تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية على الأمن اللبناني

أحمد مطر
خفت حدة هواجس اللبنانيين وخشيتهم من تكرار الزج بلبنان في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، لتبدل الظروف وتغيير موازين القوى الاقليمية، ولوجود سلطة وإجماع وطني رافض لأي مغامرة من هذا النوع، بعد مسلسل النكبات والخراب الذي حل بهم، جراء حرب إسناد غزة وخسائرها وجروحها، التي ماتزال ماثلة أمام الجميع، وتحولت بعد أيام معدودة من بدء هذه الحرب إلى تداعيات اقتصادية، باتت ترخي بآثارها السلبية على الأوضاع الاقتصادية العامة .
مع مرور الوقت يتبين بوضوح أن استمرار عقدة الاحتلال الإسرائيلي لمواقع في الجنوب، التي يتذرع بها حزب الله للتملص من التزاماته، يرخي بمفاعيله السلبية على معالجة جملة ملفات ومشاكل أساسية ومهمة وعلى انطلاقة الدولة في بداية العهد الجديد، ويبطء مهمات الحكومة لتنفيذ ما وعدت به في بيانها الوزاري، ويُبقي الحلول الكاملة معلقة بانتظار إنهاء هذا الاحتلال بكل تداعياته السلبية .
أصبح واضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي جنوباً، باعتداءاته المتواصلة على المواطنين، واستمرار عمليات القصف والاغتيال اليومية، يُبقي مقومات الحياة الاساسية معدومة، وكل محاولات إعادة الإعمار، ولو فردية غير ممكنة، والمناطق كلها مدمرة وخالية من سكانها .
لم يعد سراً أن استمرار بقاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب مرتبط بأجوبة لبنان على مطالب تسلمها من الجانب الأميركي سابقا، وتتضمن مصير ملف نزع سلاح حزب الله وتأليف ثلاث لجان مشتركة مع الجانب الإسرائيلي، لبحث تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية ومستتبعاته الملتبسة، وحل المشاكل الحدودية المتبقية، والثالثة لحل مشكلة أسرى حزب الله لدى إسرائيل، وكان الجواب الاولي للدولة اللبنانية، بوجود لجنة عسكرية من لبنان وإسرائيل وبمشاركة ضباط من قوات الامم المتحدة، بإمكانها بحث هذه المشاكل وإيجاد الحلول المطلوبة لها. ولكن هذا الجواب لم يكن مقنعاً، في حين ظهر إصرار أميركي على تلقي جواب رسمي مفصل من لبنان، حول المطالب الأميركية، نقلها الموفد الأميريكي توماس براك مؤخراً .
لا يمكن للبنان تجاهل الرد على مطالب الولايات المتحدة الأميركية، بأسلوب التهرب أو المماطلة المعهودَيْن، لتجنب حدوث ردات فعل سلبية من بعض القوى والجهات الرافضة بالداخل ومنه حزب الله، لتأليف أي لجان مشتركة مع إسرائيل، تحت أي مسميات، باعتبارها أول خطوة باتجاه التطبيع مع إسرائيل. ولكن بعد حرب إسرائيل على إيران ومشاركة الإدارة الأميركية الحاسمة، بتدمير مواقع المفاعلات وتخصيب اليوارنيوم وفرض أمر واقع جديد في المنطقة، بات على لبنان صياغة رد، يأخذ هذه الوقائع المستجدة بعين الاعتبار تفاديا لمزيد من الانتظار على مصير الانسحاب الإسرائيلي وملفات إعادة الإعمار وحلول اعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي وحل الأزمات المتراكمة .
ختامًا بشكل عام أرخت الحرب بين إسرائيل وإيران، مشاعر محبطة عسكرياً، ولو تراجع منسوبها تدريجًا واقتصادياً لدى معظم اللبنانيين، والخشية من تأثيرها على الواقع الاقتصادي عموما، ليس لوجود علاقة لبعض اللبنانيين مع إيران في حال توسعت إلى دول أخرى، كما يظهر بعد تدخل الولايات المتحدة الأميركية المباشر فيها، وإنما بسبب تهديدات قادة إيران باحتمال، إغلاق مضيق هرمز أمام حركة النقل البحري، وما يمكن أن ينجم عنه في زيادة بأسعار السلع الاساسية والضرورية، وعلى تكلفة عيش المواطنين .
ختامًا بشكل عام أرخت الحرب بين إسرائيل وإيران، مشاعر محبطة عسكرياً، ولو تراجع منسوبها تدريجًا واقتصادياً لدى معظم اللبنانيين، والخشية من تأثيرها على الواقع الاقتصادي عموما، ليس لوجود علاقة لبعض اللبنانيين مع إيران في حال توسعت إلى دول أخرى، كما يظهر بعد تدخل الولايات المتحدة الأميركية المباشر فيها، وإنما بسبب تهديدات قادة إيران باحتمال، إغلاق مضيق هرمز أمام حركة النقل البحري، وما يمكن أن ينجم عنه في زيادة بأسعار السلع الأساسية والضرورية، وعلى تكلفة عيش المواطنين .