يسألونك عن روح الاحتفال وجوهر التعييد

يسألونك عن روح الاحتفال وجوهر التعييد

د, عبد الكريم برشيد

                  فاتحة الكلام ــ 1

هناك مدن كثيرة في العالم، هي مجرد إسمنت وحجارة، وقد تشبه المدن الحقيقية في الشكل فقط، ولا تشبهها في الروح والجوهر، وهي مجرد بيوت ودكاكين لكسب القوت اليومي نهارا، وللنوم ليلا، وإلى جانب هذه المدن (المأتمية) هناك مدن أخرى احتفالية وعيدية حية، وهي مدن ثقافية وعلمية وفنية كثيرة جدا، مدن سألت وتساءلت وفكرت واحتفلت وعيدت وفكرت بعبقرية صادقة، ولقد عاشت الحياة بتلقائية، واحتفت بالحياة وبالحيوية، وتغنت بالجمال، في مجال الفكر والشعر والموسيقى وفي الرسم والنحت والغناء والتشكيل والسينما وفي كل الآداب والعلوم والفنون، وتستعد مدينة فاس هذه الأيام لعقد الدورة السابعة عشر لمهرجان فاس للثقافة الصوفية تحت شعار (شعرية الحياة: الحياة والفنون والقيم الروحية)، ومن خلال ندواته وموائده يطرح هذا المهرجان الاحتفالي السؤال التالي:

ـ هل ما يزال من الممكن أن نغني جمال العالم؟

ونفس هذا السؤال هو الذي شغل الاحتفالية والاحتفاليين على امتداد نصف قرن، والذي يحتفي بالاحتفالية، والتي هي فلسفة حياة، لها وجود بين الوجودية والصوفية.

وقبل هذا، غنى المغني المصري محمد منير في فيلم (المصير) ليوسف شاهين، وردد بالصوت العالي وقال: (علِّي صوتك علِّي صوتك بالغنا.. دالأغاني لسه ممكنة .. ممكنة)

ونفس هذا التغني بالحياة وبجماليات الحياة، هو الذي وجدناه عند الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي قال احتفاء بالحياة: (على هذه الارض ما يستحق الحياة)

إن الجمال هو الحقيقة في الوجود وفي الحياة وفي التاريخ، أما القبح، فهو مجرد عطب من اعطاب الأحياء في والواقع والتاريخ معا، وبذلك فهو صناعة بشرية، ودور الشعراء اليوم، ودور الفنانين والحكماء ودور العلماء ووالأنبياء هو إصلاح هذا العطب في التاريخ وفي حياة الناس، وفي حياة المجتمعات.

وعندما وقف الشاعر محمود درويش على تفاصيل وجزئيات صغيرة في حياتنا اليومية، تأكد له ان هذه الحياة تستحق أن نحيا، وتحيا من أجلها، وذلك مثل (رائحة الخبز في الفجر)، و(خوف الطغاة من الأغنيات).. ولعل أصدق كل الحقوق في الحياة هما حقان اثنان:

(الحق في الحياة.. والحق في الفرح)

                             فاتحة الكلام ــ 2

ومثل مدينة فاس، والتي تحتفي بالعلوم والفنون الصوفية في حينها اليومية وفي مهرجانات ها الثقافية، نجد مدينة الصويرة التي تحتفي بالثقافة الإفريقية من خلال فن الإيقاعات الغناوية، كما نجد مراكش في احتفائها بكل مظاهر العبقرية المغربية الشعبية، وكما نجد مدينة وجدة في احتفائها بالطرب الغرناطي.

ولقد كان أبرز المدن في أوروبا وأكثرها قربا من الأصالة والحداثة، كل المدن التي عاشت عصر التنوير، فكريا وعلما وجماليا، والتي أسست ثقافة القلب وثقافة العقل ولثقافة الفرح، مثل باريس والبندقبة ومدينة فيينا، والتي تغنت بها اسمهان في اغنية (ليالي الأنس في فيينا)، والتي هي عندها مدينة للفرح وإنها (روضة من الجنة)، ولولا هذا الحس الاحتفالي والعيدي، لدى المبدعين والمفكرين، ما تأسست في أوروبا التيارات الفكرية والجمالية المعروفة، ولما تأسست المسارح والمقاهي والمطاعم والحدائق العامة وقاعات السينما والمدارس والمعاهد والجامعات والمنتديات الأدبية والفكرية والفنية الغنية.

هي مدن حرة وحية وعاقلة ومتمدنة وعالمة، مدن لها روح ولها قلب ولها عقل ولها مخيال ولها ذوق ولها حس وحدس.

وبخصوص روح الاحتفال والاحتفالية نقول اليوم  ما يلي:

إن مملكة الاحتفال الحقيقية، عاصمتها الفرح دائما، وهذا الفرح هو ساعة وجدانية لا علاقة لها بالساعة الميكانيكية، وهذه الساعة العيدية قد تعادل العمر كله، وقد تعادل التاريخ كله، وقد تعادل الجغرافيا كلها. وقد يكون هذا الفرح بحجم مملكة، وأن تكون لهذه المملكة عاصمة البهجة والفرح، وأن يكون اسم هذه المدينة مراكش.. وأن تكون لها ساحة بحجم العالم وبحجم الكون، وأن تكون معروفة لكل الناس في العالم باسم جامع الفنا.

وفي مسرحية (الملك جالوق)، والتي هي احتفاء بالعبقربة الشعبية، من خلال حكواتي شعبي بدرجة ملك على مملكة البهجة والفرح، ندخل عوالم هذه المملكة الخفية والسرية، من خلال صوت خارجي يقدم مدينة احتفالية اسمها مراكش، من خلال ساحتها العالمية جامع الفنا، وذلك باعتبارها عاصمة كونية الفرح والبهجة وللاحتفال والتعييد اليومي، وباعتبارها ملتقى كل الناس وملتقى كل اللغات وملتقى كل الأجناس، وملتقى كل الأزمان، وملتقى كل الساعات، وذلك لأن الفرح الإنساني له توقيت واحد موحد، وفي مفتتح هذا الاحتفال المسرحي يمكن أن نقرأ وأن نسمع ما يلي (على نغمات الهجهوج الكناوي) يأتينا صوت يقول:

هي مراكش.. وفي مراكش يولد الفرح

وفي مراكش يحضر العيد بموعد

وحتى بغير موعد

وتحضر الفرحة وتحضر البهجة بشكل جديد

وفي مراكش، مدينة البهجة والفرح 

 يلتقي اليوم وغدا وفي كل يوم

كل عشاق البهجة والفرح

يلتقون حبا في الحياة وفي الجمال وفي الخيال

وفي الفرح

واليوم هنا، في الساحة والمدينة معا، لا يشبه سائر الأيام

ونحن هنا نحياه ويحيانا

ولا نعرف له بداية ولا نعرف له نهاية

ومن يدري ..

فقد يكون هو الأبدية ونحن لا ندري

والنهار، في بهجة هذه الساحة، هو أطول من ساعاته

وأما أخوه الليل، فهو فيها أقصر و أقصر وأقصر  من ساعاته..

هنا .. تتحرك الحالات والخيالات وتتوقف الساعات عن الدوران ..

كل الساعات هنا لها قانونها الاحتفالي الخاص

هنا تختفي كل الساعات .. الرملية والشمسية و الإلكترونية

ولا يبقى للزمان أي معنى ..

هنا مركز الأرض، وكل العالم مختزل هنا

والبشرية كلها حاضرة هنا.

والغائبون  لهم من يمثلهم)

                       الفرح والحق في الفرح في فضاء الفرح

وهذه الاحتفالية اليوم، ماذا تمثل على خرائط الفكر المغربي والعربي الحديث والمعاصر؟                    

بالتأكيد هي ( ليست مجرد بيانات فقط، وليست مجرد كتب نظرية، وليست مجرد كتابات درامية لها فلسفتها الخاصة، ولها بنيتها المستمدة من الموروث الثقافي العربي والإنساني، وليست مجرد اجتهادات في الإخراج والتشخيص وفي تأثيث الفضاء المسرحي، ولكنها ـ إلى جانب كل ذلك ـ فهي تاريخ تؤثثه المواقف والمواقف المضادة، وتصنعه الأسماء والأحداث والتواريخ التي لها معنى ومغزى، وعليه، فإنه لا يعقل أن يقرأ المسرح المغربي والعربي ـ سواء اليوم أو غدا ـ قراءة حقيقية، إلا إذا كانت الاحتفالية جزء أساسيا وحيويا وفاعلا ومنفعلا ومتفاعلا في هذا المسرح).

والاحتفالية رؤية عيدية للوجود وللحياة وللناس والأشياء وللعلاقات والمؤسسات، ولكن يبقى السؤال: أين هو العيد في هذا الواقع اليومي، المغربي والعربي؟

بالتأكيد هو موجود في العين الاحتفالية وفي الروح الاحتفالية وفي الرؤية الاحتفالية وفي الفلسفة الاحتفالية أكثر من وجوده في الواقع اليومي المرعب، وقد يكون الاحتفال مؤجلا، في كثير من الحالات الطارئة والعابرة، وما هو مؤجل لا يعنى أنه غير موجود، أو أنه لا ينبغي أن يكون له وجود،  وفي هذا المعنى يقول الاحتفالي (إنه لا شيء يرعب الاحتفالية أكثر من أن ترى الإنسان المعاصر وقد ضيع إنسانيته، وأن ترى هذا الكائن الناطق وقد ضيع ملكة النطق فيه، وأصبح مجرد كائن متفرج، وذلك في عالم أصبح مجرد أخبار مصورة، ومجرد فرجات مشهدية، ومجرد أساطير جديدة ومتجددة). هكذا تحدث الاحتفالي في بيان (اربيل للاحتفالية المتجددة).

وهذا الإنسان، الحي والعاقل والفاعل والحر، يعرف اليوم أن الأمل ممكن، وأن الفرح آت، وأن العيد قادم مهما طال الزمان، وهو في بحثه اليومي عن إنسانيته المصادرة وعن حريته المفموعة ( يجد نفسه اليوم في عالم الأشياء شيئا، وتلك هي المأساة، أو هي الملهاة، في عالم اختلت فيه المعايير والموازين، وأين هي العيدية، عندما يجد الإنسان (نفسه في عالم الأرقام رقما) (نفس المرجع السابق).

وهو اليوم فعلا مجرد رقم في الإحصاءات الرسمية وفي السجلات الإدارية ولدى الشركات المنتجة للأشياء، وفي الاسواق والمتاجر الكبرى، وهذا ما يفسر أن تكون العيدية الاحتفالية هي الحل، وذلك في مجتمعات هذا الكائن الاحتفالي، بأحلامه الإنسانية المشروعة (يجد نفسه في سوق الوفرة بضاعة)، من (بيان اربيل للاحتفالية المتجددة) (نفس المرجع) 

وتتدخل جهات شبحية وتحدد له ثمنا من الأثمان، ولكن قيمته الحقيقية لا أحد يدركها، ولا أحد يفكر فيها، ولا أحد يلتفت إليها، وبهذا تكون إنسانية هذا الإنسان (مهددة، وتكون خصوصيته مصادرة، وتصبح حيويته معتقلة، وبهذا يتحول إلى آلة بشرية، أو يكون مجرد لولب صغير وحقير في ماكينة جهنمية كبيرة وخطيرة) (نفس المرجع السابق).

و يجد الاحتفالي نفسه أمام سؤالين اثنين مختلفين ومتناقضين، أما السؤال الأول فهو:

ــ كيف يستقيم البحث عن الاحتفالية في واقع غير احتفالي؟

وأما السؤال الثاني فهو:

ــ هل يستقيم هذا العالم (اللاحتفالي) دون البحث فيه عن جوهره الاحتفالي الضائع أو المضيع أو الخفي أو المهرب أو الممنوع أو المقموع؟

وإذا لم تكن هذه الاحتفالية هي الواقع وااحفيقة، ولم تكن هي الظاهر والحاضر في الواقع اليومي، ولم تكن هي الكائن والممكن  فماذا يمكن أن تكون؟

                      الاحتفال بين حد الواقع وحد الحقيقة

وهذه الاحتفالية هي أساسا روح من الأرواح الحية، قبل أن تكون شيئا من الأشياء، أو تكون أجسادا من الأجساد، أو تكون مجرد ظلال لأجساد حية أو جامدة، أو تكون أوراقا مسودة بالحبر الأسود، أو تكون كتابات أو بيانات أو تصريحات، أو تكون مجرد أفكار مجردة، أو مجرد حكي ومحاكاة في مسرحيات، وفي روايات تروى، وبهذا فهي روح الإنسان قبل كل شيء، وهي روح الحقيقية، وهي روح الوجود، وهي روح الموجودات، وهي روح اللحظة التاريخية المغيبة، وهي روح المكان، وروح الفضاء، وهي في الأصل كائن حي، مثل كل الكائنات الحية، لها وجود في الوجود الحي وفي الزمن الحي وفي المناخ الثقافي الحي، وبهذا الروح فهي تحيا وتعيش، وتتمدد في الزمان وفي المكان وفي أحلام الإنسان، وهي به تكتسب خصوصيتها الثقافية والفكرية والجمالية والأخلاقية، وهي أيضا، في جانب منها، حياة وحيوية وأفكار حية، وما يميز هذه الأفكار هو أنها أفكار مجسدنة في أجساد، ومشخصنة في شخصيات مسرحية، ولو كانت غير ذلك، لما كانت بهذه الحياة وبهذه الحيوية، ولكانت مجرد أفكار مجردة، أو كانت مجرد صور متحركة بلا روح وبلا حياة، والأساس في هذه الأفكار الاحتفالية هو أنها نبت هذه الأرض، وأنها عطاء هذا   الإنسان، وأنها لغة هذه الساعة الآن ـ هنا، وهي لم تأت من فراغ، ولا من اللامكان ولا من اللازمان ولا من اللاشيء، فهي أفكار طبيعية وواقعية وتاريخية، أفكار أملاها المعيش اليومي، واقترحتها التجربة الإنسانية الحية، وزكاها الواقع الاجتماعي، وأقرتها سلطة التاريخ، وهي بهذا تفلسف أكثر منها فلسفة، وهي تمسرح أكثر منها مسرحا، وهي تجربة انفعالية أكثر منها مجرد تجريب مفتعل، وبهذا فهي فعل وفاعلية، وهي تفاعل أكثر منها مجرد حالة وجدانية عابرة، أو مجرد نزوة طائرة.

هذه الاحتفالية، وهي تخاصم الواقع، لا تنتظر أن يرضى عنها هذا الواقع، ولا تتوقع أن يرضى عنها صناع الوقائع في هذا الواقع، فهي أساسا حلم حالمين مجانين، وهي بهذا أكبر وأخطر وأوسع من كل واقع جامد، ويؤمن الاحتفاليون بأن الأصل في هذا الواقع أنه كان ينبغي أن يكون احتفاليا، ولكنه لم يكن، لسبب من الأسباب، ولخطأ من الأخطاء، وأن دورها في هذا الواقع هو تصححيح وتصويب أعطاب هذا الواقع، حتى يسترد هذا الواقع احتفاليته الضائعة والمضيعة.

إنني أواصل اليوم كتابة هذا الكتاب في سنة 2020 وماذا يمكن أن تكون هذه السنة سوى أنها سنة غير احتفالية وغير عيدية ؟ هي سنة مأتمية حضر فيها الفراق، وحضر فيها الغياب، وعاش فيها الموت، وماتت فيها فيها الحياة، وأصبح الإنسان سجين بيته، وسجين الحجارة، وأصبح الرعب هو سيد كل الحالات والمواقف، في هذه الأجواء الكابوسية المرعبة، ألا يمكن أن تكون الدعوة إلى لاحتفال و الاحتفالية مطلبا إنسانيا عالميا؟

                           الحق في الحياة والحق في الفرح

في زمن العزلة والانعزال تدعو الاحتفالية إلى التلاقي، وفي زمن الانغلاق يصر الاحتفالي على أن يحرض على الانفتاح، وفي زمن الغياب تؤكد الاحتفالية على الحضور، وفي هذا المعنى يقول الاحتفالي:

(كنت دائما في صف الحياة، وكنت مناصرا لإنسانية الإنسان، وكنت مناصرا لمدنية المدينة، وكنت مدافعا على جماليات هذا الوجود الجميل، ولقد (أقنعتني) السينما الأمريكية، ولعقود طويلة جدا،  أن عدو هذه الحضارة الإنسانية، يمكن أن يأتي من الكواكب الأخرى البعيدة والغريبة، أي من خارج هذه الأرض، ولا أحد كان يفكر في أن هذه الأرض، بكل تناقضاتها الظاهرة والخفية، يمكن أن تحمل عدوها فيها، وأن يكون أشد أعداء الإنسان لهذا الإنسان هو الإنسان نفسه. ويوم كان الكل، في تلك السبعينات التي مضت، يؤكد على الصراع الطبقي، ويؤكد على الصراع بين المعسكرين؛ الشرقي والغربي، ظلت الاحتفالية وحدها (تصر) على التلاقي الإنساني، وتؤكد على الحوار، وعلى المشاركة، وعلى الاقتسام، وعلى    التسامح، وعلى الاحتفال، وعلى التعييد، لأن هذه الأرض ـ أرضنا ـ هي أرض واحدة، وأن مصيرنا فيها هو مصير واحد) هكذا تحدث الكاتب الاحتفالي ردا  على سوال ذ. ادريس قيسامي حول موقفه  من الحجر الصحي 

وعندما تصبح هذه الحياة مهددة بالموت، في زمن الوباء القاتل، كما حدث ايام كوفيد القاتلة، ويكون الإنسان فيها مهددا بالفناء، وتصبح المدينة العامرة فيها مهددة بالخراب، وعندما يصبح هذاالإنسان ممنوعا من التلاقي ومن الفرح ومن التعييد ومن التواصل، حينها فقط، يكون من الضروري أن نقرأ الاحتفالية قراءتها الحقيقية، وأن نحترم اختيارتها الوجودية والجمالبة، وأن نقدر انحيازها المبدئي إلى إنسانية الإنسان وإلى حيوية الحياة وإلى مدنية المديينة، وفي هذا المعنى يفول الاحتفالي، وهو مقموع وممنوع،  في بيته أو في سجنه:

(إنني أنا الكائن الاحتفالي الحي، أتأمل هذه الحياة، وأرى أن من واجبنا جميعا أن نعطيها قيمتها الحقيقية التي تستحق، وأن نقدرها، وأن نقدسها، وليس من قبيل الصدفة أن الاحتفالية قد احتفت دائما بحيوية الحياة، ودافعت على الحق في الوجود وفي الحياة، ولقد اقتنعت بأنه لا شيء أقدس لدى الإنسان من الحياة مع الحرية، ومن الحيوية مع الكرامة الإنسانية، ومن حرية الأجساد وحرية النفوس وحرية العقول وحرية الأرواح في المجتمعات الحرة) (بيان سيدي قاسم الاحتفالية المتجددة).

شارك هذا الموضوع

د. عبد الكريم برشيد

كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!