنني رأيت أن هذه الموسيقى وحدها لا تكفي، فقد عشقت فن الحكي والمحاكاة أيضا، واقتنعت بأن كل الحقول المعرفية وحدها ـ لا تكفي، وبأن كل الأجناس الأدبية ـ وحدها ـ لا تكفي أيضا، ولهذا فقد بحثت عن دنيا أخرى جديدة، دنيا تتعايش فيها الفنون إلى جانب الفكر، ويحضر فيها العلم إلى جانب الصناعة، ووجدت أن هذه الدنيا الأخرى تسمى المسرح، فدخلتها دخول العاشقين والمندهشين والحالمين).

عالم الأفكار وافكار العالم

وماذا يمكن ان يكون التعييد الاحتفالي، في معناه الحقيقي. سوى انه درجة عالية جدا من الإحساس الصادق.. الإحساس بجمالبات اللحظة، وبجماليات الأشياء وبجماليات العلاقات الإنسانية، وبجماليات الحالات والمقامات، وبجماليات الإبداع في الطبيعة وفي الحياة وفي الناس الأحياء، ومثل هذا الاحساس المركب، لا يمكن ان نعبر عنه إلا من خلال وحدة الفنون، ومن خلال اتحاد الأفكار, ومن خلال رؤية احتفالية مركبة تركيبا ممتعا ومقنعا، فكريا وجماليا وأخلاقايا

ويقول الاحتفالي (إن الأفكار تنتمي ـ حسب ماركس ـ إلى البنية التحتية، وعليه، فإن الأفكار الحية هي التي تنتجها المجتمعات الحية، وأن الأفكار الجديدة هي التي تظهر في المجتمعات الجديدة، وهي التي تتطور وتتجدد في الحقب التاريخية الجديدة أيضا، وإن ما يحدث اليوم، على مستوى المسرح المغربي والعربي، لم يأت من فراغ، ولا يمكن أن ينتهي إلى الفراغ، وهو نتيجة حركية معرفية وجمالية ارتبطت بأسماء مفكرين وبأسماء منظرين وبأسماء مبدعين، وفي هذا المعنى يقول هيجل (إن الثورة الفرنسية نتجت عن الفلسفة) وكل ثورة لا يمكن أن تنهض إلا على فلسفة، وبهذا فقد  أمكن لنا أن نقول ما يلي ( إن ثورة المسرح المغربي والعربي قد نتجت عن التنظير المتفلسف) هكذا تحدث الاحتفالي في مقالة منشورة بالملحق الثقافي لجريدة العلم اامغربية، والتي كانت بعنوان (ما الذي يتلقى من التنظيمات المسرحية ؟) والتي جاءت ردا على ندوة نظمتها كلية الآداب بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والتي كان ظاهرها العلم وباطنها الهرطقة.

والاحتفاليون (لا يؤمنون بتناسخ الأرواح) وبالمقابل (فإنهم يؤمنون بتناسخ الأفكار، وبتناسخ الصور، وبتناسخ الاختيارات الوجودية والأدبية والفنية، وهذا شيء يعطيهم الإحساس بأنهم ورثة الفكر الإنساني، في عموميته وشموليته، وأنهم مؤتمنون على العبقرية الإنسانية، وذلك على امتداد التاريخ كله) وبهذا نطق الاحتفالي في كتاب (زمن الاحتفالية) الذي صدر عن منشورات افريقيا الشرق بمدينة الدار البيضاء.

وهم فعلا مع تناسخ الأفكار ـ وأيضا مع زواج الأفكار، ومع حوار الأفكار، ومع تكامل الأفكار، ومع تداول الأفكار ومع اقتباس روح الأفكار و اقتباس جمرة الافكار واقتباس شرارة الأفكار

مركز الاحتفال ومركز التاريخ

 وتؤكد الاحتفالية على أنها تحمل مركزها فيها وداخلها، وعلى أنها ليست هامشا من الهوامش المقصية والمنسية، بالنسبة لأي مركز خارجي، وعلى أنها ضد التبعية وضد الصدوية، وضد التهريب الثقافي، وضد الوعي الزائف، وضد الهوية الكاذبة، وضد الحضور الغائب، وضد الهوية المنغلقة على نفسها، وضد اختزال ما لا يقبل الاختزال، وفي هذا المعنى يقول الناقد العراقي د. محمد حسين حبيب في مقالة لعنوان (الاحتفالية اولا والاحتفالية أبدا) (الاحتفالية ثورة على مركزية الغرب.. ولهذا سعت إلى إلغاء  المركز، وأن يكون الجميع بمراكز موزعة .. حيث لا هوامش .. حيث عملت مثلا على “إقصاء سلطة النص وسلطة الإخراج وسلطة الإدارة وسلطة الشباك وسلطة المنتج وكل أشكال السلطة المختلفة وكل ذلك من جل أن تجعل من المسرح لقاء إنسانيا مفتوحا، يتحرر فيه الإنسان بالمسرح، ويحرر فيه المسرح” علاوة على ذلك فإن الاحتفالية، وكما جاء في واحد من بياناتها هي (التعبير الحر للإنسان الحر في المجتمع الحر).

ولقد أكدت هذه الاحتفالية على “النحن” المنفتحة على الآخر، وأكدت على “الهنا” المفتوحة على كل الأمكنة وعلى كل الجهات، وأكدت على هذا “الآن” المتحرك والمتمدد والمتجدد والمفتوح على كل ذلك الذي كان بالأمس، وأيضا، على كل ما يمكن أن يكون غدا، وهي في هذا تنطلق من قناعتها بأن (الوجود خارج الهنا غربة ومنفى، وبأن الوجود خارج النحن الجماعية خيانة لهذه الذات الكبرى، وبأن الوجود خارج الآن مجرد ذكرى، ومجرد حنين ونوستالجيا، ومجرد هروب من الزمن أو من الذات، سواء في مستواها الفردي أو الجماعي) (شيخ الاحتفالية يرد على النقاد) مجلة، (المسرح ـ الشارقة

وبحسب الاحتفالية، فإن الإبداع المسرحي فيها، هو أساسا قراءة لروح التاريخ قبل أن يكون قراءة لأحداثه ووقائعه وظواهره المختلفة، وفي هذا المعنى يقول الاحتفالي:

(يمكن أن نقف عند الملاحظة الأساسية التالية، وهي أن ولادة هذا المسرح الاحتفالي لم تتم في ظروف طبيعية ومريحة، وأنها لم تستقبل استقبالا احتفاليا، كما يفترض عادة في كل ولادة جديدة، ولقد كان هذا المسرح دائما مزعجا ومستفزا، وكان موضوعا كبيرا للجدل وللنقد ولنقد النقد، ولصياغة الإشاعات والاتهامات، وللشك في مصادره وفي مقاصده وفي نواياه، ولقد استمر سوء الفهم هذا لعقود طويلة، ومازال حيا لحد الآن، وأظن أنه سيبقى قائما إلى ما شاء الله، وذلك لأن أغلب ما كتب في هذا المسرح الاحتفالي لم ينشر، وأن أغلب ما نشر فيه لم يقرأ، وأن أغلب ما قرئ فيه لم يفهم، وأن أغلب ما فهم فيه قد فهم بشكل خاطئ ومغلوط، وبهذا فسيطول عمر هذه الحرب العبثية، والتي لا يمكن أن تجد لها أي مبرر منطقي ومعقول، وأعتقد أن أغلب هذه المواقف ليست مواقف فكرية أو جمالية، لأنها لم تصدر عن الفاعلين المسرحيين المغاربة والعرب، ولكنها صدرت عن أشخاص يكتبون هجاء في الاحتفالية والاحتفاليين، وينسبونه إلى النقد وإلى البحث العلمي، ولهذا فيمكن أن نلاحظ أنه لا أحد من كبار المسرحيين المغاربة أو العرب كان له موقف سلبي من هذا المسرح، وستجد أن غلب الأسماء التي عارضت هذا المسرح لا تمارس فعل المسرح، وأنها لا تمتلك أي بديل له، وهي بهذا تخاصم المسرح الموجود لحساب مسرح آخر لا وجود له، وهذا هو قمة العبثية وقمة العدمية، وإلى جانب هذا الموقف النقدي العبثي، قدم بعض المسرحيين المغاربة اقتراحاتهم الخاصة، وفكروا واجتهدوا، تماما كما فكرنا واجتهدنا، وأضافوا إضافات نظرية وإبداعية محمودة، ولقد كان من بينها المسرح الثالث عند المسكيني الصغير ومسرح النقد والشهادة عند محمد مسكين ومسرح المرحلة عند المرحوم حوري الحسين والمسرح الفقير عند سعد الله عبد المجيد والمسرح الجدلي عند عبد القادر اعبابو، وكل هؤلاء كانوا أهل مسرح وصناع مسرح، ولقد ساهموا في الحركة المسرحية المغربية والعربية مساهمة فعالة، في حين أن أغلب النقد الذي رافق هذه الحركية النظرية والإبداعية في الحقل المسرحي كان مجرد كلام في كلام، ومن أغرب الغرائب أن بعض الأساتذة الجامعيين قد ساهموا في هذا (البولميك) وأنهم قد دفعوا باتجاه كراهية هذا المسرح وكراهية مقترفيه، ولقد ورطوا الجامعة المغربية في تنظيم ندوات (علمية) تعادي العقل، وتعادي الاجتهاد النظري، وتعادي الحق في الاختلاف، وتحرض على النزعة الطائفية في المسرح، وتنصب المشانق لمقترفي المسرح الاحتفالي) هكذا تحدث الاحتفالي إلى جريدة (المساء) في (كرسي الاعتراف).

والأصل في هذه الاحتفالية هو أنها بحث عن الزمن العيدي المفقود، وفيها يؤمن الاحتفالي بأن هذا (الزمن غير احتفالي ونحن نطالب بالاحتفالية، ولو كانت موجودة ما طالبنا بها. الإنسان يطلب شيئا غير موجود. و الاحتفالية الحقيقية هي أفق مثل قمر في السماء، مثل شمس، ومثل شيء بعيد عنا، نبحث عنه، وكلما اقتربنا منه يبتعد عنا، فهذا الزمن غير احتفالي؛ زمن الآلة، و زمن القمع، وزمن الظلم، وزمن الفوارق الطبقية، ونحن في الاحتفالية ندعو إلى الجمال، وإلى الحق، وإلى العدالة، وإلى الأخوة والمساواة والتسامح، وكل هذه الأشياء غائبة، ولكن ينبغي أن تكون، وينبغي أن نحققها، والفن يوجد الأشياء بالقوة، وهذا ما تسعى إليه الاحتفالية. تعرف أن هذا الزمن صعب، ولكنها تستمر، وتعرف أنها تسبح ضد التيار، ولكنها تسبح، وتعرف أن الواقع يريد فنا تجاريا، وتصر على أن يكون الفن جميلا وأصيلا و جادا، والواقع يطلب منا أن نركب الموجة العالية .. والاحتفالية تسبح دائما ضد التيار، وبغير هذا ما كانت الاحتفالية) من حوار حول عنوان (الاحتفالية هي التعبير الحر للإنسان الحر في المجتمع الحر).

شارك هذا الموضوع

د. عبد الكريم برشيد

كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!