نِعَالُ حَمَاس والْمِيرْكَافَا!

نِعَالُ حَمَاس والْمِيرْكَافَا!

عبد العلي جدوبي

           تفاعلت عدة نخب سياسية في إسبانيا، عبر أحد البرامج الحوارية في التلفزيون الاسباني، مع دعوة رئيس الوزراء الاسباني بيدرو شانسيز، إلى استبعاد إسرائيل من الفعاليات الفنية والثقافية الدولية، بسبب ما تقوم به في حربها على قطاع غزة،  من إبادة جماعية تمارسها في حق شعب أعزل، وتقتل يوميا أطفاله  ..

في خطوة تزامنت مع مواقف وضغوطات أوروبية على إسرائيل، كان البرلمان الاسباني – كما هو معلوم – قد صادق يوم الثلاثاء 20 ماي 2025 على مقترح حظر بيع الأسلحة للكيان الصهيوني، ورأت شخصيات سياسية خلال برامج حوارية بثتها القناة الأولى للتلفزيون الاسباني، ما مفاده أن اسبانيا لا تتعاون مع أية دولة ترتكب إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية، وأنه لا يمكن لدول العالم أن تتعاون مع مثل هذه الدول المجرمة بأي  شكل من الأشكال .

وباستثناء الحزب الشعبي اليميني، وحزب “فوكس”، وافقت جميع الأحزاب السياسية الإسبانية، بما فيها حزبي بوديموس اليساري والجمهوري بكتالونيا المعارضين، قبول مقترح سانشيز. 

ويشار إلى أن  اسبانيا اعترفت بدولة فلسطين في 22 ماي 2024، وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أشادت بهذا القرار الذي اعتبرته تاريخيا وانتصارا للقضية الفلسطينية.

والتساؤل المطروح الآن على اكثر من صعيد هو: هل بدأ ينهار الحلف الدولي المحيط بإسرائيل؟

لقد تصاعدت خلال الآونة الأخيرة المواقف الأوروبية المستنكرة للحرب على قطاع غزة، وما ترتكبه إسرائيل من مجازر يومية في حق الفلسطينيين العزل، وعمليات التجويع الممنهجة، وهي جرائم جعلت الكيان الصهيوني في مواجهه أكبر حلفائه الدوليين .

في بيان مشترك، شمل ست دول أوروبية، دعت اسبانيا إسرائيل للوقف الفوري بإطلاق النار في غزة وإنهاء حصار تجويع السكان، وفتح الممرات أمام دخول المساعدات الإنسانية، وهي الخطوة التي حظيت بدعم عشر دول أخرى من الإتحاد الاوروبي – حسب موقع يورو نيوز- ومن بينها إيرلندا وهولندا وفنلندا والبرتغال وسلوفينيا والسويد .

كبريات الصحف الأوروبية نددت بدورها بسياسة نتنياهو، ووصفتها بالسياسة الرعناء التي تعتمد على العنف وإبادة الفلسطينيين، كما وصفت الصحيفة العبرية “هآريس” نتنياهو بالثور الهائج الذي فقد البصر والبصيرة ويفتقر منذ الحرب إلى استراتيجية واضحه المعالم اتجاه غزة، كما أن الحلف الدولي – تضيف الصحيفة – المحيط بإسرائيل بدأ تدريجيا في التصدع وقد ينهار كاملا.. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب همش إسرائيل، بالرغم من أنه لم يساعد في إنهاء الحرب على غزة !

صحيفه “الغارديان” البريطانية استنكرت اتهام نتنياهو لرئيس الوزراء البريطاني (كير استارمر)، وللرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون)، وللرئيس الكندي (مارك كارني)، لوقوفهم بجانب حماس، واصفة هجوم نتنياهو عليهم بالمهين والسخيف، كما حذرت من أن دعم القادة الغربيين لإسرائيل لم يعد ممكنا في الظروف الراهنة من الناحية السياسية والأخلاقية والعملية   

ونقلت مختلف القنوات التلفزيونية العالمية مقطعا مصورا لنائبة إسرائيلية في الكنيست صرخت في وجه نتنياهو: أنت من أسأت إلى سمعة إسرائيل على الصعيد العالمي، ودفعت البلاد إلى الهاوية، وخلقت لنا جيوشا من الأعداء، حتى من الذين كانوا بالأمس شركاء لإسرائيل!

صحيفه “لبيراسيون” الفرنسية نشرت بدورها مقالا موقعا من طرف 300 كاتب فرنسي، يستنكرون جميعا ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية في حق سكان غزة، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوضع حد لحماقات نتنياهو وتقديمه مجددا إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب .

وفي ايطاليا أكد وزير الخارجيه الإيطالي أنطونيو تاجاني أن خيار تهجير فلسطينيين من قطاع غزة أمر مرفوض تماما، كما أن إيطاليا تدعم الخطة العربية التي طرحتها مصر لدعم إعمار غزة، وطلب بعدم  تسييس المساعدات الإنسانية وعسكرتها، مضيفا أن تهجير المدنيين أمر لا يمكن التسامح معه .

كل الدلائل تؤكد أن “خطة” نتنياهو من الحرب الطويلة على قطاع غزة لم تحقق الأهداف المعلنة عنها، بل ارتدت على حكومة الكيان الصهيوني، فتحولت إلى عامل يدفع الإسرائيليين لوقف الحرب بسبب الخسائر الكبيرة في  صفوف الجنود والضباط الإسرائيليين، وفشلت (خطة الجنرالات) واصطدمت بحاجز لليمين الإسرائيلي الذي يعتبرها عملية لبناء المستوطنات وليس لتحرير الأسرى الإسرائيليين، كما أن استمرار الحرب عائقا أمام  تصورات سياسة الرئيس الأمريكي ترامب في الشرق الاوسط، وهناك خيبة أمل في صفوف اليمين الإسرائيلي اتجاه الرئيس الأمريكي، كما ظهر في خطاباتهم الأخيرة عبر الصحف العبرية، حيث بدا التشكيك بكل وعوده السياسية السابقة لدى الإسرائيليين .

في مقطع فيديو نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمعارض إسرائيلي صرح للقناة 12 الإسرائيلية، وهو يلوح بفردتي نعال بلاستيكي موجها كلامه لنتنياهو: أنت لم تستطع هزيمة أناس ينتعلون نعالا بلاستيكية ممزقة – يقصد حماس – وتطالبهم بالتخلص من أسلحتهم التي هي عبارة عن بنادق تقليدية من صنع محلي، ويفجرون من مسافة صفر أعتى الدبابات الإسرائيلية واكثرها تطورا، دبابة الميركافا!! أين الخلل؟ أهو في رئيس الجيش؟ أم في الشاباك؟ أم في شخص آخر؟ أم أن افراد حماس من صنف بشر آخر؟ المشكلة كلها فيك أنت يا نتنياهو… أنت من دمرت قوة إسرائيل وهيبتها على الصعيد الدولي.

شارك هذا الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!