سميح القاسم.. رسالة حب

سميح القاسم.. رسالة حب

عبد العلي الجدوبي

              تحل الذكرى الحادي عشرة  لرحيل أحد الأصوات الشعرية الفلسطينية المعنية بالتمايز والفرادة، الشاعر سميح القاسم (19 غشت 2014) الذي ظل طوال حياته يدافع عن القضية الفلسطينية، وعن الإنسان والحرية والأرض المحتلة مند سنوات الخمسينات، شأنه في ذلك شأن كبار الشعراء والكتاب الذين عاصرهم والمدافعين عن القيم الإنسانية وحق الوجود الفلسطيني في ارضهم المغتصبة، أمثال خليل خليل حاوي وأدونيس ومحمود درويش وأحمد عبد المعطي حجازي وأمل دنقل ومحمد الفيتوري وفدوى طوقان وغيرهم من حملة الكلمة الحرة.

لقد اعتبر الراحل سميح القاسم  الشعر بمثابة التركيب البيولوجي للشعب العربي، وجزء من نبضه وتنفسه وحرارته وجهازه العصبي.. والمياه الجوفية المخزونة في داخله التي تنتظر الانفجار كالطوفان.

الشعر عند سميح القاسم هو الطبقة السميكة من ملح البحر التي تغطي بها أجسادنا حتى لا تتعفن. إنه البوصلة التي نستعملها في هذا التيه العظيم

اهتمامات سميح القاسم شملت مجالات عدة في الجنس الأدبي، من القصة والمقالة والرواية والرسائل، التي كان لها وقع كبير ومؤثر في تطورات الأحداث السابقة والمتعاقبة على القضية الفلسطينية..  ولقد كانت (رسالة حب) أبرز تلك الرسائل التي تحفز همم الفلسطيني على المقاومة والتصدي للصهاينة المحتلين لأرض اغتصبوها.

يقول سميح القاسم في رسالة حب للفلسطينيين:

إخواتي ..

يا شرف الحياة ونعمة الشهادة.

أيها الواقفون بدمكم الشجاع في وجه الريح السوداء والروح الجبانة.. يا ضمير فلسطين، وطهر العروبة، ماذا يريدون منا بعد اولئك الذين  فقصتهم افاعي الاستعمار والصهيونية والطائفية؟  ماذا يريد منا بعد ؟!  أزاهير دمنا المسفوكة على حدائق منازلهم؟!  ماذا يريدون بعدما  نهشوا في لحم نسائنا وشيوخنا واطفالنا؟! إلى أي  عار تهرول عصابتهم الضالة بعد عارها القديم الجديد؟ الماتل في وجهها البشع تحت شمس الإنسان؟!

اخواتي أحبائي..

لكم أنتم يهلهل آذان الكرامة، وتقرع أجراس النبل.. لكم أنتم تمنح فلسطين أزهارها وأشعارها، ولكم يعمر زيتوننا وبكم يتباركوا اسمها..  يا أروع الأبناء وأروع الآباء وأشجع المقاتلين.. يا من تصارعون الجوع والبرد وتقارعون الموت..

إن كنتم تستأثرون بشرف الصمود وكبرياء التصدي تحت سمع البطولة، فلستم نهبا للعزلة وللنكران.. إن اخواننا الشرفاء في الشتات وشعبنا في الوطن والمنفى وأمهاتنا الصابرات، وأحرار العالم قاطبة ينهضون بكم ومعكم، ومن أجلكم يرفع آذان الغضب المقدس على قطعان الفاشيستي المدججة “بالحق الأمريكي” والمكر الصهيوني في المؤامرة  السافلة..

اخواتي أحبائي ..

مباركة قلوبكم وأيديكم.. مباركة أسلحتكم.. مباركة ملامح صمودكم  وآيات تضحياتكم.. مباركة سلالتكم يا أبطال هذا الزمن وفرسان الأزمنة كلها.

شارك هذا الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!