غضب العسكريين المتقاعدين يواجه بالقنابل المسيلة

غضب العسكريين المتقاعدين يواجه بالقنابل المسيلة

السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير

   إثر الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، جاء اليوم التصعيد الميداني في محيط ساحة رياض الصلح استنكارا، إذ اعتصم العسكريين المتقاعدين احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية، وحصلت مواجهات بين القوى الامنية والعسكريين المتقاعدين لدى محاولتهم اقتحام السراي، فيما عُقدت في البرلمان جلسة للجان المشتركة برئاسة نائب رئيس المجلس الياس بو صعب. وانحصر النقاش مع الحكومة حول الوضع المالي ولم يكن الوقت كافياً للبحث في جدول الأعمال.

بعد الجلسة، قال بوصعب “في الشهرين الماضيين، تبين أن هناك عددا كبيرا من النافذين في لبنان يرسلون أموالهم إلى الخارج، منهم سياسيين ورجال أعمال، وهناك البعض منهم ضباط وقضاة، وهذه المعطيات مؤكدة”، مشيراً إلى أنه “لحد الان، لا أحد يعلم من المسؤول عن التلاعب بسعر الصرف، ولا يوجد جواب حتى من مصرف لبنان”. وأشار إلى أن “الوضع لم يعد يطاق”، وسأل “لماذا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا يأتي إلى مجلس النواب؟ كيف يذهب إلى السرايا والمحكمة، بحماية مين؟”، موضحاً أن “كان هناك اجماعا خلال الجلسة على حضور سلامة، ولم نأخذ ما نريد من أجوبة على اسئلة كثيرة تتعلق بالنقد والاقتصاد”. وسأل: “من لديه جواب عن سبب اقفال المصارف ابوابها بوجه المواطنين؟”، مشيراً إلى أن “ما تقوم به المصارف لا يمكن أن يمر بلا محاسبة”. وأكد بو صعب، “اننا لن نقبل بشطب ودائع المودعين، وقد لمسنا من صندوق النقد تجاوباً ويمكن البناء عليه”.

وأعلن رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان أن “جلسة اليوم كانت مخيّبة للآمال ولم نحصل على أي جواب واضح من أي جهة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لم يحضر الجلسة وممثله لم يعطِ أي جواب شافٍ”. وأضاف “كذلك وزير المال يوسف خليل وممثل الحكومة وتبين أنّ الحكومة ليس لديها أي إلمام بما يحصل”. وتابع “لم يعد بيدنا سوى التحرك قضائياً والحكومة “شاهد ما شاف شي ويمكن ما بدو يشوف شي”.

ميدانيا ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية وسوء الأحوال المعيشية بعد أزمة عام 2019، وعلى وقع التفلت الحاصل في سعر صرف الدولار، نفذ “حراك العسكريين المتقاعدين”، اليوم تحركاً واسعاً بساحة رياض الصلح في العاصمة اللبنانية بيروت وسط استنفار أمني كثيف. وأكد العميد الركن المتقاعد جورج نادر: “توجهنا منذ أسبوع بالدعوة إلى التظاهر اليوم في ساحة رياض الصلح”، لافتاً إلى أنه “سيكون هناك حشد كبير وغاضب لما يعانيه الشعب”، مشدداً على أن “لا حل للمواطنين مع هذه السلطة إلا عبر الشارع”.

وحاول العسكريون المتقاعدون وعدد من المتظاهرين اقتحام السرايا الحكومي، فيما أطلقت عناصر مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع باتجاههم. وحصلت حالات اختناق وإصابات.

يذكر أنه منذ خريف 2019، يمرّ لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، حيث تُسجّل الليرة كل يوم رقماً جديداً بانهيارها أمام الدولار، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وتراجع القدرة الشرائية عند اللبنانيين، وسط عجز سياسي ومصرفي عن إيجاد حلول للأزمة.

وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الثلاثاء، أن منصة صيرفة التابعة للبنك ستبدأ بيع مبالغ لم يتم تحديدها من الدولار في محاولة لوضع حد للتراجع المتفاقم في سعر صرف الليرة. كما حدد سعر الصرف الجديد عند 90 ألف ليرة للدولار، فيما هوت الليرة في السوق الموازية من حوالي 121 ألفاً للدولار صباح الثلاثاء إلى 140 ألفاً بحلول الظهيرة، وبدأت قيمتها في الارتفاع فور إعلان القرار.

شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *