“7 أكتوبر” 2025 هو “اليوم التالي”!

سمير سكاف
حقق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو نصراً كبيراً على إيران في 3 أكتوبر 2025، إذا ما التزمت حركة حماس باستسلامها بالكامل بقبول مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة!
تذهب “سكرة” 7 أكتوبر 2023 لتأتي فَكرة 7 أكتوبر 2025! إذ يحقق نتانياهو “الوعد الصادق” لشعب إسرائيل بعودة الأمن لإسرائيل، من جهة غزة كمرحلة أولى!
ويتجه نتانياهو بالاستناد على ترامب لتحقيق خطوة إضافية في الشرق الأوسط الجديد في زمن “الأمن الإسرائيلي”، بفرض سيطرة إسرائيل على كل المنطقة!
وهو ما قد يفتح أبواب جهنم على حزب الله وعلى إيران بغية تغيير النظام فيها ووقف كل المخاطر عن دولة إسرائيل!
لن تكتفي إسرائيل بسقوط غزة بعد سقوط نظام الأسد وبعد اغتيال السيد حسن نصرالله وقادة حزب الله وحماس. بل هي ستكمل باتجاه الضفة، وباتجاه طهران وباقي الأذرع الإيرانية، للوصول لاحقاً إلى الحوثيين.
وإذا كانت حماس تستسلم فذلك لا يعني أن تنسحب إسرائيل من كافة نقاط القطاع!
“كما في لبنان كذلك في غزة”! فإسرائيل التي لم تنسحب رسمياً من النقاط الخمس في لبنان، لن تنسحب بالتأكيد من كافة النقاط في غزة. لا بل إن العملية ستحتاج لكثير من الوقت “لتطهير كامل لغزة” كما يعتقد الإسرائيليون!
حماس: “لو كنت أعلم!”
أبعدت حماس شبح إعدام من تبقى في غزة! وفضلت الانتحار سياسياً وعسكرياً بمن تبقى من قادتها على الاستمرار لعام ثالث في مغامرة طوفان الأقصى.
على مشارف الذكرى السنوية الثانية لعملية 7 أكتوبر، وافقت حماس على الاستسلام، وعلى تسليم السلاح وعلى إطلاق سراح كافة الأسرى، وعلى تسليم القطاع كلياً لإدارة لن تشارك بها!
وافقت حماس على تسليم رأسها المقطوع على طبق من فضة لسالومي الأميركية التي ستسلمه لهيرودوس إسرائيل! وهو بالتأكيد لن يؤمن سلامة ما تبقى من قادة حماس في القطاع. والذي سيجري إبعادهم إلى الخارج بالحد الأدنى!
أما جردة حساب طوفان الأقصى بعد سنتين على 7 اكتوبر 2023 سيقوم بها أهل غزة وحدهم!
هذا، في زمن سيُطلق فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو سلسلة احتفالات بالنصر الكامل Total Victory، كما سيطلق به الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة احتفالات بتحقيق “السلام” فوق أنقاض غزة!
بحذر ينتظر الجميع تطور الأحداث في غزة في الأيام المقبلة لترجمة قبول حماس بمبادرة الرئيس ترامب، لجهة إطلاق الأسرى وتسليم سلاحها بالكامل!
فهل “لو كانت تعلم” حماس بهذا اليوم التالي، مع شلال الشهداء في غزة ونهر الدماء والعدّاد الذي لا ينتهي بالقتل والتدمير والتجويع… كانت أطلقت طوفان الأقصى؟!
هل انتصرت حماس اليوم، كما انتصر حزب الله في لبنان، وكما انتصرت إيران بعد ضرب البرنامج النووي؟!
ومع ذلك، فإن من بقي على قيد الحياة في غزة سيفتح صفحة جديدة مع سلام… إسرائيلي! مع أو من دون دولة فلسطين، مع حل الدولتين أو من دونه!
غزة جديدة، بوجه مختلف، وبشخصيات جديدة، وإعادة إعمار وعودة للحياة… وثقافة جديدة!
هل يفتح نتانياهو الشمبانيا هذه الليلة في الكنيست؟ وهل يفتح الرئيس ترامب الشمبانيا في البيت الأبيض؟!
اليوم قد تكون الحرب قد انتهت في غزة، حتى من دون وقف لإطلاق النار! وقد لعب الوسطاء العرب دوراً محورياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ممن تبقى حياً!
ويبقى السؤال التالي: هل وصلت الرسالة إلى حزب الله؟!